جنازة/اقصوصة
من سامر عبدالله في 13 أكتوبر، 2010، الساعة 12:32 صباحاً
قبيل نهاية الجنازة ...وما ان ولجنا مدخل المقبرة حتي تلفت يمينا وشمالا..كتمت ضحكة مكتومة..تخيلت سائد يخرج من تابوته...في الفجر...وكعادته يتسلل من باب المنزل...زوجته تغط في نوم عميق..لقد انهكها تحضير طنجرة المحشي ليوم غد...لكنها اراحت رأسها وباتت تنام دون ارق ...أو تفكير بما سيتناول زوجها يوم غد...يتلفت صديقي في الظلمة...يتحسس طريقه نحو المطبخ...لقد ألف الطريق في الظلام...يحرص على أن يكتم خطواته...تقوده ارنبة انفه نحو الهدف...لقد شم رائحة الاكل من مطلع الدرج...في العتمة ...يزيح غطاء الطنجرة...لقد عزم العقد على تذوق الطعام ..التذوق فقط....لن تنتبه زوجته للحبات القليلة التي سيتذوقها....يتناول اول محشية ...يعجبه مذاقها...لطالما كانت زوجته طاهية ماهرة...يتناول الثانية...ويسرح في المشاكل التي تعرض لها في عمله منذ الصباح..لم ينتبه الي عدد المحشيات التي تناولها ولكنه حينما احس بالشبع..اعاد الغطاء بحذر..وتسلل الي السرير وتمدد بملابسه واستغرق في النوم...لقد كان نهاره شاقا...لم يصح الا على صراخ زوجته ...اسرع الى المطبخ...فوجدها متربعة علي الارض وفي حضنها طنجرة المحشي لكنها كانت فارغة...عندئذ ادرك انه تمادى قليلا في عملية التذوق ليلة امس واجهز علي كل المحشي دون ان ينتبه....ما أن لمحته زوجته حتى زمجرت وصرخت بوجهه:ياويلك ما بتخاف الله...طنجرة محشي وزنها خمسة كيلو بتتبلعسها على الهسة وفي العتمة....طيب قول في مرة انهد حيلها في نقر الكوسيات وحشيها...في اولاد بدهم يتزمهروا سم الهاري....كعادته انسل من المطبخ وفتح باب المنزل واطلق ساقيه للريح....لم اكمل الجنازة ويمكنني أن اقسم أنني شاهدت سائدا يفتح غطاء التابوت ويطل منه وبحضنه طنجرة المحشي العتيدة...فقد بات بوسعه الان فقط أن يلتهمها دون الخوف من صراخ زوجته الارملة...
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen