Seiten

Freitag, 26. November 2010

عزرا يولد من رحم جوليات الفلسطيني/قصة ام هلوسات

عزرا يولد من رحم جوليات الفلسطيني/قصة ام هلوسات

من سامر عبدالله‏ في 25 نوفمبر، 2010‏، الساعة 10:26 صباحاً‏‏
ازاح برأسه الي الوراء،رجع بذاكرته الي الايام الاولى للمفاوضات السرّية في أوسلو،في حينها تسربت الانباء الى قلة قليلة كان هو منها،ومع تسربها  اشتعلت المعارك في الخفاء بين من بات يراهن على ان يتمخض الجبل فيلد دولة فلسطينية،وبين من رأى ان الجبل لن يلد الا فأرا،وحشد كل من الجهتين اسلحتهما للمعركة القادمة بينهما تاركان العدو يراكم اوراق قوته.وما ان اعلن الاتفاق العتيد حتى فوجئ بأن جميع من يعرفهم اختفوا في ليلة وضحاها،غادروا فرادا عائدين الي ما اسموه الوطن،يومها بقي وحيدا ،الاقرع والمصدي عاد،لكنه لم يعد،وحينما سأل بعض القيادات التي عادت والتقي بها في زياراتهم المتقطعة الي الخارج،كانوا لا يجيبون الا بكلمة واحدة لا مجال لاضافة اسمك نهائيا،لقد اقفلت قوائم الاسماء المقدمة من طرفنا للرئيس.في احد المرات رد غاضبا علي احد القواد الميامين:من حدد هذه القوائم ولم استثنيت منها،لم يجد صديقه القائد الذي كان يوما خلا لاسراره الا ان يقول:لقد حددت وانتهي الامر،يمكنني ان اقدم لك طلب التحاق كحارس لبيتي،وليس كمرافق،وعندئذ سينزل اسمك في قوائم الحراس ولن تحظي باي عمل اخر،اذا احببت يمكنني ذلك..ما ان سمع هذه الاجابة حتى ادرك ان طريقه قد بات بعيدا جدا عن طريق من عادوا الي السلطة،فهم عادوا فرادى يحلمون بكراس ومناصب وحكم،واعلنوا ان زمن الثورة قد انتهى وزمن بناء الدولة قد ازف.يومها سخر من اوهامهم وقرر ان ينسحب الى العتمة ويتفرج علي ما الت اليه الامور...سنوات طويلة لم يلتق احدا منهم،تشرد،جاع،مارس مهنا حقيرة ليعتاش منها ومن بعد ليسد رمق اسرة صغيرة كونها توجت بخروجه الي بلد اوروبي ازدادت فيه عزلته لدرجة كان يحس ان الصقيع يتسرب الي روحه.سنوات لم يحسبها  ،كونه لم يتعثر باحد من رفاق الطريق السابقين،سنوات بات يتابع فيها الاوضاع من بعيد وعبر جهازه السحري الكمبيوتر.هناك كان ينفتح العالم امامه ويلج فيه ليرتشف من كل حدب وصوب.انساه عالم الانترنت خيباته المتكررة،لكنه اضاف حملا ثقيلا علي كاهله،لقد اكتشف انه ولسنوات عدة كان وحيدا،لا اصدقاء له،لا انس او جن يدق باب منزله،لم يكن يلتق الا بزوجته واطفاله،واصدقاء لا يعرفهم الا عبر شاشة الكمبيوتر.بات عالم الانترنت ياخذه بعيدا جدا ويمارس سحره عليه ليعوضه عن صعوبة الحياة بعالم لم يختبر حقيقته من الخيال المنتشر فيه.كانت الايام قد باتت تنال منه،ومن عزيمته،اصبح اكثر عزلة حتى عن اسرته،غزا جسده النحيل المتعب سرطانا صغيرا بدأ يأكل جسده وهو يراقبه بصمت دون تأفف ،لم ينتبه الى ان الانترنت اعاد وصله بالحياة التي انقطع عنها مطولا،فقد تعثر بعيد انضمامه الي الفيسبوك بالعديد من الاصدقاء السابقين.وهاله التغيير الذي طرأ عليهم،لم يكد يعرفهم،فقد باتوا يحتلون مراكز مرموقة في سلطتهم بعد ان كان جلهم نكرات فيمامضى.اعاد وصل العلاقة مع البعض منهم ...ومع تواصله الجديد كان يغوص من جديد في نقاشات ومواقف ظن انه نسيها...وبات لا يفارق جهاز الكمبيوتر لدرجة ان زوجته كانت في كل يوم تمازحه امام اولاده:يا خوفي حينما تموت ان توصي بدفن جهاز اللابتوب معك....ويجيبها ضاحكا:هذه هي وصيتي الوحيدة لكم.ومن كثر ترداد هذه المزحة بات كل افراد الاسرة شبه مقتنعين بانه سوصي بدفن كمبيوتره معه... مع الايام عاد الى توتره القديم ،وبات اي خبر يتعلق بالوطن يستفزه ويعيد الحنين الي روحه بالابحار الي هناك.كان يتأكل ببطء الي ان ازف اليوم الذي لم يعد جسده يحتمل برودة المنفى فتوقف قلبه فجأة.حينما دخلت زوجته الي الغرفة وجدته قد اسلم الروح بهدوء ودون ضجة ،لم تصدق انه انطفأ هكذا وبهدوء وهو الذي كان يملأ صخبه العالم كله .،كان متسمرا علي الكرسي ،ملامح وجهه كانت قاسية،لم تعرفه في اول الامر،فقساوة تعابيره لم ترها من قبل،كانت عيناه مفتوحتان الي ابعد مدى،ومازال بريق اشتعال يتفجر منهما مع ان صاحبهما قد فارق الحياة قبيل دقائق،انتبهت الى ان احدى يديه قد تكورت كأنه كان يهم بلكم شخص ما، شاشة الكمبيوتر  امامه مفتوحة علي صور  الابادة الجماعية  في غزة.بكت بهدوء فلم تتخيل انها ستكون وحيدة في هذا البلد البعيد، لم تعرف ما تفعل،فلم تواجه الموت من قبل،فكيف الان والموت يخطف زوجها الذي احبته بصمت وصبر طويل?اي اجراءات تتبع وهي لا تعرف احدا في هذه القرية الملعونة،فمنذ ان قدموا اليها،وعيون اهل القرية تترصدهم وتلاحقهم اينما جالوا،لم تلمس اي ود في نظراتهم،لقد كان اهل القرية لا يحبون الغرباء،خاصة انهم من قبل لم يتعاملوا مع غرباء الا من الغجر.وحين حددت اقامتهم فيها من قبل دائرة الاجانب بعد ان قدم زوجها اوراق لجوئه لم يغادروها ابدا،فقد كان قد زهد بالعالم كله،وهكذا مرت السنوات دون احتكاك جدي مع سكان القرية الا كلمات قليلة في المتجر او مكتب الشؤون الاجتماعية.اتصلت بالاسعاف وهي باكية:لقد توفى زوجي قبيل دقائق واود مساعدتكم.خلال لحظات  كانت عربة للاسعاف واخرى للشرطة امام البيت.وسرعان ما لحق بهم عربة تقل موظفين من دائرة الاجانب والبلدية.فحص دقيق لجثمان زوجها ،أعقبته بضع اسئلة،وختمت بالسؤال المدوي الذي تركها في حيرة كبيرة:اين سيتم الدفن؟ لم تتوقع ان يسألها احد من قبل مثل هذا الامر رغم ان زوجها منذ سنوات قد رتب لموته كما يشتهي.كان قد حزم امره وتبرع باعضائه الحيوية بعد وفاته اما جسده فقد رغب بأن يدفن في الوطن. وان تعذر ذلك يحرق جثمانه ويحتفظ به الى ان يعود احد من العائلة الى الوطن فيدفن رفاته هناك وبهذا تتحقق امنيته في ان تكون محطته الاخيره الارض التي طالما حلم بملامستها.
صمتت قليلا ثم اجابته بما خططه زوجها لمماته.فوجئ الموظف بأن المتوفي لديه بطاقة تبرع باعضائه الحيوية وهي صادرة منذ اعوام عدة  عن المركز المختص وانه كان قد اتم كل الفحوص الجينية.بذهول سألها عن جنسية المتوفي،وعندما عرف انه فلسطيني استغرب كثيرافهو لم يكن قد سمع باسم هذه البلاد قط. . ما ان انجزت كافة اجراءات الوفاة حتى طلب من الزوجة التوقيع على اوراق السماح لهم بنقل الميت واوضحوا انهم ينتظرون اتصالا منها لاخبارهم باجراءات نقل الجثة او حرقها ان تقرر ذلك.
بعيد انصرافهم اطرقت طويلا  فهي المرة الاولى التي يغادر  بها زوجها المنزل ولن يعود اليه من جديد،أحست ان كل العالم من حولها يتساقط.،بات الافق امامها اكثر اسودادا من قبل،لكنها تماسكت فعليها نقل زوجها الى الوطن.كانت ضد فكرة الحرق من اللحظة الاولي التي طرحت بها الفكرة لكنه اصر عليها،لقد كان  مقتنعا انها الوسيلة الوحيدة لضمان حقه في العودة.توحهت الى غرفة النوم وتحاشت ان تمكث بها مطولا خوفا من  ان تنهار ، ركضت واخرجت  المفكرة  من سترة زوجها المعلقة ، اتصلت بالسفارة الفلسطينية في محاولة لانجاز هذا الامر،دقت الرقم وانتظرت طويلا حتي جاءها صوت موظف السفارة في الجانب الاخر.
-مساء الخير،انا فلسطينية ،واحتاج لمساعدة السفارة.-
تفضلي.
لقد توفي زوجي اليوم واود دفنه في الوطن،تلك كانت رغبته.
-رحمة الله عليه،كيف يمكن ان نساعدك?في اي مدينة تقطنين?
-انا اسكن في قرية نائية علي الحدود ولا عرب في قريتي .
نقل جثمان زوجك الي الوطن ودفنه هنالك قد يستغرق بعض الوقت.
-سنضعه في المستشفي حتي تنجز معاملات نقله.
-لا بد من بعض المعلومات لارسالها الي رام الله لاستصدار ترخيص بنقل الجثمان.
-تفضل اسأل.
-ما رقمكم الوطني?
-تقصد رقم كرت الاعاشة ?او كرت الاونروا?
- شو كرت الاعاشة هذا?
-هو الكرت اللي مع كل الفلسطينية.ليش حضرتك مش فلسطيني?
-يا اختي انا فلسطيني بس ما عندي هذا الكرت ولا بعرف عنه حاجة...خليكي علي الخط لاسال سعادة السفير.
غاب الموظف بضعة دقائق احستها كانها اياما طويلة وحينما عاد قال لها:-اسف لتاخيري،الان فهمت من سعادة السفير ان كرت الاعاشة يعطي للاجئين،الرقم الوطني اللي بسال عنه هو الرقم اللي كل مواطن فلسطيني من الضفة او غزة بيحمله،وعلي اساسه بيطلعله جواز سفر وبيتم التنسيق مع سلطات الاحتلال لتسهيل دخوله وخروجه من الوطن.اذ ممكن شو هو رقمكم الوطني?وجواز سفركم صادر من رام الله ولا غزة?
-يا اخي احنا ما عنا جواز سفر ،عنا وثيقة فلسطينية صادرة من لبنان وانتهت صلاحيتها من عشر سنين.
-يعني انتوا مش مواطنين،انتوا لاجئين من لبنان?
يا اخي احنا فلسطينية وبدي ادفن جوزي في وطنه.
-والله يا اختي المسالة هيك مستحيلة?
-ليش مستحيلة،واحد فلسطيني مات وبدو يندفن في وطنه...وين المستحيل فيها.?
-استغفر الله العظيم،يا اختي انتو لاجئين.
--شو يعني مش فلسطينية،كل شوية بتنطلي وبتقلي لاجئين...يعني احنا لاجئين من الصومال
?-العفو يا ستي ما قصدي اهين حضرتك،بس المسالة مش بايدنا،ودفن زوجك في الوطن مسالة اكبر منا بكتير.
-ما فهمت ليش اكبر منكم بكتير?
-يعني احنا مش فلسطينية?طيب معني كلامك انه السفارة ما الها علاقة فينا?
-يا اختي انتو لاجئين في لبنان ومش مواطنين،والمسؤول عنكم م.ت.ف،اما السلطة فهي مسؤولة بس عن سكان الضفة والقطاع
راح اشرحلك بالتفصيل،احنا هلق عم بنفاوض علي الدولة الفلسطينية ومسالة حل مشكلة اللاجئين من قضايا الحل النهائي اللي ما اجه دورها لسه،لساتنا في المحطة الاولي من المفاوضات اللي اصلا متوقفة عشان الاستيطان.وحتي لو رجعنا للمفاوضات ما راح تكون قضايا الحل النهائي اللي انتو من بينها اول ما راح نتفاوض عليه،وحتي لو كانت في الاول ما بقدر اقلك نتيجة المفاوضات يمكن ترسي علي التعويض او العودة الي اراضي الدولة الفلسطينية او تجنيس اللاجئين في الدول اللي همه فيها،وهادا كله بيحتاج مفاوضات طويلة وما بظن انه جثمان زوجك راح يستني كل هاي المدة.
-والحل يا اخي شو?
-معناها ما في حل قدامك الا تدفنيه في لبنان.هو من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومكانه الطبيعي لبنان.
-بس ما النا حدا في لبنان.
والله يا اختي ما فيني اساعدك اكثر من هيك ما ضل  الا تدفنيه في اقرب مدينة الكم فيها مقبرة اسلامية.ا
اقفلت سماعة التلفون وهي حزينة،فقد ايقنت الان ان زوجها الذي قتله المنفى حكم عليه ان يبقى فيه الي ان تقوم الساعة.وهكذا سارعت الى اخبار السلطات المعنية باتمام حرق جثمان زوجها وتسليمها رفاته كاملا للاحتفاظ به من اجل ارساله للوطن حالما تسنح الفرصة لذلك.
في الوقت الذي كانت الزوجة تحاول بكل قوتها ارسال جثمان زوجها الى الوطن،كان  عزرا يقود سيارته مسرعا لادراك الاجتماع السنوي المكرس للاعلان عن التبرعات المحولة الى اسرائيل،فما زال لديه العديد من التحضيرات قبيل الاحتماع  المقرر عقده بعد يومين  ،ابتسم وقهقه حين تخيل وحوه الحاضرين وهو يرمي بقنبلته امامهم:سيحول هذا العام عشرة ملايين يورو  هي حصيلة ارباح يوم السبت طيلة عام كامل من فروع سوبرماركيتاته التي تجاوز عددها  الالفين .كان يود الطيران ليسخر من اطبائه الذين حذروه مطولا من ان قلبه لن يتحمل هذا الاجهاد المتواصل ،وان عليه ان يخضع لعملية زرع قلب والا فان ايامه باتت معدودة.اقترب من هذه القرية البائسة،لا يدر كلما مر بها تذكره بمعسكرات الابادة النازية  والتي طالما حدثه اباه عنها .كان طريقه دوما عبر القرية للوصول الى فيلته ،الواقعة على الطرف الاخر من الغابة و طريفها الوحيد هو هذه القرية الرمادية اللون.كانت العديد من الروايات تتناقل حول سكانها وعزلتهم .وعدم ترحيبهم بالاجانب. ورغم انه ينتمي لعائلة تسكن هذه البلاد من مئتين عام  تقريبا  الا انه كان يشعر دوما انه لا ينتمي الى هذه البلاد وان وطنه هو اسرائيل مع انه لا يعرفها الا من خلال زياراته القصيرة .ومع كل زيارة  اليها كان  حقده  يزداد على هؤلاء الارهابيين الذين ينكرون على الشعب اليهودي العيش  بطمأتيتة وامن وسلام.
لقد زاد توجسه من المرور  عبر القرية بعد ان علم  انها سمحت لعائلة ارهابية بالسكن على اراضيها.
علي مدخل القرية يبدو ان حادثا  ما قد وقع،عربات للشرطة والاسعاف والبلدية تقف بهدوء.لايدر لم ازداد تشاؤمه ،خاصة حينما احس  فجأة بنخزة حادة  اعقبها الم حارق وكأن سكينا اخترقت قلبه.توقف فجأة باحثا عن علبة النتروغلسرين,اللعنة يضعها دوما في سترته,لم يجدها,احس كأن العالم يغيب من امامه.بات امام سيارة الشرطة.داس الفرامل بقوة ووضع يده على الزامور قبل ان يفقد احساسه بما حوله. خرج رجال الشرطة مسرعين فور سماعهم الضجة وصوت ارتطام السيارة بالرصيف.كان عزرا قد غاب عن الوعي،اسرع رجال الاسعاف باجراء تنفس صناعي له وربطه سريعا باجهزة العناية الفائقة.وهكذا تشاء الصدف ان ينقل عزرا وجثمان الميت معا وفي سيارة اسعاف واحدة الى المشفي،احدهم الى غرفة الانعاش والطوارئ والاخر الى المشرحة من اجل نزع اعضائه التي تبرع بها سريعا قبل فوات الاوان.هناك تم استئصال القلب والكليتين  والكبد وقرنيتي العين،وبينما كان الاطباء يضعون الاعضاء المتبرع بها في اماكن الحفظ،كان الاطباء في غرفة الانعاش والطوارئ قد حسموا امر تشخيصهم حول حالة عزرا الصحية :لا يمكن ان يعيش دون زرع قلب فوري له،ويجب البحث عن متبرع تلائم انسجته الجينية انسجة عزرا.ارسل الاطباء تقريرهم سريعا الى ادارة المشفى الذين بدورهم ،ولاهمية وضع عزرا الاجتماعي في المنطقة ،قاموا بالاتصال بالمجلس اليهودي والمركز الرئيسي لاستقبال الاعضاء المتبرع بها.
انهى الاطباء حفظ الاعضاء من جثة المتوفي و بعد أن دونوا تقريرا مفصلا عن الزمر النسيجية ويوم التبرع واسم المتبرع وجنسيته تم تحويل الجثة الى مركز الحرق بناء على رغبة المتوفي  .تحت اشراف طبي وبحضور مدير الشرطة في القرية ومسؤول البلدي ة  .تم حرق الجثة وجمع الرفات،ووضع في صندوق اسود كتب عليه الاسم تمهيدا لتسليمه لعائلته.مع توصية بتقليد المتوفي وسام شكر باسم اهالي الولاية تقديرا لتبرعه باعضائه. وارسل الى مدير المشفى تقريرا فوريا لابلاغ كافة المستشفيات بوجود اعضاء متبرع بها لديهم .لم يصدق مدير المشفي ان الصدفة الربانية قد ساقت قلبا جديدا لعزرا وعلى بعد امتار قليلة منه.وبعد دراسة ملف كل من عزرا والمتبرع ايقن الاطباء ان السماء قد منحت عزرا فرصة من ذهب للحياة مجددا.
كان يمكن  ان لا توهب الحياة لعزرا لولا ذلك اللاجئ الفلسطيني المجهول والذي كان عزرا يتمنى ابادته ومحيه مع جميع شعبه من الوجود.استدعي خبراء في زراعة القلب سريعا ولم تمض سوى سويعات قليلة الا وكان عزرا يخضع لعملية زرع قلب جديد.اول ما سأل عنه  عزرا حين افاق في غرفة الانعاش اسم المتبرع وجنسيته ومكان سكنه ليشكر عائلته،لكن الطبيب اجابه ان هذه المعلومات غير مسموح باعطائها بناء  على وصية المتبرع الذي فضل ان يبقى مجهولا.في الايام الاولى سار كل شيئ على ما يرام،وما ان انتهت فترة العناية المكثفة وسمح له بالمغادرة حتى قفز فرحا ،لقد اشتاق لعمله وفيلته ونشاطه السابق وكان يود  معرفة رد فعل الحضور  في الاحتفال  السنوي على تبرعه الكبير.حين غادر المشفى عائدا الى فيلته مر من القرية مجددا،للمرة الاولى لا يشعر بالانقباض أو الانزعاج الذي ينتابه كلما مر من هنا،والغريب انه  طلب من سائقه ان يتوقف  امام منزل قصي لاكثر من ربع ساعة دون ان يعلم لم توقف هنا او ماذا يريد. كان شاخصا بنظره صوب المنزل وكأنه ينتظر شخصا ما ان يخرج منه.جتى السائق استغرب تصرف السيد لكنه خشي ان يقول شيئا.
مع كل يوم بدأت تظهر تبدلات على شخصية عزرا في البدء لم يعرها اي اهتمام لكنها استوقفته حينما انتبه الى انه
لم يعد يستسيغ بعضا من المأكولات اليهودية كالبيتشة او الجيكهات او التزيم ،وبات  ينفر من الجفيلتي فيش،لعل ما اثار استغرابه،   وهو المتدين ،انه طلب من الطباخ طهي اللحم باللبن وهي اكلة محرمة عند اليهود ولا يعلم من اين فكر بها.انتبه بعد عدة اسابيع انه لم يذهب للكنيس منذ خروجه من المشفى.ولم يعدمتحمسا لتلاوة الصلوات او التقيد بشعائر يوم السبت كما كان الامر من قبل.والانكى ان عيدي المظال ويوم الغفران قد مرا ولم يحس بهما لاول مرة في حياته.عادات كثيرة اختلفت عنده ،حتى انتبه الى انه بات يسمع انواعا غريبة من الاغاني لا يفهم كلماتها لكن الحانها تشده.اعتبر الامر في البداية نتيجة منطفية للعمل المتواصل والعملية  الجراحية ،لكن الامر تفاقم يوما بعد يوم واصبح مقلقا له مع تزايد ابتعاده عن نشاطات مجلس اليهود في الولاية.كان قد بات يشعر ان في جسده شخصان يتصارعان للاستيلاء عليه،الاول يعرفه وعاش معه منذ ولادته ويدعى عزرا،اما الشخص الاخر فلا يعرف عنه شيئا،الا انه يكره الكثير مما كان يحبه عزرا. لقد بات يحب المرور في تلك القرية،لم يعد يجدها كئيبة او يخاف من مصادفته لتلك العائلة الارهابية.وهاهو يغتنم الفرص للذهاب الى ذلك المنزل المنزوي في اطراف القرية والجلوس  امامه فترات طويلة دون ان يعرف لم يفعل هذا.
في تلك الليلة احس ان الامر لم يعد مللا او ضغط عمل،لقد هاتفه صديقه من تل ابيب يطلب منه البدء  في حمله اعلامية كبيرة في كل اوروبا للدفاع عن وجهة النظر الاسرائيلية بعد مهاجمة سفن الاغاثة المتوجهة الى غزة.لم يكن قد سمع عن الامر بعد،شاهد نشرات الاخبار من قنوات عدة،مع انه كان فيما مضى لا يستمع الا لتلفزيون اسرائيل.تنازعته  ولاول مرة  مشاعر متناقضة،في البدء تحمس لما فعله الكوماندورز الاسرائيلي باعتباره دفاعا عن النفس،لكنه في الوقت نفسه احس بالقرف من الهجوم على نشطاء سلام عزل.كأنه لم يكن هو،كان يشعر بالفخر سابقا ،بل والنشوة والقوة ،كلما شاهد دماء اعدائه تسفك وتراق على يد جنود جيش الدفاع، لكنه لم يعد يعلم لم ينتابه  الان هذا الشعور  بالذنب والعار خاصة عند عرض صور القتلى من الاطفال والنسوة  الاغيار او قصف البيوت وتدميرها فوق ساكنيها العزل.
بات دوره في المجلس اليهودي يتراجع،واصبح مضطرا الان ولاول مرة في حياته ان يعيش شعورين في ان واحد،امام اعضاء المجلس اصبح يزدداد تطرفا خوفا من فقدان سيطرته  ومع ازدياد قسوته تتزايد الالام التي تصيب قلبه.كثيرا ما اصبح خائفا من انكشاف شعور التضامن الذي ينتابه مع الضحايا العزل من الاغيار  كما كان يسميهم،وهو الذي كان يتفاخر في كل مجالسه ان اسمه كفيل بزرع الرعب في اعدائه فهو مشتق من عزرائيل ملك الموت وليس من اي ملاك  رحيم.تزايد ما يحس به من صراع مما دفعه الى 
  مراجعة الجراح الذي اجرى عملية الزرع له.وبدء في تصفح جميع المعلومات المتوفرة في الانترنت حول التبدلات الطارئة على شخصية المرضى بعد زرع قلب لهم.
مقابلة الجراح تركته في حيرة كبيرة خاصة حين اوضح له عدم وجود اي تفسير علمي مؤكد لهذه التغيرلت وان كان يميل الى الرأي القائل بأن سبب هذه التغييرات  يعود إلي تجدد حب هؤلاء المرضي للحياة بعدما كانوا علي وشك الموت‏.‏ كما انه يعتقد كل خلية في جسم الإنسان تحتوي بشكل عام علي مجموعة متكاملة من الصفات الوراثية‏,‏ وعند نقل عضو من إنسان لآخر تنتقل معه الصفات الوراثية الخاصة بالشخص المتبرع وهذا هو السر في تغيير سلوك وعواطف من تعرضوا لهذه النوعية من الجراحات‏,‏ وفيما يخص القلب فبالإضافة إلي صفاته الوراثية‏,‏ فهو يحتوي أيضا علي جزء من ذاكرة الإنسان وهو الجزء الذي له علاقة بذوق وميول وعواطف وأحاسيس صاحبه‏,‏ وهذه الذاكرة هي سبب التغيرات التي تطرأ علي كل من تجري له عملية زراعة قلب‏,‏ وتظهر هذه التأثيرات بوضوح إذا كان هناك اختلاف كبير بين ذوق وسلوك المتبرع والشخص الذي تم نقل هذا العضو إليه‏.‏
حديث الدكتور جعله اكثر اصرارا على معرفة المتبرع،وحينما لم تفلح محاولاته القانونية في ذلك،لجأ الى السلاح الذي يجيد استعماله،سلاح المال واستغلال نفوذه،وعبرهما فقط استطاع معرفة اسم المتبرع وجنسيته.اصابه الذهول والرعب حينما علم ان جسده يضم قلب عدوه في جنباته،لقد بات دون ان يعلم يحمل بين جنباته داود اليهودي
وجليات الفلسطيني.تمنى لو ان الارض قد بلعته ولم يحدث له هذا.ماذا سيقول الان للمجلس ان انكشف سره وهو سليل عائلة انجبت العشرات من الحاخامات والابطال الذين عملوا دون كلل او ملل لاقامة الدولة والدفاع عنها.
عاد للجراح طلبا للمعونة،فهو لن يستسلم لجليات المختبئ خلسة في جسده.كان جواب الطبيب واضحا :ليس امامك الا ان تتعايش مع التغيرات التي تمر بها أو ان تتغير انت وترضح لهذه التغيرات او تستطيع السيطرة عليها وتذويبه في شخصيتك.واي محاولة منك للسيطرة يجب ان تتم بهدوء وذكاء وبالتدريج.
خرج من زيارة الطبيب وهو مصر على ارضاخ ذلك الغريب المتواجد معه في حسده.لن يسمح لعدوه ان ينتصر عليه ويهزمه.وضع عزرا خطة قوامها استخدام نظام الصدمات المتكررة لتعويد قلبه على الرضوخ .استغرق في نشاطات المجلس وكلما احتاج المجلس لاي نشاط صدامي يكون في مقدمة الصفوف.كل النشاطات المؤيدة لاسرائيل اشترك فيها،ومع انه كان يشعر بالالام لا تطاق في صدره الا انه لم يكن على استعداد للتراجع او التعايش ،لقد اصبح الامر معركة حياة أو موت بالنسبة له.حتى عندما يضعف قليلا أو يحس ان جليات كسب نقاطا ضده كان يقور ويسارع الى استعراض صور المعارك التي شنها جيش الدفاع ضد اعدائه او عمليات القصف لغزة او حصار مبنى المقاطعة.ومع ازدياد قسوته في التعامل مع القلب المزروع كان يفاجئ بان القلب يتمرد عليه ويدخله في ازمات صحية أو غيبوبة تستدعي نقله الى العناية المركزة .
بات متيقنا ان جليات لن يستسلم ،وليس امامه الا ان يتعايش معه او استمرار الصراع بينهما الى الابد .بعد تفكير مطول توصل ان ليس من خيار امامه لاجبار عدوه على التسليم الا اتباع سياسة الارض المحروقة.فقد كان يعلم ان عائلة جليات ورفاته ما زالوا في ذلك المنزل المنزوي والقابع في اطراف تلك القرية.ولهذا قرر ان يحرق المنزل بكل ما فيه من بشر ورفات وذكريات.بهذا وحده يحطم صمود جليات ويجبره على الاستسلام بعد ان نفذت كل الوسائل الاخرى دون جدوى.لن يخبر احدا بما نوى فهي معركته وحده وعليه خوضها الى نهايتها.حدد ليلة 15 ايار موعدا لتنفيذ خطته.فهو يوم ولادة الدولة وسيكون يوم ولادته الثالثة من جديد.وسيهزم جاليت الى الابد.جضر كل شيئ بصمت وفي تلك الليلة كان القمر مختفيا والليل شديد الحلكة.قاد سيارته الى القريه ومنها الى ذلك المنزل المنزوي.اوقف سيارته بعيدا عن المنزل.هبط جاملا غالونا من البنزين،دار حول المنزل.الصمت مدو.الكل نيام.بدأ بسكب البنزين على اطراف المنزل من الخلف.أخرج علبة الثقاب ،ابتسم وقهقه بضحكة مكتومة.لن تمر ثوان الا ويكون كل ما يخص جليات قد بات رمادا منسيا وسينتصر داود من جديد . فتح علبة الثقاب.اخرج عودا وما ان بدأت اصابعه بالاقتراب لاشعاله حتى حدث ما لم يتوقعه،انتفض قلبه بقوة لدرجة اطاحت بعزرا ارضا وقبل ان يتماسك من جديد ويعيد المحاولة انتفض القلب بقوة وتوقف الى الابد.....
الفجر يرسل خيوطه الاولى...في تلك القرية النائية...وخلف ذاك المنزل المنزوي...كان عزرا ممددا جثة هامدة ورائحة البنزين تملأ الجو من حوله.  

· · المشاركة · حذف
  • Maen Barqawi‏ و Afaf Saim‏ و Muhannad Salahat‏ و 43‏ آخرين‏ يعجبهم هذا.
    • Helala Alsalem رائع سامر كعادتك...وما في القلوب يبقى في القلوب حتى لو سكنت أجساداً مختلفة..دام قلبك مفعماَ بحب الوطن
      21 نوفمبر، الساعة 05:50 صباحاً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل...
    • دنيس اسعد شكراااااااااااا على مشاركتي نصك المحزن والمرعب والمبكي وأتمنى ان يبقى في خانة الهلوسات فقط صباحك حب وأمل وفرح ابو شريك
      21 نوفمبر، الساعة 06:38 صباحاً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Nedal Abduljawad
      صديقي العزيز
      انا لست كاتب قصة ولا شاعر ولا اديب
      ولكن مواطن غلبان على امره
      واظن انك من الذكاء لتكون دعوتك للقصة لكل الاطياف وكل اصناف المخلوقات واكثر ما يهمني في الامر هو استيعاب ردود افعال الاخرين اتجاه ما تكتب سواء من الناحية الفنية الجمالي...ة والتي اكيد ليس لي فيها او من حيث الفكرة الانسانية او السياسية التي تريدنا الوصول اليها واكيد انت هنا لا تريد بعض المجاملات المحروقة بل تريد بعض الافكار الناقدة والمشرحة
      وهنا اقول لك اني معك في الانتظار
      اكنفي الان
      مشاهدة المزيد
      21 نوفمبر، الساعة 09:09 صباحاً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Afrodite J. Obeid كم سيحمل بعد هذا القلب .؟؟؟؟
      دامت هلوساتك...وقلمك يكتبهها قصصا....رائعه جدا صديقيي .....
      21 نوفمبر، الساعة 09:29 صباحاً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • عبد السلام عطاري قلب دفوق وحكاية لا تنتهي ... كما المنفى لا يغادر الروح وان غادره الجسد .
      21 نوفمبر، الساعة 12:42 مساءً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل...
    • Hiba Agha دائماً أستاذ سامر بروحك المبدعة ..تمسك بأيدينا وتحلق بأروحنا المتعبة من الغربة ..لنعيش حنين الوطن .. دائماً أشكرك لمشاركتنا عطاأتك ومحبة الوطن..
      كما في القصة ..كما أنا في كل يوم أقول إذا مت في غربتي ولم أرى الوطن سأموت مرتيين
      21 نوفمبر، الساعة 01:21 مساءً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل...
    • سامر عبدالله Abu Ziad
      سطّحت القضية كثيرا يا سيدي، كانت المباشرة سيدة السرد، والأحداث تقترب من منولوج مكرر طالما سمعناه وبات معروفا سلفا.
      آسف، عزرا يجب أن يعاد لطاولة التشريح.
      منذ 4 ساعات
      21 نوفمبر، الساعة 01:22 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • سامر عبدالله
      Noor Bahnam
      اتفق مع تعليق ابو زيد...
      الفكرة غير جديدة
      والنهاية لا توصلك الى ذروة او فكرة مفاجاة كي تعطي ثقلا للعمل

      ...اسجل اعجابي بغزارة انتاجك وتواصله وبالنتبجة ايضا تباين مستوى الابداع
      ...
      مع قائق تقديري واحترامي
      مشاهدة المزيد
      21 نوفمبر، الساعة 01:23 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Reem Nateel
      قصة حزينة و مؤلمة وواقعية من ناحية المنفى التي يعيشه الفلسطيني مجبرا وليس اختياريا وللاسف كثيرون يحلمون بالعودة ولم يتحقق حلمهم ولكن يبقى الامل ...
      ومتل مقلتلك لن يكون هناك تعايش مع عزرا طالما عزرا و آآآآل عزرا لا يوافقون والقوي بيطلعلو كل... شي حتى لو مستفيدين منا بشي ما بدهم التعايش ولا السلام
      يعني قصتنا فاشلة للاسف وحقنا ضاع ... فلا تزعل كلنا بنفس الكفة برة و جوا هالوطن
      مشاهدة المزيد
      21 نوفمبر، الساعة 01:42 مساءً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل...
    • ضياء البرغوثي مؤلم هذا النص بقدر ألم المنفى، رائع يا سامر في حياكة الأمل من قلب الألم،، محبتي لك
      21 نوفمبر، الساعة 01:43 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Khitam Abughazaleh رائع , ولي كلمة سأخطها فيما بعد , لضيق الوقت,تحياتي
      21 نوفمبر، الساعة 01:51 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Ma'moud Kaawash قصة كانت أم نصاً من الهلوسات، ففي الحالتين أنت رائع في سردك القصصي وعزفك على الجراح ونقرك على دفوف المواجع....وحتى لو كانت الفكرة غير جديدة فمن المفيد استذكارها واسترجاعها في قوالب جديدة ... بوركت يا أخي سامر
      21 نوفمبر، الساعة 01:55 مساءً‏ · · 3‏ أشخاصجاري التحميل...
    • محمد راضي عماد المحترم، هل تفكر بتحضير مراسم جنازتك، اتمنى الاجابة ان تكون لا والمكتوب قصة تمارس فيه الحقيقة والتغييرات
      وان كان منفى او حبس او هزائم بمسميات متعددة يبقى هناك تحدي عرف به صاحب المقلاع
      21 نوفمبر، الساعة 02:06 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Ghada M. Saliba
      صديق المحبة سامر..لطالما استمتع بقراءة ما تكنبه من قصص مؤثرة بمضمونها كل ما تعمقنا بها..تعجبني الحالات التي نعيشها ونحن نقرأ بين السطور ونتخيل كل هذه المواقف..الإيجابية..السلبية..المفرحة والمبكية..ذكريات وعبث وحب ووفاء
      دمت مبدعاً والله اشتقن...ا لوجودك الطيب..كن بخيرمشاهدة المزيد
      21 نوفمبر، الساعة 02:55 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Sham Albaba بدون تعليق:(
      21 نوفمبر، الساعة 03:53 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Asseel Abou Hatab قصة رائعة ومثيرة في تفاصيلها الرائعة
      21 نوفمبر، الساعة 03:56 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Iezees Abou Hatab Iezees das ist eine schöne geschichte.
      21 نوفمبر، الساعة 04:01 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Reem Nateel محمد اعتبرها هلوسات وانشالله ما بتتعدا الهلوسات والله يطول بعمرو لعماد وتكون حياته سعيدة
      21 نوفمبر، الساعة 05:18 مساءً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل...
    • Elham Elhaj
      ما بعرف والله يا استاذ سامر ، النص مشوش ، يعني اذا صار في صدر الاسرائيلي قلب فلسطيني بينحرق البيت على الي فيه؟؟!! واذا صار في صدر الفلسطيني قلب اسرائيلي بيربي جدايل وبلبس طاقيه عليها النجمه !!!!!! ما بظن ،لان الواقع يخبرنا عن الكثير من قصص ...الحب بين فلسطينيين واسرائيليات والعكس .. هذا العدو الذي بلله مطرنا وأكل من زيتوناتنا وعنباتنا ودندن اغنياتنا ومولع بازيائنا وتطريزاتنا .. انه اكبر عاشق لنا ، ونحن ايضا من فرط الجوار اظننا و(كأننا) تعودنا على وجوده .. لو كنت مكانك لجعلت القلب ينبض مثل اي قلب ولجعلت عزرا يعيش دون اي تغييرات عاطفية ، لأن هذه هي الحقيقه ، ونحن كثيرا ما تبادلنا الادوار معا , مرات نكون ضحايا ومرات جلادين ..مشاهدة المزيد
      21 نوفمبر، الساعة 05:45 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Fida Abdo انا لا اقرأ ولا احب القراء’ واكره الكتب ولكنني لم استمتع بقراءة شيء منذ زمن كما استمتعت الان , وقصه للحق تبكي الحجر يسلمو
      21 نوفمبر، الساعة 08:24 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Souma Hsien
      لافرق بين الهلوسه والجنون في قلم مبدع فكلاهما يؤدي الى طرح امر ما او موضوع ما.. . ربما كما علق البعض ان الفكره ليست بجديده ولكن ادخال الصراع الى الداخل الى شرايين تتدفق دمائين يصارع احدهما اعتاد اغتياله بعد قتل انفاسه والاستيلاء على كل ما... يملكه وطرده ... عزرا هذا شغلنا جميعنا هنا متناسين تلك العائله الفلسطينيه المشرده التي بقيت في تلك القريه.. نسينا صاحب القلب ورغبته ان ينام نومه الابدي في بلده الاصلي...
      مودتي سامر .. شكرا
      مشاهدة المزيد
      21 نوفمبر، الساعة 08:39 مساءً‏ · · 3‏ أشخاصجاري التحميل...
    • Henda Ben Salah قصة مؤلمة وفي نفس الوقت رائعة جدا صديقي
      تحياتي
      21 نوفمبر، الساعة 09:55 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Talal Hammad
      الأفكار كثرة ومتشعبة.. ومتداخلة في آن
      هي مجموعة قصص في قصة
      وهي مشروع رواية طويلة
      لكن.. ما المقصود منها؟
      وما المعنى من قصة القلب الذي هو ـ بعد موت صاحبه وتبرعه به ـ لعدوين؟
      ...هل المقصود منها إظهار إنسانية وكرم رجل فاقد لكل شيء يمنحه الحياة الأسلم، بالصدفة هو فلسطيني، مقابل جحود ونكران آخر يملك من وسائل رفاه الحياة ما يزيد عن حاجته، في الواقع هو صهيوني يساند سلب الحقوق والاعتداء على الآخرين، بتبرير الوسيلة بالغاية؟
      هل المعنى أنّ الفلسطيني يعطي لـ "إسرائيل" ما يمنحها الحياة مدة أطول مما يمكن أن يكون قد أعده لها التاريخ،ككل الغزاة العابرين، بينما لا تقرّ هي لهذا الفلسطينيّ بحق الحياة ولو في غير بيته، طالما أن بقاءه ولو رفاتاً يُقلقها، وهي تعيش بما هو له وليس لها؟
      هل هو الحال الذي نحن فيه اليوم، بعد أوسلو، وبرغمه، واستناداً إليه، باعتباره قبول الضحية بما يبقيه لها المجرم القاتل السابي، حتى دون ضمان هذه البقية؟
      .................
      يجب أن تفكر يا سامر ( أخي وصديقي عماد) بكتابة روايتك
      مشاهدة المزيد
      21 نوفمبر، الساعة 11:24 مساءً‏ · · 3‏ أشخاصجاري التحميل...
    • Flamingo F. Juaidi
      اسمحوا لي بداية بـ تبا صرخة في وجه كل من يكفر او يصغر حتى هلوسات الفلسطيني في الصمود والثبات او في المقاومة ورفض المساومة وفي المخيم او على الحدود صبرا او في الشتات..
      ..
      القصة واقعية تقريبا ونحن وبجكم معيشتنا في مدينة تقع على حدود عربية بينية... ما فقد راينا بام اعيننا العجب العجاب ..لم نسمعه وانما عايشناه وهو ذات الامر الذي ربما لاتزالون تذكرونه لما حصل في حربي العراق وغيرها من اشكالات عربية عربية كان الفلسطيني اساسا والعربي في العموم هو من قام بدفع ثمنها رميا حلف الحدود كانه نفاية فيما نفايات العالم النووية تستصدر لها مدن كاملة كمدافن ابدية لها مقابل الاثمان البخس..
      قصتك واقعية استاذ سامر..حتى وان كانت هلوسة..عطفا على قصة احدنا الذي عاش في قطر ثم استصدر له كفيله تسفيرا عبر طائرة ليعاد مرة احرى لقطر عشرين مرة ومن ثم ليتفتق ذهن احدهم في المطار بوضعه في سفينة شحن بترولي وكانها ستصدر لبيروت حيث جمهورية الفاكهاني ويفك اسر صاحبه ولكن السفينة رحلت لسنوات طوال حول العالم وامخرت في كل الموانئ دون ان يسمح لقدمه المجرمة(هكذا هي في عرفهم لفلسطينيته وحسب)بان تطا اي مرفا..واستمر الامر لسنوات ثلاث وزدن نصفا..وكانت في حينه في البحر الابيض المتوسط وكانت في حينه كقصتك استاذ سامر قد بدات اوسلو بل وقد طبقت (غزة واريحا اولا) تقدم القبطان الانساني الغربي من الفلسطيني وقال له : صدقني ارى حلا يلوح في الافق لقصتك الماساة..لهذه الكوميديا السوداء التي ربما لن تكون هناك نهاية لها الا على غرار الطريقة الهندوسية المتبعة والتي تفضل بها استاذنا الكبير هنا ..قال له القبطان : ها نحن على مشارف اسدود ..فما رايك ان تتقدم بطلب للسلطات هناك لتدخل لغزة حيث ارضك كما تدعي..ساساعدك في الامر ولكن عليك ان تشرح لهم الامر جيدا منذ اللحظة كتابة..وكان ماكان..ياجماعة الخير وصل الامر لرابين وتمت الموافقة ودخل اسدود ثم لغزة دون تدخل من السلطة او دراية..
      ..
      تبا لكل من يتسلى بالماساة الفلسطينية او يزرع بذور الشك او اللامبالاة بطهرها وقداستها..
      نحن اصحاب البلاد كما ناكم اصحاب ارضكم الغراء فل تستكثرون علينا اطهر واجل وطن اسرى اليه الانبياء..والانسان والرسالات والمعراج والمحشر والمنشر والصلوات والقبلة والاتقياء والقراء والرباط وكل ماهو مقدس على هذه الارض..
      ..

      في القصة
      ابقيت رغم كل التفاصيل طاقة الامل مشرعة لعائلة الفلسطيني هناك قائلا ان ثمة حياة تبقى الى حين عودة..
      لاتهمني مع الاحترام الافكار الجانبية المستخلصة بقدر ماهمني بقعة الضوء التي سلطت على حالة من ضمن ملايين ..فبقدر تشردنا ولجوئنا بعيدا عن ثرى الوطن وبقدر استباحة العربي قبل الاجنبي لانسانيتنا ورغباتنا الصادقة والمخلصة في الحياة بقدر ما عانيناه على الحدود كلها شمالها وجنوبها وشرقها وغربها وبقدر ماعنيناه في الخيام بلا اعتراف وبقدر ماعنيناه بالاسر والمعتقل بل وتحت الحصار والمجازر..ولا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل..
      ..
      ان الله اذا احب قوما ابتلاهم..وها نحن امام ابتلاء للانسان في قبره ..قدر الله وماشاء فعل فرحم العائلة واثاب الفلسطيني في قبره على حسنة قدمها مخلصا لوجهه تعالى..اما عزرا فالله اولى به..

      تقديري الكبير
      مشاهدة المزيد
      22 نوفمبر، الساعة 01:37 صباحاً‏ · · 3‏ أشخاصجاري التحميل...
    • Souma Hsien
      هل الفلسطيني ممنوع ان يفكر بالتبرع؟ الأنه اعتاد ان يتبرع له؟؟؟ هل الفلسطيني ممنوع من الضحك والحب والاستمتاع ولو بوهم؟ هل ممنوع من الحلم؟ والامل؟؟ هل كان يجب ان تندب وتلطم يا سامر ولا تبتسم ابدا حتى يظن صاحب ذلك التعليق انك تنتمي الى فئة الف...لسطينين؟ هل الفلسطيني ممنوع من سماع الاغاني حدوده اغان وطنيه وذروته فيروز؟؟؟؟؟؟؟؟ ممنوع من الحب؟
      يعني بكفيش الظروف ؟؟؟
      اضيف واستغرب عندما يعلق احد بهذه الجمله لو انك كتبت اوقلت
      وهذا مجرد خبر بلا تعليق
      قبل حوالي ال5 سنوات اصيب طفل فلسطينيني من قباطيا على يد جنود الاحتلال لانه رفع عليهم سلاحا!!! كان لعبه.. في مستشفى بحيفا توفي الطفل وتبرع اهله باعضائه قلب احمد زرع مكان قلب سماح ابنة الثانيه عشره وقتها.. لا اعرف ماذا عنها ولكن اعضائه انتقلت ل6 اشخاص.. من طفله عمرها نصف سنه وحتى 66
      مشاهدة المزيد
      22 نوفمبر، الساعة 12:48 مساءً‏ · · 3‏ أشخاصجاري التحميل...
    • Eman Bawadi
      قبل كل شي ألف بعيد الشر عن قلبك إن شاء الله عدوينك ويلي ما بيريد لك الخير وربنا يعطيك الصحة وطول العمر يا رب
      أما بالنسبة للقصة أنا بشوفها واقعية جدا وناقشت أكثر من مسألة بداية من عادوا بعد اوسلو ومن لم يتمكنوا من العودة وظروفهم قبل وبعد عودت...هم ثانيا قضية حملة الوثائق اللبنانية والسورية والمصرية والعراقية والجواز الأردني (سنتين) وهؤلاء بالنسبة للدولة مانحة الوثيقة فلسطينيين ولا حقوق لهم أبدا بل إن بعض الدول لا تسمح لهم بدخول البلد مانح الوثيقة والسفارات الفلسطينية غير مسؤولةعنهم أيضا فهي تخصصها حملة الهوية وجواز السلطة من الضفة وغزة وبعد الانقسام تخلت أيضا عن كثير مما يفترض أن يقدم لفلسطيني غزة باعتبارهم مواطنين فلسطينيين و لا تمثيل لمنظمة التحرير على اعتبار أنها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبالمناسبة فلسطينيي الضفة وغزة لا يمثلون سوى ثلث الشعب الفلسطيني فقط حقوق هذه الفئة ضائع أذكر عند دراستي كنت اسأل عن حالة مثل حالتي أحمل هوية ومتواجدة في الخارج لماذا يسقط حقنا في الانتخاب مثلا ولو سمح لنا ماذا عن بقية الفلسطينيين السابق ذكرهم وكيف تذهب منظمة التحرير للتفاوض وتقرير مصير من لا صوت لهم من فوضها من هو اللاجئ الفلسطيني وكيف يتم تعريفه وما هو حق العودة بحسب الامم المتحدة(عودة لاجئين فلسطينيين إلى أراض هجروا منها العام 48) هل حق العودة يتوارث أم لا وهل كل الأرض المحتلة مشمولة بحق العودة أم لا و ما الفرق بين اللاجئ والنازح هذه من القضايا الشائكة جدا والمغيبة في نفس الوقت ومسألة التبرع بالأعضاء ومن المستفيد من عملية التبرع وأعتقد أن هذا يحدث في فلسطين خصوصا من تعلن وفاتهم في المستشفيات الاسرائيلية ثم هناك شيء أخير أثار انتباهي وربما ستيائي أيضا لماذا ينظر فلسطينيي الداخل والحكم للأغلبية طبعا ليس الجميع لمن هم بالخارج بنظرة عدائية و يتم تحميلهم ذنب وجودهم خارج فلسطين مع العلم أنه في الغالب لم يكن اختياري لماذا علي أن أعيش غريبا خارج وطني وإذا ما عدت كنت مغتربا في وطني أيضا لماذ يكون الفرح للفلسطيني غريبا كما الكعكة في يد اليتيم هل حرام علينا أن نعيش لماذا علينا أن نموت ونموت فقط حين كنت صغيرة كنت أشعر بتوقف قلبي عند زيارة طبيب الأسنان وفي نفس الوقت لم أكن أملك الحق في التعبير كيف أخاف وانا انتمي لفلسطين شعب اطفال الحجارة ولو حاولت نسيانها لوهلة كان الطبيب يذكرني بها كيف أنسى وهو يبدأ حديثه بتحية لأطفال الحجارة
      آسفة جدا للإطالة وأشكرك على هذه القصة الرائعة التي ربما مست كل فلسطيني أينما كان ومستني جدا أنا شخصيا شكرا لك
      مشاهدة المزيد
      22 نوفمبر، الساعة 05:16 مساءً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل...
    • Samar Ghattas تتبدل الاقدار وتتغير ,,,قد نصل الى بلادنا بعد موتنا
      وقد نموت ونحن أحياء
      في كل الاحوال الظلم يلف حياتنا بكل الاتجاهات
      حتى وان وهبنا ها لمن لا يستحقها ,,,سنبقى مرفوضين
      شكرا سامر
      22 نوفمبر، الساعة 05:18 مساءً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل...
    • Zenat Abou Shawish سردية أدبية ممزوجة بأوجاع المنافي ... دام قلمك
      22 نوفمبر، الساعة 08:21 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل...
    • Mounira Mabrouki
      لك من الخيال والحبكة ما يجعلني أهيم بين السطور
      قصة رائعة مليئة بالرموز والواقع السياسي المدمي
      شدني أكثر رمز القلب وكيف استطعت أن تخلق منه رمزا للنضال
      فعلا لو كانت قلوبنا حية لخوض الصراح لما كان هذا حالنا
      أعتقد أنّ قلوب السلطة زُرعت بقلوب من نوع... عزرا
      حتى باعوا الوطن والقضية

      دمت ودام قلمك الساخر على الوضع والناقد له
      تحياتي
      مشاهدة المزيد
      الثلاثاء، الساعة 05:22 صباحاً‏ · · 3‏ أشخاصجاري التحميل...
    • عبير علي
      أتذكر ايم التب يا سامر؟؟؟؟ تباً لك.....اكثر من رائع........وانا اقرا...كانت الافكار كالعواصف في رأسي....في البدء ظنن انها قصة النفي والتهجير وتبعاتها...بعد البداية بقليل..غيرت رأي ...اعتقدت انها قصص ماساوية ( مرض وفقر وموت ومصايب)..وصلنا... لعزرا وقلبه الجدي...وهنا اعتقدت اشياء كثيرة وقلت يجب ان امتلك دماغ سامر لاصل لما يريد............1- هل يجب ان نزرع قلوبنا في اجسادهم لكي يشعروا بنا؟؟
      2- هل هي بداية التكوين؟؟نحن منهم وهم منا...( هابيل وقابيل وسام وغيرهم؟؟؟

      3- هي انا ام انت؟؟؟؟
      4- بل هي نصفنا الخيّير ونصفنا الشرير؟؟؟؟

      هل عزرائيل متواطئ معهم؟؟؟؟
      رغم كل شئ...بقلوبنا سنهزمهم........

      دمت لنا يا سامر
      مشاهدة المزيد
      الثلاثاء، الساعة 06:46 صباحاً‏ · · 3‏ أشخاصجاري التحميل...
    • عبير علي نسيت ان اذكر البعد الفلسفي والشرح الطبي الرائع للتغيرات بجسم المتبرع له...
      الثلاثاء، الساعة 06:47 صباحاً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل...
    • Nadia Ailabouni ابكيتني سامر . ربما كنت ابكي نفسي وجروحي التي عبرت عنها في كلماتك التي فتحت كل الجروح مرة واحدة ودونما رحمة. أكتب دائما يا عزيزي ،، اكتب روحك واكتبنا. أتمنى لك الشفاء العاجل.
      محبتي وتقديري
      الثلاثاء، الساعة 08:00 صباحاً‏ · · 3‏ أشخاصجاري التحميل...

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen