عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 2
من سامر عبدالله في 17 يوليو، 2010، الساعة 11:50 مساءً
لقد اصبح التفرغ هو مقياس الولاء ،وبات التفريغ سلاحا بيد القيادة للامساك بيد من حديد بقواعدها التي وجدت فيه حلا لمشاكلها المالية الكبيرة.وبهكذا سياسة تنظيمية داخلية فتح الباب واسعا للانتهازية علي الصعيد الداخلي،خاصة ان الامر لم يترافق مع بناء افقي للكادر المسؤول وتمحيص في كفائته الحزبية،فقد كان المقياس الاكبر الولاء الحزبي المطلق...بهكذا سياسة تنظيمية داخلية فتح الباب واسعا للانتهازية علي الصعيد الداخلي،خاصة ان الامر لم يترافق مع بناء افقي للكادر المسؤول وتمحيص في كفائته الحزبية،فقد كان المقياس الاكبر الولاء الحزبي المطلق،وغابت هنا الكثير من المقايس الاخري مثل الكفاءة الحزبية واداء المهام والثقافة الحزبية...
هكذا اصبحنا في داخل التنظيمات المسماة يسارية نشهد شرخا واسعا مابين قيادة تربعت علي سدة الحكم منذ اليوم الاول لتأسيس هذه الفصائل،ولا يتم تغيرها الا بوفاة او استشهاد احدهم او انشقاقه عن التنظيم الام،قيادة تنظر لليسار وتمارس سياسة ملحقة باليمين او بالبرجوازية الوطنية كما تسمي، ومابين قاعدة اصبحت خليطا من كل الاجناس والمنابت الفكرية والطبقية،ففيها الكادح والبروليتاري الرث والبرجوازي ،فيها المتعلم والمثقف والامي الجاهل،فيها المتدين والشيوعي...كل هذا الخليط القاعدي اضاع هوية هذه التنظيمات،فهي في تركيبتها،وتحت التبرير النظري بالتحول الي حزب جماهيري،لم تعد تختلف من حيث تركيبها الداخلي عن الحركات الوطنية كفتح مثلا،اما من حيث برامجها السياسية فقد كانت ملحقة بالبرنامج السياسي للحزب الحاكم،اما من حيث برامجها الفكرية فقد ضاعت في زحمة الصراع السياسي الاني.
يمكن القول ان هذا التحول شهدته هذه الفصائل ما قبل الحرب الاهلية اللبنانية وبعيد تبني برنامج بناء الدولة الفلسطينية في الاراضي المحتلة عام 67،واتت الحرب الاهلية لتضخ في جسد هذه الاحزاب ،وعلي مدي اكثر من خمسة عشر عاما التحق الالاف من المتطوعين وابناء المخيمات.في هذه الفصائل اليسارية الاسم،البرجوازية الصغيره من حيث التركيب الطبقي والبرنامج الفكري والسياسي والاجتماعي.ويمكن القول ان سياسة التفريغ الحزبي التي انتهجها التنظيم الام ليستولي علي القاعدة الاجتماعية ،مستقويا باموال النفط العربية،هذه السياسة باتت هي العمود الفقري للتنظيمات اليسارية التي استفادت من موازنات ضخمة حولت اليها من الصندوق القومي الفلسطيني،وبعد ان كان العمل الوطني طوعيا اصبح مصدر رزق لشرائح واسعة من ابناء المخيمات المعدمين في لبنان وسوريا.وان كانت البرجوازية الوطنية ممثلة بحركة فتح قد حاولت تبرير سياستها التفريغية هذه بانها تبني انوية لمؤسسات الدولة القادمة،ولكن في المنفي،فكونت المؤسسات الاقتصادية كصامد والعسكرية كالامن باجهزته الاخطبوطية وجيش التحرير والهيمنة علي الاتحادات والنقابات وتفريغ العاملين بها،فان اليسار انتهج ذات السياسة الحزبية لليمين،وبات همه القاعدة العددية له،مما ادي الي انتفاخه الجسدي وترهله،فانشأت القوات المسلحة ومكاتب الاعلام والمجلات والمراه والشبيبة و...والتي اعتمدت في الاستقطاب ليس علي البرامج الفكرية والسياسية والاجتماعية ولكن علي سد رمق الكادر وتفريغه في هذه الاجهزه.ويمكن القول ان مثل هذه السياسات الحمقاء قد اعطت مردودا خطيرا علي المجتمع الفلسطيني في الشتات.فقد تشوهت ليس فقط بنية الاحزاب والحركات والفصائل حتي اليسارية انما طال التشويه بنية المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان،وهو ما يمكن افراد دراسات مطولة عنه،ويمكن اختصاره بعناوين سريعة،فقد اصبحت المخيمات مراكز للمتفرغين،او البطالة المقنعة،واصبحت الاحزاب عمل من لا عمل له،تسربت الشباب من المدارس والجامعات،وازدادت نسبة الامية والجهل.حتي العمل لم يعد يجد له سبيلا الا من لم يجد له مكانا بين جيش المتفرغين...ومع تحول المخيمات الي مراكز للبطالة المقنعة،وزج الشباب منهم في حروب وصراعات الزواريب المسلحة في لبنان في البداية ثم في اتون الحرب الاهلية في لبنان،ازدادت الامراض الاجتماعية في مجتمع المخيمات من ادمان وفساد ....واصبح جزءا كبيرا من المجتمع امي جاهل يمكن اقتياده بسهولة للوجهة التي تريدها القيادة له.وهذا التشويه المجتمعي كان لابد ان ينعكس حتما علي تشويه بنية فصائل العمل الوطني واليساري منهم تحديدا.وهو ما يمارس الان مرة اخري في سلطة الامر الواقع في رام الله وغزة،حيث تستمر ذات السياسات التفريغية والتخريبة الان في رام الله وغزة. وتتراجع البرامج السياسية والفكرية والوطنية فاسحة المجال للمصالح الشخصية والصراعات علي السلطة وللفكر الظلامي ان ينتشر من جديد.
واذا كان يسجل للمشروع السياسي الوطني الفلسطيني انه نجح في اعادة اسم فلسطين علي الصعيد السياسي الي دائرة الضوء،فانه يسجل عليه فشله الذريع في سياساته الاجتماعية والفكرية وتدجينه للمجتمع الفلسطيني تدجينا كاملا عبر فصائله المختلفة بحيث لم تعد القيادات تسمع الا نفسها وتري الا صورتها.وعبر هذا التخريب الممنهج والمستمر في بنية المخيمات الفلسطينية في مرحلة م.ت.ف والسلطة الان في رام الله و غزة بات من المنطقي ان ينسحب التخريب الي جسم الفصائل كلها،اليسار منها او اليمين.البرجوازي الوطني ام الماركسي،الاخونجي والحمساوي ام الفتحاوي...الشيوعي او اللامصنف...الجميع طال التخريب بنيته الداخلية،فماكينة الاموال باتت هي عامل الاستقطاب الاول،خاصة بعد انقلاب حماس علي السلطة والاستحواذ علي غزة وبدئها في التصرف كسلطة حاكمة تكرس انقلابها بالاجهزة الامنية والحزبية الملحقة بها،تساوي الجميع في الخراب والتخريب الممنهج.ويمكن القول ان مجتمع الشتات الفلسطيني كان الاكثر تضررا بنيويا من هذه السياسات،خاصة ان المخيمات الفلسطينية في لبنان كانت تعاني من سياسة تضييق كبري علي حقوقهم المدنية،وفي سوريا كانت تتاثر بالتحولات الاجتماعية وسياسات الطبقات الحاكمة سيسيا واقتصاديا واجتماعيا.
لقد حاول الاحتلال الاسرائيلي طوال فترة احتلاله للضفة والقطاع احداث تغيرات اجتماعية وسياسية في المجتمع الفلسطيني تقود الي تشوهات بنيوية فيه تديم الاحتلال وتخلق شرائح مرتبطة به ،ولعل اشهرها مشروع روابط القري،الا ان تكاتف المجتمع الفلسطيني افشل هذه المحاولات مرارا،والغريب ان ما فشل به الاحتلال ينجزه الان الصراع علي السلطة بين رام الله وغزة والتعثر في بناء مؤسسات الدولة بديلا للاحتلال. وهو بذلك يترك الشعب الفلسطيني في مهب الريح.ربما من المبكر للقفز لمناقشة هذا الامر وان كنا سنتطرق اليه لاحقا.الا انه يمكن الجزم ان المؤسسات التي اقيمت في مناطق اللجوء لا تمت لبنية الدولة البتة،وليست الا دكاكينا تحت عناوين مختلفة لرشوة فقراء المخيمات وربطهم بهذا التنظيم او ذلك.لقد صرفتالالف الملايين من الدولارات في لبنان وسوريا علي جيوش المتفرغين وضمن سياسة تنظيمية حمقاء،وسياسة اقتصادية غبية لم تؤد الي تحسين معيشة ابن المخيمات انما ربطته بالمخصص الهزيل الذي يقبضه في نهاية كل شهر.الامر الغريب فعلا ان م.ت.ف لم تستطع ان تبلور سياسة اقتصادية واجتماعية تنتشل ابناء المخيمات من الفقر عبر مشاريع تعليمية وتنموية تقيمها او تمولها،ماعدا بعض مشاريع صامد والهلال الاحمر الفلسطيني والتي كانت تضخ فيها اموالا طائلة دون دراسة لجدواها الاقتصادية ومساهمتها في تحسين معيشة ابناء المخيمات...لقد خلقت الفصائل جميعها جيوشا من المتفرغين الشبه اميين،وما ان وقعت م.ت.ف. اتفاق اوسلو حتي تركت هذه الجيوش في العراء لتلاقي ربا كريما وسط جوع وفاقة وسخط لم ينته.
هكذا اصبحنا في داخل التنظيمات المسماة يسارية نشهد شرخا واسعا مابين قيادة تربعت علي سدة الحكم منذ اليوم الاول لتأسيس هذه الفصائل،ولا يتم تغيرها الا بوفاة او استشهاد احدهم او انشقاقه عن التنظيم الام،قيادة تنظر لليسار وتمارس سياسة ملحقة باليمين او بالبرجوازية الوطنية كما تسمي، ومابين قاعدة اصبحت خليطا من كل الاجناس والمنابت الفكرية والطبقية،ففيها الكادح والبروليتاري الرث والبرجوازي ،فيها المتعلم والمثقف والامي الجاهل،فيها المتدين والشيوعي...كل هذا الخليط القاعدي اضاع هوية هذه التنظيمات،فهي في تركيبتها،وتحت التبرير النظري بالتحول الي حزب جماهيري،لم تعد تختلف من حيث تركيبها الداخلي عن الحركات الوطنية كفتح مثلا،اما من حيث برامجها السياسية فقد كانت ملحقة بالبرنامج السياسي للحزب الحاكم،اما من حيث برامجها الفكرية فقد ضاعت في زحمة الصراع السياسي الاني.
يمكن القول ان هذا التحول شهدته هذه الفصائل ما قبل الحرب الاهلية اللبنانية وبعيد تبني برنامج بناء الدولة الفلسطينية في الاراضي المحتلة عام 67،واتت الحرب الاهلية لتضخ في جسد هذه الاحزاب ،وعلي مدي اكثر من خمسة عشر عاما التحق الالاف من المتطوعين وابناء المخيمات.في هذه الفصائل اليسارية الاسم،البرجوازية الصغيره من حيث التركيب الطبقي والبرنامج الفكري والسياسي والاجتماعي.ويمكن القول ان سياسة التفريغ الحزبي التي انتهجها التنظيم الام ليستولي علي القاعدة الاجتماعية ،مستقويا باموال النفط العربية،هذه السياسة باتت هي العمود الفقري للتنظيمات اليسارية التي استفادت من موازنات ضخمة حولت اليها من الصندوق القومي الفلسطيني،وبعد ان كان العمل الوطني طوعيا اصبح مصدر رزق لشرائح واسعة من ابناء المخيمات المعدمين في لبنان وسوريا.وان كانت البرجوازية الوطنية ممثلة بحركة فتح قد حاولت تبرير سياستها التفريغية هذه بانها تبني انوية لمؤسسات الدولة القادمة،ولكن في المنفي،فكونت المؤسسات الاقتصادية كصامد والعسكرية كالامن باجهزته الاخطبوطية وجيش التحرير والهيمنة علي الاتحادات والنقابات وتفريغ العاملين بها،فان اليسار انتهج ذات السياسة الحزبية لليمين،وبات همه القاعدة العددية له،مما ادي الي انتفاخه الجسدي وترهله،فانشأت القوات المسلحة ومكاتب الاعلام والمجلات والمراه والشبيبة و...والتي اعتمدت في الاستقطاب ليس علي البرامج الفكرية والسياسية والاجتماعية ولكن علي سد رمق الكادر وتفريغه في هذه الاجهزه.ويمكن القول ان مثل هذه السياسات الحمقاء قد اعطت مردودا خطيرا علي المجتمع الفلسطيني في الشتات.فقد تشوهت ليس فقط بنية الاحزاب والحركات والفصائل حتي اليسارية انما طال التشويه بنية المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان،وهو ما يمكن افراد دراسات مطولة عنه،ويمكن اختصاره بعناوين سريعة،فقد اصبحت المخيمات مراكز للمتفرغين،او البطالة المقنعة،واصبحت الاحزاب عمل من لا عمل له،تسربت الشباب من المدارس والجامعات،وازدادت نسبة الامية والجهل.حتي العمل لم يعد يجد له سبيلا الا من لم يجد له مكانا بين جيش المتفرغين...ومع تحول المخيمات الي مراكز للبطالة المقنعة،وزج الشباب منهم في حروب وصراعات الزواريب المسلحة في لبنان في البداية ثم في اتون الحرب الاهلية في لبنان،ازدادت الامراض الاجتماعية في مجتمع المخيمات من ادمان وفساد ....واصبح جزءا كبيرا من المجتمع امي جاهل يمكن اقتياده بسهولة للوجهة التي تريدها القيادة له.وهذا التشويه المجتمعي كان لابد ان ينعكس حتما علي تشويه بنية فصائل العمل الوطني واليساري منهم تحديدا.وهو ما يمارس الان مرة اخري في سلطة الامر الواقع في رام الله وغزة،حيث تستمر ذات السياسات التفريغية والتخريبة الان في رام الله وغزة. وتتراجع البرامج السياسية والفكرية والوطنية فاسحة المجال للمصالح الشخصية والصراعات علي السلطة وللفكر الظلامي ان ينتشر من جديد.
واذا كان يسجل للمشروع السياسي الوطني الفلسطيني انه نجح في اعادة اسم فلسطين علي الصعيد السياسي الي دائرة الضوء،فانه يسجل عليه فشله الذريع في سياساته الاجتماعية والفكرية وتدجينه للمجتمع الفلسطيني تدجينا كاملا عبر فصائله المختلفة بحيث لم تعد القيادات تسمع الا نفسها وتري الا صورتها.وعبر هذا التخريب الممنهج والمستمر في بنية المخيمات الفلسطينية في مرحلة م.ت.ف والسلطة الان في رام الله و غزة بات من المنطقي ان ينسحب التخريب الي جسم الفصائل كلها،اليسار منها او اليمين.البرجوازي الوطني ام الماركسي،الاخونجي والحمساوي ام الفتحاوي...الشيوعي او اللامصنف...الجميع طال التخريب بنيته الداخلية،فماكينة الاموال باتت هي عامل الاستقطاب الاول،خاصة بعد انقلاب حماس علي السلطة والاستحواذ علي غزة وبدئها في التصرف كسلطة حاكمة تكرس انقلابها بالاجهزة الامنية والحزبية الملحقة بها،تساوي الجميع في الخراب والتخريب الممنهج.ويمكن القول ان مجتمع الشتات الفلسطيني كان الاكثر تضررا بنيويا من هذه السياسات،خاصة ان المخيمات الفلسطينية في لبنان كانت تعاني من سياسة تضييق كبري علي حقوقهم المدنية،وفي سوريا كانت تتاثر بالتحولات الاجتماعية وسياسات الطبقات الحاكمة سيسيا واقتصاديا واجتماعيا.
لقد حاول الاحتلال الاسرائيلي طوال فترة احتلاله للضفة والقطاع احداث تغيرات اجتماعية وسياسية في المجتمع الفلسطيني تقود الي تشوهات بنيوية فيه تديم الاحتلال وتخلق شرائح مرتبطة به ،ولعل اشهرها مشروع روابط القري،الا ان تكاتف المجتمع الفلسطيني افشل هذه المحاولات مرارا،والغريب ان ما فشل به الاحتلال ينجزه الان الصراع علي السلطة بين رام الله وغزة والتعثر في بناء مؤسسات الدولة بديلا للاحتلال. وهو بذلك يترك الشعب الفلسطيني في مهب الريح.ربما من المبكر للقفز لمناقشة هذا الامر وان كنا سنتطرق اليه لاحقا.الا انه يمكن الجزم ان المؤسسات التي اقيمت في مناطق اللجوء لا تمت لبنية الدولة البتة،وليست الا دكاكينا تحت عناوين مختلفة لرشوة فقراء المخيمات وربطهم بهذا التنظيم او ذلك.لقد صرفتالالف الملايين من الدولارات في لبنان وسوريا علي جيوش المتفرغين وضمن سياسة تنظيمية حمقاء،وسياسة اقتصادية غبية لم تؤد الي تحسين معيشة ابن المخيمات انما ربطته بالمخصص الهزيل الذي يقبضه في نهاية كل شهر.الامر الغريب فعلا ان م.ت.ف لم تستطع ان تبلور سياسة اقتصادية واجتماعية تنتشل ابناء المخيمات من الفقر عبر مشاريع تعليمية وتنموية تقيمها او تمولها،ماعدا بعض مشاريع صامد والهلال الاحمر الفلسطيني والتي كانت تضخ فيها اموالا طائلة دون دراسة لجدواها الاقتصادية ومساهمتها في تحسين معيشة ابناء المخيمات...لقد خلقت الفصائل جميعها جيوشا من المتفرغين الشبه اميين،وما ان وقعت م.ت.ف. اتفاق اوسلو حتي تركت هذه الجيوش في العراء لتلاقي ربا كريما وسط جوع وفاقة وسخط لم ينته.
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen