Seiten

Sonntag, 12. September 2010

بضرميط العيد/اقصوصة

التاسع والعشرون من رمضان...قاضي القضاة في فلسطين يصدر قرارا  يدعو فيه المواطنين لالتماس هلال شهر شوال...قاضي القضاة في غزة يصدر ذات القرار...محمد يعيش في رام الله واخوه أحمد يعيش في غزة.محمد بعد الغروب يجلس على السطح مع شلة الاصدقاء يلعبون الورق.بينما أحمد يجلس فوق السطح ويغازل جارته حسنة.
يبدأ محمد في خسارة الطرنيب،يبدأ بالسباب وحلفان ايمان الطلاق،من عصبيته يرفع رأسه للسماء فيرى هلال شوال.يركَض لمقر الافتاء.أحمد يحلف لحسنة أنها اجمل من القمر وللدلالة يقول لهل:اتطلعي وشوفي انك أحلى،يرفع رأسه للسماء فيرى هلال شوال.يترك حسنة ترن وحدها فوق السطح ويركَض لقاضي قضاة غزة.
في رام الله ،كان محمد طاير من الفرح فهو أول من شاهد الهلال،ومن المؤكد أن القاضي سيجزل له العطاء،أما في غزة فقد كان أحمد يتلمظ وهو يعد نفسه بهدايا فخمة لان اول من رأى القمر غزاوي.
دخل قاضي قضاة فلسطين الى القاعة،وبعد السلام،توجه لمحمد بالسؤال:شو يا ابني خبرنا شو شفت.أجاب أحمد:شفت الهلال يا سيدنا بعيني هادول اللي راح ياكلهم الدود بعد عمر طويل.ابتسم القاضي وقال للحاجب:سجل يا ابني افادته،لكنه استدرك:انت مستعد لحلفان اليمين.انتفض محمد مرددا وبقسم على القرآن وبعظام ابوي اللي صارت مكاحل في قبره.انشرح قلب القاضي قليلا،وخاطب الحاجب:يا ابني خلينا نزف التهنئة للرئيس برؤية هلال شوال العزيز.اكتب يا ابني...لكنه فجأة توقف والتفت نحو محمد مخاطبا:بس ما قلتلي يا محمد وين شفته للهلال وين كان موجود؟
ابتسم محمد وصاح:هناك ياسيدي في السما...بس كان بعيد... حددت مكانه فوق غزة بالضبط....والله العليم.لم يستطع محمد اكمال جملته،كأن عقارب العالم قد لسعت قاضي القضاة،أزبد وأرغي وبدأ بالصياح؛:وين شفته يا ابن ال....فوق غزة؟يعني الهلال طلع عندهم مش عنا وجاي تبشرنا...والله لأخليك تندم على اليوم اللي شفت فيه هلالك يا مروج الفتن ...يا انقلابي يا جاسوس...وصرخ مناديا الحرس:اقبضوا عليه بتهمة نشر الاشاعات والاكاذيب واثارة القلاقل.
أحمد ينتظر دخول قاضي غزة الاول،الذي يدخل يتقدمه كرشه.يتنحنح القاضي وينظر لمحمد متجهما:شو شفت يا ابني؟يرتجف أحمد فكل كلمة هنا لها ثمن قد يكلفه حياته،اجاب مرتجفا:يا سيدي انا كنت قاعد علي السطح،قاطعه القاضي :وشو مطلعك علي السطح والبلد محاصرة،والناس عم بتلاطش ببعضها?اجاب احمد دون ان يفكر:والله كنت عم بحكي مع جارتنا حسنة.اصفر القاضي وبربر:وهل كان معها محرم?اكانت متغطية،هل جمعتكما خلوة?ارتعد احمد وصاح :يا سيدي هي كانت علي سطحهم وانا علي سطحنا.اكمل القاضي :وهل سطحيكما متلاصقين?احس احمد انه كالفأر الذي وقع في المصيدة،حاول التهرب قائلا:ياسيدي انا جاي ابشركم بطلة هلال شوال وكل عام وانتم بخير.تنحنح القاضي وابتسم:هل رأيت الهلال فعلا،يا لها من بشري سأزفها على الفور  للحاج الرئيس ،بهذا يكون لنا السبق في اعلان العيد،تلفت نحو الكاتب فرحا وقبل ان يدلي عليه ما سوف يدونه بدا كمن تذكر امرا،فسأل احمد واين كان موقع الهلال من السماء?.انتفخت اوادج احمد وقال مزهوا:والله يا سيدنا الهلال كان بعيد كتير،بس انا ميزته منيح،وعشان الحلال والحرام هوه كان كأنه فوق رام الله...وقبل ان يكمل انتفض القاضي واهتز كرشه وصرخ:عليك اللعنة ياايها الزنديق،تراه هناك ولا تراه هنا،اتريدني ان ازف بشراك السوداء للحاج،هلال هناك وظلام هنا،قبحك الله...وصرخ مناديا:ياحراس اقبضوا علي هذا الزنديق بتهمة اغواء المحصنات ونشر الفساد في البلاد والتعامل مع اجهزة معادية للحكومة.
فجر العيد يطل واحمد ومحمد كل يندب حظه...هل هنالك   من هو اسوء منهما   حالا.... واكثر بضرميطا من حالهما?

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen