عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة3
من سامر عبدالله في 19 يوليو، 2010، الساعة 12:31 صباحاً
لا اسعى هنا لتحليل ظاهرة،أو لتعرية أحد ،أو للتقليل من شأن أي كان،ولكن ااذا اردنا ان نفهم لم يصعد الفكر الديني الان ويتراجع الفكر التنويري لا بد من التوقف امام مكامن الخلل في تجاربنا خاصة انها تتكرر الان في الوطن وان باشكال اخري وتحت عناوين تبدو مختلفة.قد تبدو العناوين قد تقادم عليها الزمن ولكن اعتقد انه من المفيد التطرق لها لاستخلاص بعض العبر.....
عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة3
يمكن القول ان فصائل العمل الوطني الفلسطيني،وتحديدا اليسار منها،قد اتخذت قرارت تنظيمية داخلية لم تؤثر فقط علي تركيبتها الداخلية وانما جلبت نتائج كارثية علي تركيبة مجتمع الشتات الفلسطيني.قد يبرر البعض ان هذه القرارات كان لابد منها لحماية الثورة وم.ت.ف.،ولكن الم يكن هذا مبرر ستالين وماو من قبل في قراراتهما الدكتاتورية.ولعل القرار الاول الذي اشرنا اليه كان وهم تحول الاحزاب اليسارية الي احزابا جماهيرية وقد فصل فيه بعض الشيء واتركه عنوانا للنقاش لمن يحب ان يدلي بدلوه.
ولعل اخطر القرارات الداخلية التي ارتكبتها هذه القوي كان قرارا اشبه بقرارت ماو ابان الثورة الثقافية،الا وهو عسكرة مجتمع الشتات الفلسطيني.لعل اليسار الفلسطيني هو اول من اطلق هذا النفير حينما اصدر قراراته القراقوشية بالخدمة الحزبية في الكتائب العسكرية.في حينها كان قرار اليسار واضحا علي الجميع الالتحاق بالعسكر ومن لم يلتحق ينهي تفريغه ان كان متفرغا او يطرد من التنظيم ان كان حزبيا فقط.هذا القرار اضافة لتغيير بنية الحزب سيكون لهما اكبر الاثر علي تركيبة احزاب اليسار الفلسطيني فيما بعد.وهكذا وضعت القيادة جيش متفرغيها امام خيارين احلاهما مر ،الموت اما جوعا نتيجة قطع مخصصاتها وتركها هي وعائلاتها ينهشها الجوع ،واما موتا في حروب لم يكن لها يد فيها وان شنت باسمها الا وهي حروب استقلالية القرار الفلسطيني والتصدي لليمين اللبناني الانعزالي،وهذان عنوانان هامان لا بد من مراجعتهما ايضا.
الغريب في الامر ان من اتخذ القرار لم يفكر في الاف الطلاب الجامعيين الذين تركوا جامعاتهم واصبحوا مشاريع شهداء بدلا من ان يكونوا مشاريع نهضة اجتماعية وصناعية وفكرية او انوية لمستقبل افضل لهم ولعائلاتهم.لقد افرغت الجامعات والمدارس من الطلبة وحتي الطالبات الفلسطينيين.في كل اصقاع العالم تري طلبة فلسطينيون يهرولون،رامين المستقبل واحلام عائلاتهم الفقيرة والكادحة.الجميع اصبح مشروعا للشهادة،ولم يعد يسمع في ازقة المخيمات الا نواحا وكربلاء مفتوحة التهمت زهرة شباب فلسطين.
هنا من حقنا اليوم التوقف امام الكثير من القرارات التنظيمية والعسكرية التي لم تكن الا وبالا على قاعدة هذه التنظيمات وعلى سكان المخيمات.فقرار الخدمة العسكرية هذا الذي تنافست في تطبيقه جميع الفصائل دون استثناء لم يجر على جيل فلسطيني كامل امتد من عام 1976 وحتى 1983 الا الدمار الكامل.فقد سحبت الطلبة وافرغت الجامعات والمدارس منهم بقرار لم يدرس نهائيا،ليس فقط من حيث انعكاسات هذا القرار على هؤلاء الطلبة وانما بالاساس انعكاسه على تركيب المجتمع الفلسطيني المستقبلي.
قد يقفز من يبرر ويقول لنا أن القيادة كانت مجبرة على استنفار عدتها وعديدها للذود عن الثورة في مواجهة محاولات تصفيتها.ولكن اي قيادة هذه التي تتخذ قرارات مصيرية دون حساب لانعكاساتها على شعبها،واي قيادة هذه لا تملك الا رد الفعل دوما ولا تبصر ابعد من انفها؟هذا ان كنا من حسني النية و اعتبرنا ان من اتخذ هذه القرارات كان همه الدفاع عن الثورة،ولكن غاب عن هؤلاء طريق جهنم معبد بالنوايا الحسنة.
لم تدرك قيادة اليسار ومن ثم اليمين التي سارعت الى تلقف ذات القرار وانشأت كتائبها الطلابية ان قرارا خطيرا مثل هذا سينهي اي امل بتطوير هذه الفصائل والثورة فيما بعد وسيترك الساحة لانصاف المتعلمين او الجهلة او الانتهازيين فيما بعد.لقد ادى تطبيق قرار الخدمة العسكرية الى القضاء على جيل متعلم كامل كان سيكون نواة جدية لأي مؤسسات دولة فلسطينية قادمة.فهذا الجيل الذي لبى النداء كان مؤمنا بالثورة،انتسب اليها دون اي حسابات شخصية ضيقة وجلهم من الطلاب المتفوقين في جامعاتهم وكلياتهم.كان من بينهم مشروع الطبيب والمهندس والمحامي والمعلم....كانوا زهرة المجتمع المتعلم الذي سيفرز قيادة جديدة تضم ذوي الخبرة النضالية والعلمية والذي يعول عليهم في نقل النضال الفلسطيني الى مستويات أعلى وافضل.لكن المجتمع حرم من علم هؤلاء جميعا فمن لم يستشهد أو يعطب أو يشوه فصل من جامعته وبات ضمن جيش الاميين والعسكر والمتفرغين.وباتت لقمة عيشه مرتبطة برضى القيادة عليه.وهكذا فقدت الفصائل دماءا نوعية كانت ستضخ في دماء الثورة وحولتها الى وقود رخيص سرعان ما استهلك ورمي بعد الانتهاء منه.بهذا حرم المجتمع من جيل متعلم كامل وانعكس ذلك على التركيبة الاجتماعية للمخيمات التي بات العلم فيها منبوذا لصالح التفرغ وانتظار المخصص.مما ادي، شاء من اتخذ القرار أو ابى ،الى المزيد من التخلف الاجتماعي والسياسي وازدهار الحركات الاصولية في مجتمع المخيمات.اما فصائل اليسار فقد ارتكبت في مثل هذا القرار خطأ قاتلا انعكس على تركيبها الداخلي وتطورها المستقبلي. لقد رمي الكادر المتعلم والمراهن على علمه وثقافته في معارك الحارات والزواريب ،وبدلا من ان يساهم هذا الكادر في تطوير فكر اليسار وبرامجه السياسية والاجتماعية والفكرية والتنظيمية،بات همه تجنب القذائف والقناصة والاستيلاء على برج المر او فندق الهيلتون في وسط بيروت،التي صور الاستيلاء عليها كمن يقف على اسوار برلين لدحر الفاشيين واليمنيين اللبنانيين.
اذكر انني كنت من اوائل من طبق هذا القرار الذي اجهز علي منظماتنا الطلابية حينها.في يوم واحد غادرت انا والشهيد بشير زقوت مدينة دمشق باتجاه الساحة اللبنانية،توجه هو الي البقاع،وتوجهت انا الي الجنوب.ولكن ليس عبر بيروت وانما عبر الشريط الجنوبي،حملت يومها رسالة من المكتب السياسي الي الامين العام وعلي تسليمها في النبطية ثم وضع نفسي تحت امرة القيادة.الرسالة لم اعرف ما فيها وان بلغت انه اذا مسكت معي فسيتم اعدامي من قبل جماعة سعد حداد.كان عمري لا يتجاوز 18 عاما.طالب مستجد في كلية الطب ،لم امسك سلاحا في حياتي قط،متحمس للعمل الوطني،وخيرني يومها رحمه الله الرفيق ابو عزيز اما ان تلتحق بالقوات او تطرد من التنطيم ويشهر بك باعتبارك جبان ومتخاذل وتقاعست عن الدفاع عن الشعب والثورة ويعمم اسمك علي جميع المنظمات الحزبية والاصدقاء.طبعا كان القرار موجها للجميع وفي ليلة دهماء التحقنا جميعا بالمركز ليتم فرزنا من هنالك،فقد كان الموت والشهادة اهون علينا من الطرد من التنظيم والتشهير بنا.في المركز وجدت ان المنظمة الطلابية في سوريا موجودة عن بكرة ابيها،والجميع ينتظر الشحن الي لبنان،كان حظي افضل من الاخرين بحكم اني من فلسطيني لبنان فاخذ قرار سريع بمغادرتي الي هناك.قبل المغادرة التقيت برفاق من كل ارجاء المعمورة...الجميع لبى النداء وترك مقاعد العلم والجامعات،يومها كان عددنا بالمئات ولم نكن الا نقطة في بحر المتطوعين الطلاب الذين باتوا يتقاطرون سريعا.
كانت المرة الاولي التي امر بها في الشريط الحدودي، علي الحاجز الاول اصبح قلبي بين ركبتي،فهي المرة الاولي التي اري فيها قوات سعد حداد واقترب من الخصم الي هذا الحد،كنت بعيدا بضع امتار عن ارض فلسطين مررنا بجانب الشريط الفاصل وكانت البوابة نحو الوطن مفتوحة.لم اتعرض لاي سؤال علي الحاجز ومررت بسهولة لاصل الي مدينة النبطية ليلا.هنالك اوصلني سائق التاكسي الي مكتب التنظيم،الرفيق المناوب استغرب قدوم هذا الطالب اليه في منتصف الليل،توجس مني عندما اخبرته بامر الرسالة،طلب استلامها فرفضت لان المطلوب تسليمها للامين العام او لاسم محدد ،ودونهما ابتلع الرسالة او اموت.لم يفهم اصراري علي الرفض ،ولكنه في النهاية رضخ لاصراري وافهمني ان الامين العام في بيروت اما الاسم الاخر ففي صيدا ولن يتاح لي لقاؤه الا في الصباح فالطريق الي صيدا ليلا محفوفا بالموت والقناصة من البحر ومناطق تواجد الكتائب.
عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة3
يمكن القول ان فصائل العمل الوطني الفلسطيني،وتحديدا اليسار منها،قد اتخذت قرارت تنظيمية داخلية لم تؤثر فقط علي تركيبتها الداخلية وانما جلبت نتائج كارثية علي تركيبة مجتمع الشتات الفلسطيني.قد يبرر البعض ان هذه القرارات كان لابد منها لحماية الثورة وم.ت.ف.،ولكن الم يكن هذا مبرر ستالين وماو من قبل في قراراتهما الدكتاتورية.ولعل القرار الاول الذي اشرنا اليه كان وهم تحول الاحزاب اليسارية الي احزابا جماهيرية وقد فصل فيه بعض الشيء واتركه عنوانا للنقاش لمن يحب ان يدلي بدلوه.
ولعل اخطر القرارات الداخلية التي ارتكبتها هذه القوي كان قرارا اشبه بقرارت ماو ابان الثورة الثقافية،الا وهو عسكرة مجتمع الشتات الفلسطيني.لعل اليسار الفلسطيني هو اول من اطلق هذا النفير حينما اصدر قراراته القراقوشية بالخدمة الحزبية في الكتائب العسكرية.في حينها كان قرار اليسار واضحا علي الجميع الالتحاق بالعسكر ومن لم يلتحق ينهي تفريغه ان كان متفرغا او يطرد من التنظيم ان كان حزبيا فقط.هذا القرار اضافة لتغيير بنية الحزب سيكون لهما اكبر الاثر علي تركيبة احزاب اليسار الفلسطيني فيما بعد.وهكذا وضعت القيادة جيش متفرغيها امام خيارين احلاهما مر ،الموت اما جوعا نتيجة قطع مخصصاتها وتركها هي وعائلاتها ينهشها الجوع ،واما موتا في حروب لم يكن لها يد فيها وان شنت باسمها الا وهي حروب استقلالية القرار الفلسطيني والتصدي لليمين اللبناني الانعزالي،وهذان عنوانان هامان لا بد من مراجعتهما ايضا.
الغريب في الامر ان من اتخذ القرار لم يفكر في الاف الطلاب الجامعيين الذين تركوا جامعاتهم واصبحوا مشاريع شهداء بدلا من ان يكونوا مشاريع نهضة اجتماعية وصناعية وفكرية او انوية لمستقبل افضل لهم ولعائلاتهم.لقد افرغت الجامعات والمدارس من الطلبة وحتي الطالبات الفلسطينيين.في كل اصقاع العالم تري طلبة فلسطينيون يهرولون،رامين المستقبل واحلام عائلاتهم الفقيرة والكادحة.الجميع اصبح مشروعا للشهادة،ولم يعد يسمع في ازقة المخيمات الا نواحا وكربلاء مفتوحة التهمت زهرة شباب فلسطين.
هنا من حقنا اليوم التوقف امام الكثير من القرارات التنظيمية والعسكرية التي لم تكن الا وبالا على قاعدة هذه التنظيمات وعلى سكان المخيمات.فقرار الخدمة العسكرية هذا الذي تنافست في تطبيقه جميع الفصائل دون استثناء لم يجر على جيل فلسطيني كامل امتد من عام 1976 وحتى 1983 الا الدمار الكامل.فقد سحبت الطلبة وافرغت الجامعات والمدارس منهم بقرار لم يدرس نهائيا،ليس فقط من حيث انعكاسات هذا القرار على هؤلاء الطلبة وانما بالاساس انعكاسه على تركيب المجتمع الفلسطيني المستقبلي.
قد يقفز من يبرر ويقول لنا أن القيادة كانت مجبرة على استنفار عدتها وعديدها للذود عن الثورة في مواجهة محاولات تصفيتها.ولكن اي قيادة هذه التي تتخذ قرارات مصيرية دون حساب لانعكاساتها على شعبها،واي قيادة هذه لا تملك الا رد الفعل دوما ولا تبصر ابعد من انفها؟هذا ان كنا من حسني النية و اعتبرنا ان من اتخذ هذه القرارات كان همه الدفاع عن الثورة،ولكن غاب عن هؤلاء طريق جهنم معبد بالنوايا الحسنة.
لم تدرك قيادة اليسار ومن ثم اليمين التي سارعت الى تلقف ذات القرار وانشأت كتائبها الطلابية ان قرارا خطيرا مثل هذا سينهي اي امل بتطوير هذه الفصائل والثورة فيما بعد وسيترك الساحة لانصاف المتعلمين او الجهلة او الانتهازيين فيما بعد.لقد ادى تطبيق قرار الخدمة العسكرية الى القضاء على جيل متعلم كامل كان سيكون نواة جدية لأي مؤسسات دولة فلسطينية قادمة.فهذا الجيل الذي لبى النداء كان مؤمنا بالثورة،انتسب اليها دون اي حسابات شخصية ضيقة وجلهم من الطلاب المتفوقين في جامعاتهم وكلياتهم.كان من بينهم مشروع الطبيب والمهندس والمحامي والمعلم....كانوا زهرة المجتمع المتعلم الذي سيفرز قيادة جديدة تضم ذوي الخبرة النضالية والعلمية والذي يعول عليهم في نقل النضال الفلسطيني الى مستويات أعلى وافضل.لكن المجتمع حرم من علم هؤلاء جميعا فمن لم يستشهد أو يعطب أو يشوه فصل من جامعته وبات ضمن جيش الاميين والعسكر والمتفرغين.وباتت لقمة عيشه مرتبطة برضى القيادة عليه.وهكذا فقدت الفصائل دماءا نوعية كانت ستضخ في دماء الثورة وحولتها الى وقود رخيص سرعان ما استهلك ورمي بعد الانتهاء منه.بهذا حرم المجتمع من جيل متعلم كامل وانعكس ذلك على التركيبة الاجتماعية للمخيمات التي بات العلم فيها منبوذا لصالح التفرغ وانتظار المخصص.مما ادي، شاء من اتخذ القرار أو ابى ،الى المزيد من التخلف الاجتماعي والسياسي وازدهار الحركات الاصولية في مجتمع المخيمات.اما فصائل اليسار فقد ارتكبت في مثل هذا القرار خطأ قاتلا انعكس على تركيبها الداخلي وتطورها المستقبلي. لقد رمي الكادر المتعلم والمراهن على علمه وثقافته في معارك الحارات والزواريب ،وبدلا من ان يساهم هذا الكادر في تطوير فكر اليسار وبرامجه السياسية والاجتماعية والفكرية والتنظيمية،بات همه تجنب القذائف والقناصة والاستيلاء على برج المر او فندق الهيلتون في وسط بيروت،التي صور الاستيلاء عليها كمن يقف على اسوار برلين لدحر الفاشيين واليمنيين اللبنانيين.
اذكر انني كنت من اوائل من طبق هذا القرار الذي اجهز علي منظماتنا الطلابية حينها.في يوم واحد غادرت انا والشهيد بشير زقوت مدينة دمشق باتجاه الساحة اللبنانية،توجه هو الي البقاع،وتوجهت انا الي الجنوب.ولكن ليس عبر بيروت وانما عبر الشريط الجنوبي،حملت يومها رسالة من المكتب السياسي الي الامين العام وعلي تسليمها في النبطية ثم وضع نفسي تحت امرة القيادة.الرسالة لم اعرف ما فيها وان بلغت انه اذا مسكت معي فسيتم اعدامي من قبل جماعة سعد حداد.كان عمري لا يتجاوز 18 عاما.طالب مستجد في كلية الطب ،لم امسك سلاحا في حياتي قط،متحمس للعمل الوطني،وخيرني يومها رحمه الله الرفيق ابو عزيز اما ان تلتحق بالقوات او تطرد من التنطيم ويشهر بك باعتبارك جبان ومتخاذل وتقاعست عن الدفاع عن الشعب والثورة ويعمم اسمك علي جميع المنظمات الحزبية والاصدقاء.طبعا كان القرار موجها للجميع وفي ليلة دهماء التحقنا جميعا بالمركز ليتم فرزنا من هنالك،فقد كان الموت والشهادة اهون علينا من الطرد من التنظيم والتشهير بنا.في المركز وجدت ان المنظمة الطلابية في سوريا موجودة عن بكرة ابيها،والجميع ينتظر الشحن الي لبنان،كان حظي افضل من الاخرين بحكم اني من فلسطيني لبنان فاخذ قرار سريع بمغادرتي الي هناك.قبل المغادرة التقيت برفاق من كل ارجاء المعمورة...الجميع لبى النداء وترك مقاعد العلم والجامعات،يومها كان عددنا بالمئات ولم نكن الا نقطة في بحر المتطوعين الطلاب الذين باتوا يتقاطرون سريعا.
كانت المرة الاولي التي امر بها في الشريط الحدودي، علي الحاجز الاول اصبح قلبي بين ركبتي،فهي المرة الاولي التي اري فيها قوات سعد حداد واقترب من الخصم الي هذا الحد،كنت بعيدا بضع امتار عن ارض فلسطين مررنا بجانب الشريط الفاصل وكانت البوابة نحو الوطن مفتوحة.لم اتعرض لاي سؤال علي الحاجز ومررت بسهولة لاصل الي مدينة النبطية ليلا.هنالك اوصلني سائق التاكسي الي مكتب التنظيم،الرفيق المناوب استغرب قدوم هذا الطالب اليه في منتصف الليل،توجس مني عندما اخبرته بامر الرسالة،طلب استلامها فرفضت لان المطلوب تسليمها للامين العام او لاسم محدد ،ودونهما ابتلع الرسالة او اموت.لم يفهم اصراري علي الرفض ،ولكنه في النهاية رضخ لاصراري وافهمني ان الامين العام في بيروت اما الاسم الاخر ففي صيدا ولن يتاح لي لقاؤه الا في الصباح فالطريق الي صيدا ليلا محفوفا بالموت والقناصة من البحر ومناطق تواجد الكتائب.
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen