Seiten

Dienstag, 14. September 2010

تعليق متاخر عن القسم الاول من بسطة كتاب

تعليق متاخر عن القسم الاول من بسطة كتاب

من سامر عبدالله‏ في 10 سبتمبر، 2010‏، الساعة 10:07 مساءً‏‏
كنت قد بدأت في استكمال استعراض ما نشره الصديق معن سماره في بسطة كتاب في جزئها الاول ،ولاسباب خاصة لم استطع اكمال جميع  نصوص المبدعين الشباب...هذه انطباعات اولية عن قسم جديد منهم مع الاعتذار لجميع من لم اتمكن من متابعة نصوصهم المنشورة لعلي استطيع فعل ذلك عما قريب..

غياث المدهون :شاعر يدخلك الوطن بلغة جميلة مكتملة



قبل تناول النصوص التي نشرتها بسطة كتاب للشاعر غياث المدهون ،لا بد من اشارة صغيرة الى ان غياث سليل بيت ادب وشعر وابداع،وتجربة وطنية وكفاحية كبيرة ،لهذا كنت اتوقع ان يشكل هذا الامر عبئا علي كاهله،وان يلجأ البعض للمقارنة ما بين نصه الادبي ونصوص المبدعين المدهونيين وهم كثر وفي مقدمتهم والده الشاعر الفلسطيني المميز والمرهف راسم المدهون،الا ان نصوص غياث فاجئت الجميع بانها نصوص وان استمدت جذورها من ماتعلمه وسمعه في طفولته وصباه الا انها تحمل بصمة خاصة به،تميزه عن مبدعي اسرته والاهم انها تضعه في الصفوف المتقدمة من الشعراء الشباب الفلسطينين.ولعل غياث نفسه احس بهذا العبء وعبر عنه في نص جميل ودقيق :"أبي
يريدُ أنْ أصبحَ...
أبي."
.يكتب غياث نصوصه بتقنية عالية جدا،لغة مقتضبة،مليئة بالصور الجمالية والوجع الانساني،بعض قصائده تحمل هما تجاوز الذاتي والوطني الي الهم الانساني الذي اجاد في نسج نصوصه بطريقة مميزة.تتميز نصوص غياث ايضا بانها وان انتمت الي المدرسة الحداثية الا انها تحمل لغة خاصة به،ومفردات تدل عليه وعلي نصوصه.في قصائد الوقت نرى نموذجا رائعا لنصوص تمزج مابين الحب والغربة والمنفى والوطن وهي عناوين يمزج بينها ليصنع نصا فريدا وجميلا:"جثةُ الوقتِ...بدأتْ بالتفسخِ
الطبيبُ الشرعيُّ..."ولا أعرفُ من أعطاه الشرعيةَ" يقولُ:إنَّ الوفاةَ طبيعيةٌ...وإننا تأخرنا في دفنهِ... كثيراً
لا وقتَ نضيعهُ إذاً...
يجبُ أنْ ندفنَ الوقتَ بأسرع وقتٍ ممكن."
ولعل النص القصير التالي،الساخر جدا ولكن المعبر عن التقاط وتعبير ذكي عن الوضع العام دليل علي امساك غياث بتلابيب اللغة وتطويعها الي نصوص غريبة في كلماتها وصورها لكنها تصيبك بالدهشة من عميق مدلولاتها:"لا أريدُ مئة عام من العزلة
ولا ثمانين حولاٌ... لا أبا لك يسأمِ
لا أحتاج سبع سنواتٍ في التيبت ولا ستة أيامٍ...ثم استوى على العرش
جلُّ ما أريدُ...دقيقةً واحدةً من البث الحي والمباشر
دقيقةً واحدةً بلا مونتاج أو رقيب أصرخُ فيها بحريةٍ
دون أنْ يُقطعَ البث
أو تُقطع الكهرباء
أو يُقطع رأسي."
.الهم العام او الوطني كما يسمى يحتل مكانا بارزا في نصوصه،حتي عندما يتحدث عن العشق والحبيب،نرى ان الوطن يتسلل خلسة الي نصوصه:"الفرح في بلادي...مصابٌ بالاكتئاب.
باسمي...وباسم هذا الشعب المسكين أرفعُ أسمى آيات الحزن.........والتنصل من المسؤولية.
3سآخذُ عينةً من بول الحزنِ إلى جميع المخابر والأطباءوسأُطالبُ فروع المخابراتِ...بإعطائي أدقَ التفاصيل من أضابيره الورقيةعلَّني...أعرفُ...من الذي يتسللُ ليلاًويذيبُ الحزن في خزانات مياهنا."
في نصوص غياث كم كبير من المرارة والغضب وهو يحسن التعبير عنه بلغته المرهفة والجميلة وبسخرية كبيرة وممتعة:"الحقيقةآه ما أجملَ الحياة…لو كان المخيمُ في باب توما
وكانتِ الثورةُ بلا آباء
لو كنتُ أستطيعُ أنْ أطيلَ شعري ببساطةٍ…
كما يفعلُ السوريون"...
ولعل من النصوص التي تزاوج ما بين الخاص والهم الوطني بلا لغة خطابية اوشعارات ودق طبول واشهار كلاشينكوفات ومدافع لكنك حين تقرأها تبق مشدوها من هذا الابداع في التعبير عن الوطن والفلسطيني :"آه كم أتمنىأنْ يكون في جيبي......
"هويةً شخصية"أسافرُ بها إلى أمي في درعا
دون أن أشرحَ للشرطي القادم من إدلب
الفرق بين فلسطينيي الـ 48 وفلسطينيي الـ
67أولكي أضيعها كما يفعلُ أصدقائي".
او في نصه الاخر والقصير جدا جدا"ما دامت بلادي موصدة الأبواب....فمن أين تأتي الريح".."أصابعُ فلسطين...تشبهُ أصابعَ أمي."...يجب القول ان تجربة غياث الحياتية الغنية انعكست علي تجربته الابداعية بشكل واضح،ولعله من الاجحاف بحق غياث ادراجه بين الشعراء الشباب او الذين ما زالوا يتلمسون طريقهم في الابداع،فتجربته تحمل بصمة ابداعية كبيرة تجعله ينافس الجيل السابق له.



كوليت أبو حسين:نصوص تعري الكون وتصيبك بالدهشة



ان تقرأ نصا واحدا وتقول بعدها لقد اكتفيت ولن اطالع اي نص اخر اليوم،هذا ما تحسه عند قراءة نص كوليت أبو حسين الذي عرضته بسطة كتاب.في هذا النص تحس بالصدمة،وربما هو ما ارادته كوليت تماما عند كتابتها له.هنا الوجع المفتوح على الحياة.تصاب بالدهشة مرارا من جرأة النص في تعامله مع تابوهات المجتمع ومع كل ما تختزنه ذاكرتك من الطفولة حتى الان،وكأن كوليت تتقصد ان تدخلك في مواجهة عب لغتها المكثفة مع كل ما حولك وتنتظر نهاية تفاعل نصها مع روحك .في النص المنشور في بسطة كتاب والمعنون "كيس اسود" تاخذك احرفها دون ان تدر لتصطدم بقسوتهاولكن رغم القسوة والتي قد تبدو للبعض منفرة الا ان النص يأخذك دون ان تدر لتعيشه وتتابع صوره وتحلق معه.في المقطع الاول تصدمك كوليت بصراحتها الفجة وكأنها مرأة لمشاعرنا وارواحنا:"كُنتُ أبْحثُ عَن رجُلِ ٍ يُشْبِهُنيوَحينَ وَجدْتُه..أدْركتُ مَدىبَشـــــاعَتي!!"في المقطع الثاني من النص ترصد كوليت خبايا الروح بدقة وتكشف لنا ازدواجية حياتنا ومدي حمق احلامنا...هذا النص اربكني وحرك بي مشاعر عدة،فكوليت بدقة بالغة تتناول رومانسية الانثى العاشقة،بتفاصيل العشق اللامرئي حين تراقب عشيقها وهو يعيد ترتيب حياته ولكن ليس معها وانما مع زوجته المنفصل عنها لفظا والغائبة جسدا ولكن المتواجدة في المنزل روحا...تفاصيل قاسية جدا:"تُراقِبُه بِصَمْتٍ...وَهي تَراهُ يُعدّ البَيْتَ لاستقبالِ المَرأة الغائبة مُنذُ سَنة..- كانت تَظُن أنّهُما مُنفَصِلان، وَصدّقَتْه حينَ قال أنّها لنْ تَعود"...ممارسة الكذب والنفاق بحذق وفطنة:"يَضعُ صُورَةً لهُما عَلى طاولةٍ صَغيرة بجَنْبِ السّرير..يُلصِق وَرقةَ مُلاحَظاتٍ صَغيرة، كُتِبَ عَليها "أُحبّــكِ" بتاريخٍ قَديمْ...كْنُسُ خُطاها عنِ الأَرض..يَلُمُّ شَعْرَها عنِ الشَّراشِفِ..يَرُشُّ مُلطّفاً للجوّ العابقِ برائِحتها...يَضعُ في فَمهِ حبَّةَ (هُولْز) مُخفِياً طَعْمَها مِن فَمه...."النص اشبه بسيناريو لفيلم اجادت كوليت كتابته وابدعت في تقطيعه...لتوصلنا خطوة خطوة لاحتقار هذا العشيق واكتشاف مدي قسوته:"لُمُ النّفايات وَ مَلابِسَها الدَّاخلية المُلقاةِ على الكنباية في كيسٍ أَسود...يتَأكَّد أنَّ كلَّ شيء عادَ إلى مَكانِه..كأنَّها لمْ تَكُن هُنا مِن قَبْل..."قمة النص في خاتمته الغير متوقعة...خاتمة قاسية جدا ...ولكن اليس هذا ما نصادفه كل يوم?..."يُمسكُ الكيسَ الأسود بيد وَهي في يد....يتوقّفُ فَجْأَةً...يلقي الكيسَ الأسودَ بالحاوِيةِ..وَيُلقي بها في تــاكسي!"النص السابق يفتح الباب واسعا لتعرية تفاصيل حياتية مر بها معظمنا..هي هنا لا تدينها مباشرة ولكنها وباحرفها الحادة كالسكين ترمي غلالة الكذب التي تغطيها وتتركك عاريا امام نفسك....ولك ان تدرك مدي الاضطراب الحادث.في المقاطع الاخري التي اختارها معن بعناية نجد ان ما تدونه كوليت يحمل طعما اخر ورونقا لن تجده عند الاخرين:"أتَعرِفُ ما هو الأكثرُ وَحشةًً مِنَ العَتْمة؟؟.. رَجلٌ يَتْركُكَ فيها حينَ يَغيب..!!".ولعل من نصوصها السوداء نصها الاخير المازج مابين السياسة والهم الشخصي باسلوب رائع وجميل .النص المعنون "فيتو" تعيد تاكيد الثوابت الوطنية الفلسطينية وذلك بطريقة تحمل سخرية كبيرة من الواقع الحالي:"قلبي..يخسر في المُفاوضاتقلبي سيوقّع"خارطة طريقٍ"وهو لا يحمل بوصلةقلبييتجّه نحو الحل السلميالحل السلميلا يفهمه قلبي الذي اعتاد"الكفاح المسلّح"جبهةٌ من المشاعر المنشقّةتصرّ على رأيهاقلبي ينهار تحتضغط اليمين المتطرّف...اليساريتوشّح بالأحمر وَيصمت على غير العادةكبير المفاوضين يشرب كأساً في صحة قلبي التعبانوأناأستعمل حق"الفيتو"ضديوحده صائب عريقاتما زال يفاوض علىالقضيةبملل" .. نصوص كوليت تجعلك تقف مدهوشا امام قدرتها علي تطويع النص وامساك تفاصيل الحياة واعادة انتاعها بنصوص رائعة تشي بتمكن صاحبتها وابداعها الجميل الذي يضعها في مكانة متميزة بين الادباء والمبدعين الشباب



منال مقداد الطفلة التي ترجمت الحلم عشقا و شعرا

ذكرتني منال مقداد انا اقرأ ابداعاتها بلعبة كنا نلعبها حين كنا صغارا لاصطياد العصافير،كنا نحضر كرتونة كبيرة وعصا وحبلا ونجعل من حبات القمح طريقا باتجاه المصيدة وما ان يصبح العصفور تحت الكرتونة نسحب الحبل فنصطاده.احسست وانا اقرأ لمنال انها تلاعبنا هكذا،ترمي لنا نصوصها حبة حبة وتقودنا الي اكمال النص وتشربه،وما ان ننتهي من ذلك حتي نكون قد بتنا اسرى لنص جميل دافئ مليئ بصوره الخاصة.حين تقرأ لمنال تفاجأ بتسلسل في الصور ومقدرة عالية علي تشكيل وتطويع اللغة بحرفية عالية كأنك تتابع نصا لشاعرة قد تجاوزت قطوع البدايات الاولي .في نصها المختار من في بسطة كتاب والمعنون "نقاط دامعة" تدهش من قسوة الصور وفي الوقت ذاته عذوبتها ،فان تبتدأ صباحا وهو كالفحم المحترق وبفنجان قهوة لم يختلف عن المساء في معالمه ،التي هي كما نفهم هي معالم حياتنا الكاذبة ، بداية تدخلك منذ اللحظة الاولي في صراع داخلي تتقنه منال جيدا وترصده بدقة:"ظِلاً أرىأَسمعُ صوتاً منْ حدَّةٍأُمّي!!قَلقاً تنتظِرُني"وبمهارة كبيرة تنقلك منال وفي كلمات مقتضبة ،دقيقة، الي حالة تحس وانت تتابعها انها تصف ما تمر به انت دون سواك:"في عَتمةِ شارعٍداويتُ عتمةَ قلبٍ مُنْـكسرفي نصٍّ جديد."،وبتعداد الصور السريعة التي حملها النص تر نضجا واضحا في رصد الحالات الانسانية المحيطة بالشاعرة ومن لا يعرف عمر منال سيظن ان من يستطيع رصد كل هذه الصور لا بد ان تكون الحياة قد عركته ولاكته السنون:"شاعرٌ عاشقٌ هاربٌيروي قصّةَ رسالةٍأيضاً، كاذِبة."..."رمادٌ يتطايركلُّ شيءٍ لونُه أبيضإلاّ نبضُك."..ولا يغيب الهم الوطني عن نصوص منال فهي تتناوله بحساسية عالية وعبر لغة سياسية مكثفة ولكنها موجعة في دلالاتهاوهو ما نلمسه في المقاطع التالية:"غزّة!!دولةٌ امرأةخَلَعتْ رجُلَها فلسطينْ."...."البِطاقة الجامِعيّةتصريحُ عبورٍ لـممرٍّ آمن.".... "جُنودٌ بِزِيٍّ مِنْ ألَمٍتَقْطَعُ مَجْرى العَوْدة"...ولعل منال في النصين المنشورين في بسطة كتاب قد زاوجت بين النص الشعري المكثف والقصير ونص اخر طويل،وبكلاهما اجادت .ففي نصوصها القصيرة تطرقت لعناوين مختلفة ورسمت صورها بدقة كبيرة وباحرف جميلة ومعبرة:"جفنٌ يهبِطآخر ٌيصعَدقُبلاتٍ تتبادلُها رموشلتنتهي محاضرة."..."أينَكِ؟هربٌ تفتعلُه حروفُهخلفَ بابٍ من انتظارْ."..وفي نصوصها الاشبه بالبرقيات تعيش معها احاسيس الحب والتي تمر عليها برقة وعذوبة لكنها في الوقت نفسه تحمل شحنات كبيرة من الالم والوحدة:"يسكُنُني كَمَا ميْتٍ لقبرِه هُوَ:مَقامان لوترٍ واحد!!هيَ:لحنٌ ناقِصٌ بين مقامين.القصيدةُ التي وعدتَني،هَلْ ستعزِفُ لي عِندَما أموت؟سحابةٌ تحملُ وجعَ قلبِِه تمطرُهُ إلي."
نص منال الثاني الذي عرضه معن في بسطته كان مكونا من عشرة فصول كل فصل منها قصيدة شعرية جميلة،وحرصت منال علي ان لا ترتب فصولها تاركة للقارئ ان يرتب الفصول كما تحلو له او كما يشتهي ان تكون الحكاية.النص جميل يحمل كما من الترميز والصور الجمالية يشي بان كاتبته قد اختزلت من صور الحياة ومن غني التجربة ما يجعلها قادرة علي ابداع نص قادر علي مقارعة من سبقوها عمرا وتجربة. من نصها البديع و ذو الاحتمالات المتعددة والقابل للتحليق مع كل منا كما نرغب اقتطع الفصل التالي:"الفصلُ الثّالِث:فـي الحضورِ الأخيرِ، على الـمقعدِ الأخير، كان الصّمتُ الأخير، يحرقُه لهيبُ السيجارةِ الأخيرة، هذا فصلُ الرّحيلُ الأخير.".منال مقداد اسم سينتبه له المختصون في الادب الفلسطيني قريبا لما تحمله من قدرة ابداعية كبيرة تستطيع ان تثبت اقدامها في الساحة الشعرية الفلسطينية بشكل عام وليس بين الشعراء الشباب فقط.
-


ديمة عبد اللطيف:التوقف المؤسف لموهبة تحمل الكثير من الابداع


لاول مرة يقوم معن سمارة بالتخلي عن حياده الظاهري في تقديم ضيوفه المبدعين،ويشي بانحيازه المطلق لتجربة يقدمها علي صفحات بسطته.ولعل في توقف ديمة عبد اللطيف المبكر عن الكتابة الابداعية سببا للعديد منا ،ممن يعيش في المنفي او الشتات،وقبل الثورة الانترنتية ،لان لا يسمع باسم ديمة لولا تقديم معن لها في بسطته.وقد يكتفي المرء بما كتبه معن او بتعليقات الاصدقاء عن نصوصها المنشورة خاصة وان ديمة قد فازت بأحد المراكز الأربعة الأولى في أول دورة لمسابقة الكاتب الشاب التي تنظمها مؤسسة عبد المحسن القطان منذ العام 2000.

في نصوص ديمة القديمة التي اضاء عليها معن نجد انها تكتب مشاعرها بعفوية وصدق كاملين،وتصيغ كل هذا بمشهد شعري مكثف ومختزل،لكنه جميل ومعبر ويشد القارئ؛ويمكن لاي منا ان يلمس امتلاك ديمة لادواتها واستخدامها لها بطريقة رائعة تبين لنا ما اختزنته ديمه من خبرة في تعاملها مع النص والابداع من خلال "يراعات" وهو ما بدا جليا في نصوصها القصيرة المنشورة في البسطة.تكتب ديمة بعفوية واXحة ولكنها بكتابتها العفوية لا تتركك تتسرب من بين ثنايا صورها وجمال احرفها،فهي تجعلك تعيش الحالة الشعرية بل كانها تكتب عن احاسيس كل منا وليس كل انثى او احاسيسها هي فقط :"عبثا

أحب كليهما

لا الذي يحبني يبقى

ولا الآخر يفلح في

جعلي أتوقف عن حبه

وأنا نأي

بينهما

تلهو بي الريح

ليته لا يجيء...

ليته لا يذهب..".

من نصوصها الاخاذة والتي تجعلك تعود اليها مرارا للارتوا ء النص المعنون "مني إليك"،ففيه من الصور الجميلة ما يسحر القارئ:"مني إليك

أوشك أن أغمض عيني

كيلا أرى آثار ضحكتك

وأنا أوشوشك

بسر جديد

ما الذي تفعله بي أمنية؟

منك إلي

أتعثر بالقبلة التي لم تكن

ما الذي أفعله بالأمنيات؟

تنثر في المسافة

بيني وبين يديك

الخريف

أنا بأمنيتي

امتداد الهواء

حتى السماء"


ولعل ما يميز نصوص ديمة هذه الكم الكبير من رهافة الحس والعشق الذي تنثره ما بين احرفها :"ما يعلق

بكف يدي

من عطرك

أدنو منه بحرص

بين رغبة التأكد من حضوره

وخوف اكتشاف

غيابه

تؤرجحني المسافة

ليتني أكتفي

لا حضور أبقى"

و نصوص ديمة تتميز بانها نصوص تشتق من الحالة النفسية المعاشة املا تنسجه وتبثه فينا كي لا يختفي الحلم او يضيع في زحمة الحياة:

"أمل


المطر

الذي

لم يصل بعد

فراغ

لغيم

يلهو في ظله

عتمة

يتبخر فيها ألم."

مساحة كبيرة من الصور التي صاغتها ديمة بطريقة جميلة ومعبرة ،كانها تجدل احرفها بسهولة وتلقيها لنا لنبتلع دهشتنا معها:"

زيد من البياض


الفضاءات

التي لا يملؤها

إلا الصمت....

تغري

بما يكفي

من يقين

لما نحتاجه من وهم...

ولا تنبئ

إلا بالمزيد من البياض

وعلامات السؤال

كل الاصدقاء ناشدوا ديمة بالعودة للكتابة لانهم عرفوها واطلعوا على نصوصها مسبقا،واشاروا الي ان من تملك هذا الكم والنوع من الابداع عليها ان لا تتوقف فجأة.انا اشاركهم الدعوة وكلي ثقة ان في ادراج ديمة القفلة مخطوطات لابداعات تراكمت خلال هذه السنوات من التوقف العلني عن النشر،لعل الوقت قد حان لتتخذ قرارا بالافراج عنها،فالساحة الابداعية الفلسطينية تنتظر ابداعات نسوية مميزة من المؤكد ان لديمة مكان مرموق فيه.


طلعت شعيبات :دهشة النص الجميل


قلة تكتب كما تتنفس،اي تأخذ افكار نصوصها من الواقع المعاش وتعيد انتاجه بابداع وتميز،فيأتي الينا قريبا للقلب والروح،عميقا في محتواه ومتفردا في صياغته،فتصيبنا الدهشة من امكانية تناول المتاح باشكال وادوات تحمل في طياتها القا لا ينتهي.هذا ما تحسه عندما تطالع نصوص طلعت شعيبات .

في نصوص طلعت التي قدمها معن سمارة في بسطة كتاب تجد عناوين مألوفة ،وقد تضن انها نصوص عادية مكررة لافكار اصبحت مرددة بكثرة،ولكنك حينما تضالع النص تفاجئ بأن طلعت استل من هذه العناوين نصوصا قصيرة موجزة مكثفة لكنها ذات محتو عميق وجذاب وهو ما تحسه كمثال في نص طبيب الاسنان:"طبيبُ الأسنان يخلعُ الأضراس

والشاعرُ يزرع الأقنعة"..او في نص "فتنة": "من أخرجَ الشهيدَ من قبرِه؟

منْ؟

من أطفأ النارَ التي في صدرِه ؟

منْ؟"

هموم طلعت عديدة وهو ما يمكن تلمسه في نصوصه تلك،وجميعها يتناولها بلغة جديدة تميزه عن ادباء شباب اخرين،فتحس انه يؤسس لغة خاصة به،تستطيع التعرف عليها من نصه حتى لو لم يوقعه باسمه.في نص اخاذ عن الوطن لا بد ان تتوقف طويلا امام قسوة الصور الواردة وامام ابداع في تلمس الجوهر :"مقصلة

أرى وطني غابةَ الناسِ

وأرى وطني غايةَ الناسِ

وأرى وطني مقصلة".او في نصه الاخر :"ميتٌ

على سورِ مقبرةٍ أو على بابِ طائرة

ثلاثةٌ ورابعهُم… ميتٌ

ثلاثةٌ وثالثُهم… ميتٌ

ثلاثةٌ وثانيهمُ… ميتٌ

ثلاثةٌ وأولُهم… ميتٌ".

حتى حينما يتناول طلعت عنوان العشق تراه يتناوله بشكل اخر غير كلاسيكي وبفرادة تحسب له:"صوت

صوتُكِ في الهاتف

يُخجلُ أصابعي ...

فتهرولُ أحرفي خائفة"...."طقوس

طقوسي في الحب بسيطة

فلمَ تحاولي أن تجدي لها تفسيرات فلسفية؟"...."أعمى

الشاب: أنتِ أجملُ ما رأيت!

الفتاة: ربما لأنك أعمى"...."أحمر الشفاه

أحبكِ كما أنتِ

فلا تضعي أحمر الشفاه

إنه يشبه دمي

وأنا غارق دائمًا في الشهوة"

افكار تبدو كانك تصادفها في كل لغضة ولكن طلعت يعطيها مذاقا اخر،حبل العسيل عنده لا يشبه حبالنا:"حبل الغسيل

حبالُ الغسيل تُذكرني بالمشانق

ربما لأنني أصطدم بها دائمًا"..ومدنه هي مدننا لكنه يعرفها افضل منا:"مدن

المدنُ التي تنكركَ صباحًا

تفتشُ عنكَ في المساء

فلمَ تحاولُ العبورَ متخفيًا؟!"...حتى رؤيته للمديح مختلف ومميز:"المدائح

المرايا الكاذبة كالمدائح

لكننا اعتدنا عليها"..

من نصوصه المميزة والتي عرضتها البسطة؛"

شجاعة

العصافيرُ التي تحلقُ بعيدًا عن السربِ

تجيدُ الطيرانَ و العزفَ

لكننا لا نسمعُها"..."

سفينة نوح

لا أحبُ أحدًا ولا أكره أحدا…

أنا الحيادُ وروحي سفينةُ …"

يمكن القول ان نصوص طلعت تأخذك الي التفكير عميقا في جوهر النص المتواكب مع جمال اللغة،فقليلا ما تطالع نصوصا تحمل جوهرا فريدا ومصاغة باحرف من نور...ولعل هذا ما يجيده طلعت تماما ويجعله متميزا ما بين المبدعين الشباب الفلسطينيين.




· · المشاركة

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen