Seiten

Montag, 13. September 2010

عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة الاولي

عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة الاولي

من سامر عبدالله‏ في 17 يوليو، 2010‏، الساعة 12:14 صباحاً‏‏
عندما يهجر أهل اليسار منازلهم

لا اسعى هنا لتحليل ظاهرة،أو لتعرية أحد ،أو للتقليل من شأن أي كان،فقد حلل الكثيرون الظاهرة ولعل على رأسهم العم لينين بسكسوكته الصغيرة،في كتاباته الشهيرة عن الانتهازية اليسارية،والتي كان مطلوبا منا ان نحفظها عن ظهر قلب،في حلقات الدروشة الحزبية في تنظيماتنا اليسارية الفلسطينية المتحولة حديثا الي الفكر الماركسي اللينيني بعد ان خلعت عنها رداء الافكار القومجية .كان حفظ كتاب " مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية" من اهم برامج التثقيف الحزبية حينذاك،وكنا كثيرا ما نتعرض للتوبيخ من مسؤولي الخلايا لعدم فهمنا الدقيق للكتاب او لممارساتنا التي سرعان ما كان يتم وصمها بالبرجوازية الصغيرة او اليسارية المغامرة كشتيمة يلقيها هذا المسؤول او ذاك في وجهنا لتقريعنا.ودون الخوض في تشعبات عدة حول تلك الفترة الا انني يمكن ان اجزم ان جلنا كان من منابت برجوازية صغيرة ولهذا كنا سرعان ما نختبئ عندما نقع في الخطأ،ونصبح كالفئران عندما تقع في المصيدة بانتظار القط ومن سيلتهم منا بتوبيخاته.وكنا في حينها فراخا صغيرة لم ينبت الزغب في وجوهنا بعد،فكان من السهل وضع اللجام في اعناقنا وتسيرنا كما يجتهد رب الخلية الذي لا ترد له كلمة،فهو المنزه عن الخطأ والعليم الحكيم ، كنا كالحصان حين يوضع له اللجام لا نبصر الا ما اراده رب البيت لنا،ولم نكن عندئذ قادرين علي التلصص للاعلى لرؤية القادة الكبار والبذخ الاسطوري الذي يعيشون فيه،كانهم ليسوا اصحاب الفكر البروليتاري وانما سليلو المهراجات ،فكانوا ،ومازالوا،يرفلون بين الخدم والحشم، والحراسات والفتيات الجميلات،يرتدون افخر الثياب وتفوح منهم اطيب الروائح ويسكنون افخم الفلل.بينما نتكدس نحن في بيوت الطلبة او القواعد منتظرين الالهام الرباني الي اي مهتلك فيه سنسير.منا من سير للحروب القبائلية الصغيرة وحروب الزواريب فقضي شهيدا وبات اسما ملصقآ علي بوستر في الزقاق الذي استشهد للسيطرة عليه،ومنا من اعطب او جن او بات بحاجة لمصحة نفسية لمعالجته من الف علة وعلة. ومنا وهنا الاهم من كان ذكيا واستطاع فك اللجام مبكرا ومد رقبته الصغيرة للاعلي وحلم بان يصبح من اهل الحظوة ويجلس منازل الكبار.هؤلاء باتوا عيون السلطان ولسان حاله بين الصغار، والطريف انهم كانوا فرسان الجملة الثورية كما وصفهم العم لينين،فكانوا الاسرع في نقدنا،والابلغ في تفسير الايات المنزلة من القادة الكبار ،والاشرس في خوض المعارك الكلامية والهجوم علي بقية القبائل الفلسطينية حينما يحتدم الصراع سياسيا او عسكريا،فيعلو صوتهم ويصل صراخهم الي اقصي السماء،متخندقين وراء مواقف القيادة وحاملين سيوفهم الكلامية لقطع اعناق بقية القبائل المختلف معها . وكان البعض منا قد بدء ينتبه الي حالة الفصام التي تعيشها الفصائل والاحزاب اليسارية الفلسطينية والتي لا تختلف عن ما تعيشه الاحزاب الشيوعية العربية.فقد كان الجميع يمر بازدواجية خطاب واضحة،هجوم علي الامبريالية والانظمة الرجعية والاحزاب اليمينية البعيدة والتي لا تحكم البلد المتواجد فيه هذا الحزب وفي الوقت ذاته محاباة للاحزاب البرجوازية الحاكمة في بلدانها المقيمة فيها،كما بدأ قسم يتلمس الخلل ما بين التنظير للبروليتاريا وحالة الفساد والترهل التي تعيشها القيادات المتربعة علي سدة هذه الاحزاب،وتحويل الاحزاب الي عزب خاصة للقيادة .وهذه الازدواجية كانت انعكاسا ملموسا للانتهازية السياسية والفكرية التي تعيشها هذه القوي وقياداتها.في حينها كنا بدأنا في التساؤل عن صحة التحالف المطلق ما بين احزاب اليسار والبرجوازية الصغيرة والتي نظر اليها مطولا في الحقبة السوفيتيية وفي العديد من البلدان العربية تحت اسم الجبهات الوطنية.لم يكن النقد موجها ضد مبدأ التحالف نفسه وانما ضد شكل التحالف الممارس علي الارض.ففي الدول العربية بنيت الجبهات بين الاحزاب القومية والبرجوازية من جهة والشيوعية من جهة اخري ولكن بقيادة الاحزاب القومية واستنادا لبرامج هذه الاحزاب وتصوراتها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والطامة الكبري ان الاحزاب الشيوعية حرم عليها تحريما مطلقا انتقاد الدولة او الحزب الحاكم وهكذا بقي الوجود الشيوعي اشبه بخرزة زرقاء لدرء الحسد او لاستجلاب المساعدات وعقد الصفقات مع الاتحاد السوفييتي،وهكذا تم لي عنق المفهوم اللينيني في التحالف بين الطبقات وشروطه التي في المقدمة منها قيادة الطبقة العاملة له لصالح الشكل المشوه المطبق علي الارض في العديد من الدول العربية،وكان البعض منا يري ان نهاية هذه الجبهات لن تكون الا انتحارا جسديا وفكريا لاحزاب شيوعية ستتخلي عن برامجها الطبقية لصالح البرجوازية المسماة وطنية،وتصفية في نهاية المطاف لها ما ان تنتهي مصلحة الدولة والاحزاب البرجوازية في هذا التحالف او تصطدم مع الاتحاد السوفيتي وتعاديه..في حينها نظر فلسطينيا لمبدأالجبهات هذا واعتبر ان التحالف مع فتح علي ارضية برنامج وطني مشترك هو الاساس في عمل اليسار الفلسطيني،وغيب عن وعي القاعدة ان هذا التحالف تم،كما هو الحال في الجبهات الوطنية العربية،تحت قيادة برنامج البرجوازية الوطنية السياسي والاجتاعي والفكري،مع فارق عن البلدان العربية ان النقد كان مسموحا به وان كان ضمن حدود معينة،وفي حال تجاوزها كان يتم اللجوء الي حروب الزواريب بين رفاق السلاح لحسم الخلاف واعادة اصحاب الصوت العالي في النقد الي رشدهم.يمكن القول ان مثل هذا التحالف وبالشكل والشروط التي كان يتم بها قد ساهم في نمو الانتهازية السياسية في اطراف اليسار وانتقال عدوي الانتهازية علي الصعيد الشخصي لتشمل كل الفصائل من اليمين الي اليسار دون استثناء.ومع سعي الجميع للسباق والانتفاخ الحجمي والعددي والتسابق لاحتلال المركز الاول من حيث حجم القاعدة،والتي احتلتها فتح دون منازع،باتت فصائل اليسار تتناحر لاحتلال المركز الثاني في الترتيب الحجمي وليس بالتأثير السياسي والاجتماعي والفكري،وهكذا اصبحت شروط عضوية هذه الاحزاب والفصائل شكلية فالمهم التحول ،وتحت غطاء نظري لينيني ،الي احزاب جماهيرية.هذا الامر ادي الي انتشار افقي لهذه القوي و تفريغ واسع للاعضاء وفتح مكاتب واختراع اسماء منظمات جماهيرية ملحقة بها.ومن كان يزور مكاتب هذه الفصائل كان يلمس حجم المتفرغين ماليا وبالوقت نفسه اقتصار القاعدة علي هؤلاء المتفرغين واقاربهم وعائلاتهم وحمولاتهم في احيان كثيرة. الامر الذي ادي الي ان يصبح التفرغ هو مقياس الولاء ،وبات التفريغ سلاحا بيد القيادة للامساك بيد من حديد بقواعدها التي وجدت فيه حلا لمشاكلها المالية الكبيرة.وبهكذا سياسة تنظيمية داخلية فتح الباب واسعا للانتهازية علي الصعيد الداخلي،خاصة ان الامر لم يترافق مع بناء افقي للكادر المسؤول وتمحيص في كفائته الحزبية،فقد كان المقياس الاكبر الولاء الحزبي المطلق...
· · المشاركة
  • Ekbal Al-othaimeen‏ و Muna Mursal‏ و Reem Nateel‏ و 10‏ آخرين‏ يعجبهم هذا.
    • Rasem Almadhoon عزيزي سامر
      كنت مثلك تماما ومع ذلك لم أكن ملتزما تماما
      أنا رجل أتمرد حتى على راسم المدهون0
      ربما لذلك كنت في حمى العراك مع الأوباش واللصوص وأنصاف الرجال والمهووسين من سدنتهم0
      17 يوليو، الساعة 01:49 صباحاً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل... ·
    • عصام السعدي Isam Alsadi أعجبتني هذه المراجعة أخي سامر...أرجو أن تستمر ...من المهم أن يُكتب هذا وفي هذا الوقت بالذات...تحياتي لك
      17 يوليو، الساعة 10:21 صباحاً‏ · ·
    • Talal Hammad
      والذين يعنوننا في الأمر أليس المثقفون؟
      أين هم؟
      ماذا فعلوا.. عند كل سقطة فكرية أو سياسية للتنظيم أو الحزب أو الجبهة؟

      ..........
      ...
      عفواً.. لا بدّ من وضع حدّ للتسمية الهلامية العائمة: المثقفون.. ليصبح الكلام واضحاً حسب تقسيم حاصل من خلال التجربة:

      ـ المثقفون المجندون.. الموظفون والبراغي في الآلة الحزبية أو الجهاز.. وهم يضمون بينهم المثقفين المخترعين

      ـ المثقفون المغفّلون.. المخدوعون ببريق الشعار.. والمستخدمون حسب الأغراض.. والمتخلى عنهم عند وقوعهم في أول مأزق " أمني"..

      ـ المثقفون المغْفلون.. القريبون البعيدون.. النصيرون لكن الأحرار من قيود التوجيهات والمهمات والمكافآت والمنح والتسميات.

      والحديث يطول..
      والأفضل أن يروى أدبياً
      شكراً لهذا البوح/ الفضح/ الصدح
      مشاهدة المزيد
      17 يوليو، الساعة 11:30 صباحاً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل... ·
    • Aisha Odeha عزيزي سامر
      لا أختلف مع وصفك لما كنا عليه، لكن السؤال الذي يرن دائما في رأسي: لماذا سلك الجميع تقريبا على هذه الشاكلة؟ هل من أرضية أبعد علينا الحفر فيها لنمسك بلب الداء؟
      17 يوليو، الساعة 12:21 مساءً‏ · · 2‏ شخصانجاري التحميل... ·
    • Nadia Ailabouni
      في الحقيقة ان الاحزاب اليسارية في بلادنا لا تختلف كثيرا عن الاحزاب القومية ، سواء من حيث طبيعتها الفاشية ، أو بالنسبة لادعائها بمعرفة الحقائق المطلقة واعتمادها على الايديولوجيا وتغييب العقل.ولو قيض لمثل هذه الأحزاب الحكم لما اختلفت طرقها وأ...ساليبها عن طريقة حكم الأنظمة الحاكمة. مصيبة العقل العربي هو في غياب العقل عن السياسة واعتماد العقيدة بدلا منها لتتشابه بذلك كل الاحزاب في خصلة احلال العقيدة بدلا من العقد الاجتماعي . هنالك تشابه كبير بين المنظمات الاصولية الدينية وبين ما كنا نتلقاه من تربية حزبية على يد هؤلاء الماركسيين. الخروج عن العقيدة الحزبية للماركسيين هو يشبه الى حد بعيد ظاهرة التكفير لدى الاحزاب الأصولية. لا فرق باعتقادي بين كل تلك الاحزاب على اختلاف تلاوينها العقيدية ،ما دامت تنظر الى الدولة والى المجتمع كحق حصري لها وتغيب الاخر تماما. لا زلنا يا سامر لم ندرك بعد أن مآساتنا تنبع أساسا من تلك النظرة الاحادية والمطلقة لكل شيء. هذه النظرة التي يغيب فيها الواقع والعقل والحياة في آن معا. شكرا لملاحظتك المهمة، واعتز بنشرها على موقعي.
      مودتي وتقديري.
      مشاهدة المزيد
      18 يوليو، الساعة 01:47 صباحاً‏ · ·
    • Muna Mursal شيء منهك.....لكنه مهم
      18 يوليو، الساعة 04:10 صباحاً‏ · ·
    • Suad Issawi يسعد صباحك سامر
      جميلة المراجعة، نبشت بالجرح
      كلنا ابناء تجاربنا، وقد استفدنا منها رغم مرارتها
      فعلا وكأنه كان على اعينننا غمامه
      تحياتي لك
      18 يوليو، الساعة 06:02 صباحاً‏ · ·
    • دنيس اسعد Denes Asaad ابو شريك تحليلك للوضع الذي كان مهم جدا لمن عاش المرحلة ومهم كتوثيق لحالة ما زلنا نعيش يوميا نتائجها-لم انتمي يوما الى حزب يساري بالشكل الذي تصفه ولكن رأيت من الخارج الظواهر التي تصفها-تحياتي
      18 يوليو، الساعة 10:37 صباحاً‏ · · شخص واحدجاري التحميل... ·
    • Souma Husien
      انا كذلك لم انتم يوما الى حزب الا اني يساريه ..
      دراستك موضوعيه وواقعيه جدا
      رغم كل ماذكرته من وقائع وحقائق وتغير في بعض الناس او اكثر الناس الذين رضعوا من ثدي الشيوعيه واليسار القومي الا اني كنت اتمنى ان يتتلمذ الجيل الجديد والذي قبله على نف...س المفاهيم او اغلبها .. فاضمحلال هذه المفاهيم وثقافة اليسار التي عمت العالم والوطن العربي بالذات والداخل اكثر اعطت فرصه لمتسربي الدين والترهات لتدخل على رؤس الشباب
      افاجأ كل مرة من جديد عندما يدخل شاب في مقتبل العمر بجدال عسير عن موضوع سياسيي او اجتماعي به ويعيد فقط ما سمعه من ذلك الشيخ او تلك المحطه الفضائيه المحرضه
      اجل الثقافه في تراجع شديد ولا نستطيع ان ننكر فضل البترول في ذلك
      انا شخصيا اعرف اشخاصايساريين حتى النخاع لم يغيرهم شيء رغم المظاهر "الرأسماليه"
      واعرف ذلك الشحص الذي تتلمذ على يد الشيوعيين ونال ثقافته العاليه في الخارج على حسابهم وعندما لم ينل ما يريد من منصب بشكل شخصي اسس حزبا يقرب اليمين ويغازل الاحزاب الدينيه
      مفارقات في الناس و البشر
      مشاهدة المزيد
      19 يوليو، الساعة 02:02 مساءً‏ · ·
    • Faten Hammody
      كتابة من واقع الوجع
      ذاكرة تفور بصور و خطوات
      و أنفاس
      و مآلات
      البشر... See More
      ...من يكون الشاهد؟مشاهدة المزيد
      22 يوليو، الساعة 05:47 مساءً‏

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen