Seiten

Sonntag, 12. September 2010

بلا عنوان/يترك العنوان لكم/اقصوصة

منذ ان كان صغيرا لا يتذكر الا صورة والده المعلقة علي حائط منزلهم المتهالك في المخيم.وكلمات جدته وهي تبحلق في الصورة مدمعة:لقد استشهد في معركة الكرامة من اجل الوطن والثورة . كبر وكبر معه الوطن،لم يعد الوطن صورة  لوالده معلقة علي الحائط،او خريطة مطرزة كتب عليها اسم قريته التي هجروا منها،بل بات فعلا يوميا يمارسه منذ ان التحق بالقواعد،وتدرج ضمنها حتى بات قائدا يشار له بالبنان.وترادف مع ذلك استكماله لتحصيله العلمي وتخرجه من كلية القانون.سنوات طوال كان محبوبا من القاعدة ،قريبا منهم،نظيف الكف،حاسم في خياراته،لا يحتمل المواقف المتلونة،مرهوب الجانب من القيادة التي كان قريبا منها لكنه لم يكن محسوبا عليها،انما محسوب علي قناعاته هو وفقط.ورغم حديته في العمل وصرامته مع الاخرين،لم يكن ذلك حاله مع زوجته.فقد كان رقيقا حالما،عاشقا لها،يختلس الدقائق ليدون ابياتا من الغزل والعشق.لم ينشرها ولم يطلعها عليه،لكنه كان يبثها حبه وهي غافية الى جانبه.لم يصطدم معها قط.كانت الحاكمة بامر الله في المنزل،وسيدته بلا منازع.لكنه لم يكن ضيفا عليها،فكثيرا ما كانت تستيقظ من النوم لتجده اعد الفطار وحضر قهوة الصباح،وحين حملت بطفلتهما الاولى اقسم اغلظ الايمان ان لا تدوس المطبخ او تعمل في البيت،وحمل عمل البيت كاملا علي كتفيه.تكرر الامر مع كل حمل،ورغم ان ذريته اقتصرت علي اربع بنات،الا انه كان فرحا بهن كان دائما ما يردد: رزقني الله اربع اميرات يساوين جيشا من الجنود. ،.
ما ان حطت الثورة في مقعد اوسلو،حتى جاهر علنا بمعارضته للاتفاق،وحينما عاد من عاد الى الوطن عاد معهم،دون ان تلين معارضته السياسية.هناك في الوطن تم تهميشه خطوة خطوة،لينتهي به المقام في المنزل،بعيدا عن كل ما افنى عمره من اجله.لم ييأس أو يستكين او يخفت صوته، شحذ ادواته واسس جمعبة معنية بالدفاع عن حقوق المواطن ضد الانتهاكات التي يتعرض لها على يد الاجهزة الامنية ,وبات كالنحلة لا يهدء ,ولم يكترث بالحصار المضروب من حوله،فقد بات صوته يعلو اكثر واكثر،ودون ان يدري وجد متنفسا له في الكتابة،عن البشر وحقوقهم،عن الظلم والتعسف،عن سياسات الحمقى التي تقود الجميع الى المجهول...وحذر مرارا من مصير اسود ينتظر الجميع ان لم يصح اولي الامر والممسكين على سدة القرار،لكن نداءاته ضاعت في الهواء.وتمت مضايقته اكثر فأكثر.نزح الي جنوب البلاد،وحينما استقر وشاهد سياسة التحزيب الممارسة علي الارض صرخ مبكرا محذرا من انقسام الوطن و حرب بين قوتين لم يعد يهمهما الا السيطرة على الحكم...ازداد اعداؤه واتسع عددهم،لم يعد محاربا  فقط من اولي الامر،رفاق الامس،فقد بات مطلوبا  كذلك من مناهضيهم والساعين الجدد للامساك بمقاليد الحكم،نصحه الجميع بمغادرة البلاد،فلم يعد هنالك الا الاحقاد المنفلتة من عقالها،ودمه قد يضيع بين القبائل ولن يستطيع احد منعهم عنه.ضحك قائلا:قد نختلف الى حد الاحتراب لكننا لا نأكل لحم بعضنا....في الفجر،وبينما هو نائم مع زوجته،وبناته في غرفة مجاورة،اقتحم منزله  مجموعة مقنعة...في سريره وامام زوجته وبناته افرغت ستة رصاصات في داخل فمه.....ضاع دمه بين الاخوة الاعداء...واصبح بوسترا جديدا تعلقه بناته علي الحائط قرب صورة جدهم...وهن يدندن:ثورة وياهالربع..احنا الفدائية...

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen