صبرا وشاتيلا/2/كأنه كان جدي مقتولا على قارعة الطريق
من سامر عبدالله في 14 سبتمبر، 2010، الساعة 11:03 مساءً
حين دخلنا المخيم مع فرق الاسعاف والهلال والصليب الاحمر اللبناني كان المنظر مرعبا...كأن القتلة قد أغمدوا خناجرهم قبيل فنية من الزمن...رائحة الموت تظلل كل الحارات والزواريب...فأينما وليت وجهك لا تر أي مظهر للحياةلن ترى الا جثثا على امتداد الطريق...جثثا في البيوت وعلى السلالم وفي مدخل كل زاروب...كأن الة القتل مشت بمنهجية واضحة حتى لا يفلت أحد من براثنها...أقسم بالله أنني رأيت عزرائيل يتوارى خجلا من أعيننا...لمحته يختبىء بين الانقاض باكيا...فهو وان كانت مهمته قبض الارواح لكنه فوجىء بوحشية وسادية القتلة...كانت رائحة الموت تنتشر في اذياله وانين الضحايا يواكب خطواته المسرعة في الهرب...وأكاد أقسم أيضا أننا شاهدنا ابليس الملعون يبحث عن ملجأ يحميه من القتل الذي لم يفرق بين انس ودابة وحتى جن...كان يرتعد خوفا ويدمدم لقد وسوست لهم أن يقتلوا لكنهم لم يقتلوا فقط بل أبادوا ونكلوا بالجميع وبوحشية ودم بارد...لقد كان يقسم أنه منهم براء فقد فاقوا وسواسه الخناس وأصبحوا هم الشيطان مجسدا في هيئة جلاد....
لم ندر ماذا نفعل..نولول أم نصرخ أم نبحث عن أحياء أخطأتهم سكاكين ورشاشات القتلة...أم نحمل جثثا قد بدأت تتحلل وتتعفن..أم نتعرف على وجوه من ضلعت ملامحهم من الرعب المرسوم على وجوههم...لم أستطع البكاء ولا الصراخ...من هول الرعب اختفى صوتي وتحجرت ادمعي....بتنا نركض يمينا ويسارا على غير هدى...نتلاطم ببعض ونأمل أن يأتي من يلطمنا على وجوهنا ويقول :أفيقوا هذا ليس الا كابوسا أسود....لكن الكابوس المرعب كان حقيقة ارتعب منها الشياطين والجن....
لم نعد نحس برائحة الدم والموت فقد تغلغلت حتى احتلت ارواحنا وبقيت حتى الان...كنت امشي ببطء مذهولا الى أن وصلت قريبا من الزاروب الذي يقطن فيه جدي وجدتي...كنت أرتجف من الخوف ولم أعد قادرا على الاقتراب أكثر خاصة حينما لمحت جثة كهل ملقية في أول الدخلة...سقطت على الأرض كقطعة طوب..لم تعد قدماي تحملني ...أهذا جدي..أم شبه لي..من بعيد كان جدي...نفس الطول والملامح وحتى ملابس البيت المخططة...زحفت بين الضحايا لانني لم أعد قادرا على الوصول اليه ماشيا..وكلما اقتربت كان يقيني يزداد...نعم هو جدي وحيدا دون جدتي التي شاركته رحلة اللجوء المميتة...حينما وصلت اليه اكتشفت انه جدي/وليس جدي...كان يشبهه كثيرا الى حد التطابق مع أن ملامح الرعب قد تخشبت بعد أن ارتسمت على وجهه حينما قتله الجلاد بدم بارد....لم أدر هل أفرح لأن الضحية لم يكن هو، أم أبكي على جد ربما كان جدي في يوم من الأيام....
لم ندر ماذا نفعل..نولول أم نصرخ أم نبحث عن أحياء أخطأتهم سكاكين ورشاشات القتلة...أم نحمل جثثا قد بدأت تتحلل وتتعفن..أم نتعرف على وجوه من ضلعت ملامحهم من الرعب المرسوم على وجوههم...لم أستطع البكاء ولا الصراخ...من هول الرعب اختفى صوتي وتحجرت ادمعي....بتنا نركض يمينا ويسارا على غير هدى...نتلاطم ببعض ونأمل أن يأتي من يلطمنا على وجوهنا ويقول :أفيقوا هذا ليس الا كابوسا أسود....لكن الكابوس المرعب كان حقيقة ارتعب منها الشياطين والجن....
لم نعد نحس برائحة الدم والموت فقد تغلغلت حتى احتلت ارواحنا وبقيت حتى الان...كنت امشي ببطء مذهولا الى أن وصلت قريبا من الزاروب الذي يقطن فيه جدي وجدتي...كنت أرتجف من الخوف ولم أعد قادرا على الاقتراب أكثر خاصة حينما لمحت جثة كهل ملقية في أول الدخلة...سقطت على الأرض كقطعة طوب..لم تعد قدماي تحملني ...أهذا جدي..أم شبه لي..من بعيد كان جدي...نفس الطول والملامح وحتى ملابس البيت المخططة...زحفت بين الضحايا لانني لم أعد قادرا على الوصول اليه ماشيا..وكلما اقتربت كان يقيني يزداد...نعم هو جدي وحيدا دون جدتي التي شاركته رحلة اللجوء المميتة...حينما وصلت اليه اكتشفت انه جدي/وليس جدي...كان يشبهه كثيرا الى حد التطابق مع أن ملامح الرعب قد تخشبت بعد أن ارتسمت على وجهه حينما قتله الجلاد بدم بارد....لم أدر هل أفرح لأن الضحية لم يكن هو، أم أبكي على جد ربما كان جدي في يوم من الأيام....
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen