شهريار يتحدى موسوعة غينيس/قصة قصيرة
من سامر عبدالله في 06 يوليو، 2010، الساعة 06:51 مساءً
شهريار يتحدى موسوعة غينيس/قصة قصيرة
اصاب شهريار الغضب حينما علم بأمر موسوعة غينيس للارقام القياسية.خاصة حينما علم أن كل الامم قد تسابقت لتسجل سبقا لها على صقحات الموسوعة.جمع اهل الحل والربط،الوزراء والحكماء،قواد الجيش وزعماء العشائر،الامراء والفقراء....اتى بهم ليشوروا عليه ماذا يفعل،وكيف سيخلد اسمه على مر القرون.تسابق الحمع على ابداء النصيحة:نبني أعلى برج في العالم....ناطحة سحاب نخصصها لمن لا بيت له وفد باتوا ثلث الشعب...أضخم سفينة حتى تستوعب كل الواقفين على ابواب السفارات طالبين للهجرة...أطول شارع،...اكبر جامعة مجانية وقد بات المتعلمون اقل من 5 بالمئة من الشعب...اكبر مستشفى لعلاج الشعب الذي فتكت به الاوبئة والامراض...او ملجأ للايتام اللذين فاضت بهم الشوارع...او اكبر سور يحيط بالبلاد لمنع الشعب من الهروب من الجنة.....
استمع شهريار الى جميع الاقتراحات لكنها لم تعجبه ،فهي اما تحتاج للمال او الوقت وكلاهما غير متوفر.وسط اليأس الذي انتاب شهريار قفز المهرج الى المقدمة مبتسما وطالبا الاذن في الحديث.وسط استهزاء كبار رجال الدولة وضحكاتهم أذن له شهريار في الكلام.بعد ان قبل قدمي الملك ودعى له بطول العمر والخلود قال:"سيدي شهريار لم لا تتحداهم في اثبات انك الاكثر فحولة في هذا الكون،وبوسعك الفوز في ذلك بكل بساطة،تاريخ اجدادك ملهم لك في هذا وفحولة قومنا قد ذاع صيتها بين الامم.ولن يكلفك الاقتراح مالا فالنساء تملئن القصور والغلمان فى كل مكان.أعجبت الفكرة شهريار ودعى صفوة القوم الى اجتماع مغلق.
في الاجتماع اصدر شهريار الفرمانات المتلاحقة لاخراج الحدث امام العالم بما يليق بالملك والمملكة.اولا تقوم القنوات الفضائية وعددها يفوق الخمسمئة بالاعلان عن الحدث الهام طيلة اوقات البث،وتسخر القنوات الارضية والاذاعات للدعوة للملك بالنصر واعلاء كلمة الحق،ويطلب من الشعب اقامة الصلاوات وتلاوة الادعية والتبرع للخزينة من أجل انجاح أهم تحد يواجه البلاد وتغطية المصاريف الضخمة التي تتطلبها الاحتفالات بعد اتمام النصر باذن الله.اما الجيش والامن فعليه ان يبقى يقظا خوفا من ان يستغل الاعداء انشغال الملك في التحضير لهذه المنازلة الهامة واثارة القلاقل وتقويض الحكم..ومن اجل هذا اعلنت الاحكام العرفية ومنع التجول طيلة النهار والليل ماعدا ساعات محدودة يعلن عنها يوميا.ومن يقبض عليه بتهمة الاخلال بالامن يخصى ويلحق بجيش الخصيان اما زوجته وبناته فيلحقن بالجواري.
اختلى شهريار بنفسه وقد هاله الورطة التي أوقع نفسه فيها.أرسل وراء زوجاته الاربعة وعشيقاته الاربعين وما ملكت يمينه من الجواري والغلمان وعددهم يفوق الاربعمئة وخاطبهم مزمجرا:نحن امام امتحان كبير يمتحننا الله به،فاما ان نكون وتقوم لأمتنا قائمة،واما ان تلوكنا الامم الاخرى وتستبيحنا،وهذا الامر متوقف عليكم جميعا يجب ان تبدؤا بالاستعداد لاجتياز هذا الحدث الضخم ،منذ اليوم عليكم جميعا طبخ ما يقوي ويجعلني قادرا على انجاز النصر....كل انواع المقويات والمنشطات مطلوب الاكثار منها...اللوز والبندق والسمك والبهارات والزنجبيل والخلطات الشعبية والجينسنغ و.......كلها يجب الاكثار منها وفي كل الاوقات....
رغم كل الاستعدادات والتحضيرات الا أن شهريار كان متوجس القلب وجلا من الغد...لهذا أمر باحضار أكفأ من في البلاد من المنجمين والعرافة.مثلت العرافة بين يدي شهريار نظرت الى كفه وضربت الودع ووشوشت الرمل وقرأت له الطالع على ماء بيضاء ثم بدأت بالحديث:"أطال الله عمر مولاي ونصره على أعدائه ورد كيدهم الى نحورهم.اني اراك منصورا باذن الله،ستمر عليك كل نساء القصر وما ملكت يمينك...اني اراهم يدخلون بالتتابع الى مخدعك المهيب....وأرى الشعب كله ينصت الى القران ويدعو لك...ويتسابقون لحمل موكبك المهيب...."سر شهريار من العرافة وأمر لها بجزيل العطايا.عندئذ تقدم المنجم وأخرج مجموعة من المخطوطات والخرائط وصورا من لاقمار الصناعية ومن اضخم التلسكوبات...فردها جميعا على الطاولة ويدء حديثه:"مولاي وسيدي،ملك الملوك وسيد الكون ارى أن نجمك قد علا حتى بدا مضيئا في السماء وقد دخل نجمك مدار الجوزاء وخرج من مدار الحمل...اني اراك منصورا باذن الله وسيعز الله جندك ويجعلك تنتصر على القوم الكافرين،ان ارى طوابيرا من النساء والغلمان تمتد اميالا واميال..تدخل مخدعكم متسارعين واراهم قد خرجوا منه غير قادرين على الحراك ،هدهم التعب ،وكان صقرا قد نال منهم...وارى موكب النصر يبدء من مخدعك وينتهي على اسوار المدينة،موكب مهيب يتقدمه حملة الاعلام والرايا...،قارعو الطبول وضاربو الدفوف...حملة البخور وشيوخ الدين ومقرئون القران...وارك محمولا على الأكف بوجل ومهابة وصمت وموكبكم يتقدم حتى يتوقف في ساحة كبيرة في أطراف العاصمة،يتجمع فيها الخلق كيوم الحشر."فرح شهريار بكلام المنجم وأمر بصرف الف الف دولار مكافأة له على سعة علمه.
ومن ضمن الاسنعدادات لضمان النجاح الكامل لليوم الموعود نشر مجلس الوزراء اعلانا بثته كافة وسائل الانباء المسموعة والمقروءة والمرئية دعا فيه كل انثى للاشتراك في مسابقة لاختيار عشر حسناوات ستضحك لهن الدنيا وتستجيب لدعوات امهاتهن حيث سيكن اول عشرة يدخل عليهن شهريار في اليوم المنتظر.وحدد الاعلان ان تكون المشتركة جميلة و أن لا يكون عمرها أقل من ثمانية عشر عاما وبكرا وخالية من الايدز والسيلان والامراض الجنسية وانفلونزا الطيور والخنازير وأية أمراض معدية أخرى.
اتى اليوم الموعود...الالاف من مراسلي الصحف والقنوات الفضائية العربية والاجنبية ضاقت بهم باحات الفصر،صحون الارسال ركبت على عجل،مدت التمديدات الكهربائية وحضرت الكاميرات ومعدات الاضاءة...اما خارج القصر فكانت حشود المواطنين لا تحصى...مئات الالاف من النسوة الممزقة الثياب والرجال شبه الغراة والاطفال الحفاة يتجمعون بصمت ينتظرون انتهاء المسرحية/الملهاة عل شهريار يأمر بتوزيع الطعام عليهم احتفالا بالنصر.تم تجهيز الالعاب النارية التي استوردت خصيصا من اليابان للاحتفال فور اعلان النتيجة...اراد شهريار أن يسجل نصره بأحلى صورة في دفاتر التاريخ.
ثبتت الكاميرات على ابواب القصر وداخل اروقته،وأقيم حاجزا زجاجيا يفصل مخدع شهريار عن غرفة حضرت لاعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من عشرة أشخاص نصفهم مكون من ملكات جمال الكون والنصف الاخر من نجوم عالميين جلسوا على ارائك فخمة أمام مخدع الملك،فاغرين أفواههم من الدهشة مما يرونه:سريرا ذهبيا ضخما مطعما بالصدف والعاج والابنوس...اربعة خصيان يقفون على جانبي السرير على استعداد لتلبية أي اشارة من شهريار...اوعية البخور والمسك تملأ المكان...ثريات ضخمة من الذهب والكريستال الاصلي تحيل المخدع المظلم الى نهار مشع ....اوعية من الفاكهة كأنها قطفت للتو من الجنه وضعت على طاولة جانبا...قوارير مذهبة تحوي نبيذا وماء الورد ......الجميع كان ينظر الى المخدع منتظرا ولوج شهريار الىه .
بعد طول انتظار أطل شهريار على الجموع المحتشدة محييا.كان يرتدي عباءة مقصبة بالذهب وجلبابا من الحرير الهندي.تلا الفاتحة على نية التوفيق والنصر وأعطى اشارة البدء ثم اختفى داخل مخدعه.اصطفت الفتيات العشرة في المقدمة...أريد لهن أن يكن فاتحي الشهية للملك...تبعتهن زوجات الملك ثم محظياته وعشيقاته ثم الجواري واخير الغلمان والمخصيين...طابور امتد من باب المخدع حتى سور القصر الخارجي...احاط به الجند وحاملي السيوف والحراب حماية للمنضويين فيه.كانت تلك هي المرة الاولى التي يرى فيها الشعب بطانة الملك ونسائه وغلمانه.
أعطيت التعليمات بتحرك الطابور وكل من ينهي عمله يصطف على باب المخدع الخارجي بنقس التراتب حتى تعطى اشارة النهاية وتبدء احتفالات النصر.تحضر الحكام وساد الصمت كل انحاء البلاد...حتى صريخ طفل رضيع لم يعد يسمع.الفتاة الاولى كانت اية من الجمال لا ترتدي سوي ثوبا من الشيفون الشفاف...دخلت المخدع مرتجفة مرعوبة...فهي أول قربان يقدم لشهريار من اجل تحريض فحولته على الفتك بكل المصطفين خلفها.ما ان افتربت من السرير ولمحها الملك حتى ثارت غرائزه واصبح كالدب المفترس خطفها ورماها على السرير...مزق الغلالة الرقيقة التي تلف جسدها المرتجف..ثم قفز فوقها مزمجرا...قفزت لجنة التحكيم من ارائكها الوثيرة واقتربوا من الفاصل الزجاجي لتسجيل عملية الايلاج والقذف وتدوينها في دفتر غينيس الرسمي...ما ان علت زمجرة شهريار توقفت دقات القلوب بانتظار صرخة القربان التي اريد لها أن تكون مدوية...الا أن الصرخة لم تصدر وسرعان ما همد جسد شهريار وانسلت الفتاة من تحته....لم يفهم احدا ما حدث الا الفتاة وشهريار ولجنة التحكيم...الامر تكرر مع كل من اصطف في الطابور ...الجميع خرج منكس الرأس جزعا مما حدث...أما شهريار فلم ينبس بحرف واحد...انقلب على قفاه دون صوت أو حركة...
نظرت لجنة التحكيم الى بعضها البعض وسجلت جملة واحدة في دفتر غينيس:فشل شهريار في الامتحان ولم يستطع جماع حتى فتاة واحدة.لملمت اللجنة اوراقها وتوجه رئيسها الى وسائل الاعلام لاعلان النتيجة.اما شهريار فقد بقي هامدا دون حراك...وما ان بدء رئيس اللجنة في قراءة قرارها حتى تحرك موكبا مهيبا من القصر يتقدمه الوزراء والقواد والشخصيات العامة ثم نساء القصر المتشحات بالسواد والجواري والغلمان والجند حاملين تابوتا ضم جسد شهريار الذي مات من القهر والغم...توجه الموكب الى المقبرة الملكية على اطراف المدينة وسط ذهول الشعب وجميع المراقبين...لقد سجل منذ ذلك الحين ان شهريار سقط في الامر الوحيد الذي يجيده...وما زالت ذرية شهريار يبحثون عن فحولتهم الضائعة في جنبات الطرق وحواري المدينة ومواخير العاهرات
اصاب شهريار الغضب حينما علم بأمر موسوعة غينيس للارقام القياسية.خاصة حينما علم أن كل الامم قد تسابقت لتسجل سبقا لها على صقحات الموسوعة.جمع اهل الحل والربط،الوزراء والحكماء،قواد الجيش وزعماء العشائر،الامراء والفقراء....اتى بهم ليشوروا عليه ماذا يفعل،وكيف سيخلد اسمه على مر القرون.تسابق الحمع على ابداء النصيحة:نبني أعلى برج في العالم....ناطحة سحاب نخصصها لمن لا بيت له وفد باتوا ثلث الشعب...أضخم سفينة حتى تستوعب كل الواقفين على ابواب السفارات طالبين للهجرة...أطول شارع،...اكبر جامعة مجانية وقد بات المتعلمون اقل من 5 بالمئة من الشعب...اكبر مستشفى لعلاج الشعب الذي فتكت به الاوبئة والامراض...او ملجأ للايتام اللذين فاضت بهم الشوارع...او اكبر سور يحيط بالبلاد لمنع الشعب من الهروب من الجنة.....
استمع شهريار الى جميع الاقتراحات لكنها لم تعجبه ،فهي اما تحتاج للمال او الوقت وكلاهما غير متوفر.وسط اليأس الذي انتاب شهريار قفز المهرج الى المقدمة مبتسما وطالبا الاذن في الحديث.وسط استهزاء كبار رجال الدولة وضحكاتهم أذن له شهريار في الكلام.بعد ان قبل قدمي الملك ودعى له بطول العمر والخلود قال:"سيدي شهريار لم لا تتحداهم في اثبات انك الاكثر فحولة في هذا الكون،وبوسعك الفوز في ذلك بكل بساطة،تاريخ اجدادك ملهم لك في هذا وفحولة قومنا قد ذاع صيتها بين الامم.ولن يكلفك الاقتراح مالا فالنساء تملئن القصور والغلمان فى كل مكان.أعجبت الفكرة شهريار ودعى صفوة القوم الى اجتماع مغلق.
في الاجتماع اصدر شهريار الفرمانات المتلاحقة لاخراج الحدث امام العالم بما يليق بالملك والمملكة.اولا تقوم القنوات الفضائية وعددها يفوق الخمسمئة بالاعلان عن الحدث الهام طيلة اوقات البث،وتسخر القنوات الارضية والاذاعات للدعوة للملك بالنصر واعلاء كلمة الحق،ويطلب من الشعب اقامة الصلاوات وتلاوة الادعية والتبرع للخزينة من أجل انجاح أهم تحد يواجه البلاد وتغطية المصاريف الضخمة التي تتطلبها الاحتفالات بعد اتمام النصر باذن الله.اما الجيش والامن فعليه ان يبقى يقظا خوفا من ان يستغل الاعداء انشغال الملك في التحضير لهذه المنازلة الهامة واثارة القلاقل وتقويض الحكم..ومن اجل هذا اعلنت الاحكام العرفية ومنع التجول طيلة النهار والليل ماعدا ساعات محدودة يعلن عنها يوميا.ومن يقبض عليه بتهمة الاخلال بالامن يخصى ويلحق بجيش الخصيان اما زوجته وبناته فيلحقن بالجواري.
اختلى شهريار بنفسه وقد هاله الورطة التي أوقع نفسه فيها.أرسل وراء زوجاته الاربعة وعشيقاته الاربعين وما ملكت يمينه من الجواري والغلمان وعددهم يفوق الاربعمئة وخاطبهم مزمجرا:نحن امام امتحان كبير يمتحننا الله به،فاما ان نكون وتقوم لأمتنا قائمة،واما ان تلوكنا الامم الاخرى وتستبيحنا،وهذا الامر متوقف عليكم جميعا يجب ان تبدؤا بالاستعداد لاجتياز هذا الحدث الضخم ،منذ اليوم عليكم جميعا طبخ ما يقوي ويجعلني قادرا على انجاز النصر....كل انواع المقويات والمنشطات مطلوب الاكثار منها...اللوز والبندق والسمك والبهارات والزنجبيل والخلطات الشعبية والجينسنغ و.......كلها يجب الاكثار منها وفي كل الاوقات....
رغم كل الاستعدادات والتحضيرات الا أن شهريار كان متوجس القلب وجلا من الغد...لهذا أمر باحضار أكفأ من في البلاد من المنجمين والعرافة.مثلت العرافة بين يدي شهريار نظرت الى كفه وضربت الودع ووشوشت الرمل وقرأت له الطالع على ماء بيضاء ثم بدأت بالحديث:"أطال الله عمر مولاي ونصره على أعدائه ورد كيدهم الى نحورهم.اني اراك منصورا باذن الله،ستمر عليك كل نساء القصر وما ملكت يمينك...اني اراهم يدخلون بالتتابع الى مخدعك المهيب....وأرى الشعب كله ينصت الى القران ويدعو لك...ويتسابقون لحمل موكبك المهيب...."سر شهريار من العرافة وأمر لها بجزيل العطايا.عندئذ تقدم المنجم وأخرج مجموعة من المخطوطات والخرائط وصورا من لاقمار الصناعية ومن اضخم التلسكوبات...فردها جميعا على الطاولة ويدء حديثه:"مولاي وسيدي،ملك الملوك وسيد الكون ارى أن نجمك قد علا حتى بدا مضيئا في السماء وقد دخل نجمك مدار الجوزاء وخرج من مدار الحمل...اني اراك منصورا باذن الله وسيعز الله جندك ويجعلك تنتصر على القوم الكافرين،ان ارى طوابيرا من النساء والغلمان تمتد اميالا واميال..تدخل مخدعكم متسارعين واراهم قد خرجوا منه غير قادرين على الحراك ،هدهم التعب ،وكان صقرا قد نال منهم...وارى موكب النصر يبدء من مخدعك وينتهي على اسوار المدينة،موكب مهيب يتقدمه حملة الاعلام والرايا...،قارعو الطبول وضاربو الدفوف...حملة البخور وشيوخ الدين ومقرئون القران...وارك محمولا على الأكف بوجل ومهابة وصمت وموكبكم يتقدم حتى يتوقف في ساحة كبيرة في أطراف العاصمة،يتجمع فيها الخلق كيوم الحشر."فرح شهريار بكلام المنجم وأمر بصرف الف الف دولار مكافأة له على سعة علمه.
ومن ضمن الاسنعدادات لضمان النجاح الكامل لليوم الموعود نشر مجلس الوزراء اعلانا بثته كافة وسائل الانباء المسموعة والمقروءة والمرئية دعا فيه كل انثى للاشتراك في مسابقة لاختيار عشر حسناوات ستضحك لهن الدنيا وتستجيب لدعوات امهاتهن حيث سيكن اول عشرة يدخل عليهن شهريار في اليوم المنتظر.وحدد الاعلان ان تكون المشتركة جميلة و أن لا يكون عمرها أقل من ثمانية عشر عاما وبكرا وخالية من الايدز والسيلان والامراض الجنسية وانفلونزا الطيور والخنازير وأية أمراض معدية أخرى.
اتى اليوم الموعود...الالاف من مراسلي الصحف والقنوات الفضائية العربية والاجنبية ضاقت بهم باحات الفصر،صحون الارسال ركبت على عجل،مدت التمديدات الكهربائية وحضرت الكاميرات ومعدات الاضاءة...اما خارج القصر فكانت حشود المواطنين لا تحصى...مئات الالاف من النسوة الممزقة الثياب والرجال شبه الغراة والاطفال الحفاة يتجمعون بصمت ينتظرون انتهاء المسرحية/الملهاة عل شهريار يأمر بتوزيع الطعام عليهم احتفالا بالنصر.تم تجهيز الالعاب النارية التي استوردت خصيصا من اليابان للاحتفال فور اعلان النتيجة...اراد شهريار أن يسجل نصره بأحلى صورة في دفاتر التاريخ.
ثبتت الكاميرات على ابواب القصر وداخل اروقته،وأقيم حاجزا زجاجيا يفصل مخدع شهريار عن غرفة حضرت لاعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من عشرة أشخاص نصفهم مكون من ملكات جمال الكون والنصف الاخر من نجوم عالميين جلسوا على ارائك فخمة أمام مخدع الملك،فاغرين أفواههم من الدهشة مما يرونه:سريرا ذهبيا ضخما مطعما بالصدف والعاج والابنوس...اربعة خصيان يقفون على جانبي السرير على استعداد لتلبية أي اشارة من شهريار...اوعية البخور والمسك تملأ المكان...ثريات ضخمة من الذهب والكريستال الاصلي تحيل المخدع المظلم الى نهار مشع ....اوعية من الفاكهة كأنها قطفت للتو من الجنه وضعت على طاولة جانبا...قوارير مذهبة تحوي نبيذا وماء الورد ......الجميع كان ينظر الى المخدع منتظرا ولوج شهريار الىه .
بعد طول انتظار أطل شهريار على الجموع المحتشدة محييا.كان يرتدي عباءة مقصبة بالذهب وجلبابا من الحرير الهندي.تلا الفاتحة على نية التوفيق والنصر وأعطى اشارة البدء ثم اختفى داخل مخدعه.اصطفت الفتيات العشرة في المقدمة...أريد لهن أن يكن فاتحي الشهية للملك...تبعتهن زوجات الملك ثم محظياته وعشيقاته ثم الجواري واخير الغلمان والمخصيين...طابور امتد من باب المخدع حتى سور القصر الخارجي...احاط به الجند وحاملي السيوف والحراب حماية للمنضويين فيه.كانت تلك هي المرة الاولى التي يرى فيها الشعب بطانة الملك ونسائه وغلمانه.
أعطيت التعليمات بتحرك الطابور وكل من ينهي عمله يصطف على باب المخدع الخارجي بنقس التراتب حتى تعطى اشارة النهاية وتبدء احتفالات النصر.تحضر الحكام وساد الصمت كل انحاء البلاد...حتى صريخ طفل رضيع لم يعد يسمع.الفتاة الاولى كانت اية من الجمال لا ترتدي سوي ثوبا من الشيفون الشفاف...دخلت المخدع مرتجفة مرعوبة...فهي أول قربان يقدم لشهريار من اجل تحريض فحولته على الفتك بكل المصطفين خلفها.ما ان افتربت من السرير ولمحها الملك حتى ثارت غرائزه واصبح كالدب المفترس خطفها ورماها على السرير...مزق الغلالة الرقيقة التي تلف جسدها المرتجف..ثم قفز فوقها مزمجرا...قفزت لجنة التحكيم من ارائكها الوثيرة واقتربوا من الفاصل الزجاجي لتسجيل عملية الايلاج والقذف وتدوينها في دفتر غينيس الرسمي...ما ان علت زمجرة شهريار توقفت دقات القلوب بانتظار صرخة القربان التي اريد لها أن تكون مدوية...الا أن الصرخة لم تصدر وسرعان ما همد جسد شهريار وانسلت الفتاة من تحته....لم يفهم احدا ما حدث الا الفتاة وشهريار ولجنة التحكيم...الامر تكرر مع كل من اصطف في الطابور ...الجميع خرج منكس الرأس جزعا مما حدث...أما شهريار فلم ينبس بحرف واحد...انقلب على قفاه دون صوت أو حركة...
نظرت لجنة التحكيم الى بعضها البعض وسجلت جملة واحدة في دفتر غينيس:فشل شهريار في الامتحان ولم يستطع جماع حتى فتاة واحدة.لملمت اللجنة اوراقها وتوجه رئيسها الى وسائل الاعلام لاعلان النتيجة.اما شهريار فقد بقي هامدا دون حراك...وما ان بدء رئيس اللجنة في قراءة قرارها حتى تحرك موكبا مهيبا من القصر يتقدمه الوزراء والقواد والشخصيات العامة ثم نساء القصر المتشحات بالسواد والجواري والغلمان والجند حاملين تابوتا ضم جسد شهريار الذي مات من القهر والغم...توجه الموكب الى المقبرة الملكية على اطراف المدينة وسط ذهول الشعب وجميع المراقبين...لقد سجل منذ ذلك الحين ان شهريار سقط في الامر الوحيد الذي يجيده...وما زالت ذرية شهريار يبحثون عن فحولتهم الضائعة في جنبات الطرق وحواري المدينة ومواخير العاهرات
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen