Seiten

Montag, 13. September 2010

عندمايهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 7/القسم 2: قيادة شهريارية وقاعدة تصبوللشهادة

عندمايهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 7/القسم 2: قيادة شهريارية وقاعدة تصبوللشهادة

من سامر عبدالله‏ في 11 أغسطس، 2010‏، الساعة 11:43 مساءً‏‏

عندمايهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 7/القسم 2:
قيادة شهريارية وقاعدة تصبوللشهادة

لا اسعى هنا لتحليل ظاهرة،أو لتعرية أحد ،أو للتقليل من شأن أيكان،ولكن ااذا اردنا ان نفهم لم يصعد الفكر الديني الان ويتراجع الفكرالتنويري لا بد من التوقف امام مكامن الخلل في تجاربنا خاصة انها تتكررالان في الوطن وان باشكال اخري وتحت عناوين تبدو مختلفة.قد تبدو العناوينقد تقادم عليها الزمن ولكن اعتقد انه من المفيد التطرق لها لاستخلاص بعض العبر.....في احدث انشقاق تعرض له اليسار الفلسطيني،كان الخلاف اساسه سياسي،وان غلف بمقولات نظرية لها علاقة ببدء تفكك الاتحاد السوفيتي ومرحلةالبروسترويكا.كان الخلاف حول اي خط سياسي يمكن انتهاجه في فترة بدءالاتصالات مع الادارة الاميركية وارهاصات مؤتمر مدريد الذي عقد في العام1991،فقد بدأت الخلافات تحتدم قبل عقده باكثر من عام بين خطين في الهيئات القيادية احدهما اتخذ موقفا يطالب بالانخراط بالعملية السياسية مع فتح وعدم مقاطعة الحوار مع الادارة الاميركية التي لاول مرة تقيم مثل هذاالحوار علنا،والذي قد ينتج عنه تسوية تفتح الابواب امام اقامة الدولةالفلسطينية ،خاصة ان المؤشرات كلها تدل علي ان العرب ماضون في اتجاه مؤتمرسلام تحت الرعاية الاميركية.وبين خط اخر وجد ان مثل هذا الحوار يجب مقاطعته وعدم الانجرار والمشاركة به.العنوان الاساسي كان سياسيا وجذرهالفعلي هو صراع بين خطين باتا واضحين خط يميل للاقتراب من التنسيق الكامل مع فتح وعدم ترك الموقف الفلسطيني رهyن الحسابات الاقليمية،وخط اخر وصف بالمتشدد رأى ان مثل هذه المراهنة خطرة وانها ستعرض الفصيل لمخاطر كبرىبسبب اجراءات انتقامية اقليمية منه.الخلاف بقي معلقا في القمة فترة طويلةدون حسم ،وكان ممكن حسمه من البداية لو توجه الطرفان الي حزبهما بنقاط الخلاف ودعيا الي مؤتمر عام لتحديد النهج السياسي الذي يجب اتباعه.لكن الطرف الممسك بالقيادة اعتقد انه مادام يملك اغلبية بسيطة في القيادة فبوسعه اجبار الاقلية علي الانصياع لوجهة نظره.وفات هؤلاء ان الخلاف لم يكن ازاء تفصيل او تكتيك صغير وانما يتمحور حول خيار استراتيجي لم يكن بالامكان حسمه ،لو كان التنظيم يملك حدا ادني من الديمقراطية الداخلية الابالرجوع لمجمل الحزب لاقرار اي سياسة يتخذها ازاء هذا التحول المفصلي.ولكن القيادة لم تكن تثق بقدرات حزبها وكادرها،وكانت تري انها الاقدر منه علي اتخاذ القرارت المصيرية.وهكذا سقطت في امتحان مدي ديمقراطيتها الداخلية،وهي ليست المرة الاولي التي تتصرف بها القيادة بدكتاتورية واضحة.فهي القيادة التاريخية للحزب وهي التي تملك البصيرة والخبرة .والمضحك المبكي ان الخلاف حينما تسرب الي عموم الحزب لم ينتقل اليه بالطرق الحزبيةالصحيحة والتي تنم عن احترام للقاعدة الحزبية وتقدير لنضجها،فقد انتقل الخلاف للاسفل بعقلية تأمرية من كلا الطرفين،وسادته اسوأ اشكال التشهيرولجأ كلاهما الي استمالة البطانة اولا ومن ثم الكادر المقرب من كل منهما وترك هذا الكادر ليخوض صراعه مع الطرف الاخر بأقذر الاساليب و اكثرهاهمجية.لقد لجأ الطرف المهيمن علي القيادة الي وصف الطرف الاخر بانه مرتبط بقيادة م.ت.ف ويسهل ولوجها نفق التسوية من بابها الامريكي مطلقا اوصاف اليمين والمنحرف عليه،بينما قام الطرف الثاني بوصف الاول بالارتهان للحسابات الاقليمية والاستقواء باجهزة المخابرات العربية لحسم الصراع الداخلي.لقد قال كل طرف في الاخر مالم يقله مالك في الخمر.وليت الامور توقفت هنا فقد بادر الطرف الممسك بالقيادة عند شعوره بخسارته بعض الاقاليم المهمة باللجوء الي السلاح واستخدام مجموعاته الامنية لاحتلال المكاتب التي اعلنت انحيازها للطرف الثاني...في اشهر قليلة تطور الخلاف السياسي الي احتراب،وظف فيه الفكر والامن والعسكر والمال وحتي العلاقات الاقليميةوالوطنية لحسم الصراع .صراع اظهر هشاشة البنيان التنطيمي.لقد كان من اهماسلحة الاستقطاب الولاء العشائري والمناطقي في العديد من الساحات.كان السباق بين الطرفين علي استمالة مفاتيح كل ساحة،فبعدها تكون الامور قدحسمت.من راقب الصراع الدموي لا بد انه اكتشف للاسف ان كل الحديث عن احزاب تقدمية ليس الا خيالا وافتراء،فحين كان الزوج يحسم خياره بالاصطفاف لصالح طرف كانت الزوجة تلحق به وبخياره وكذلك الاولاد،وما ان يحسم كادر مهم (من صفد علي سبيل المثال)موقفه حتي يتنادى ابناء صفد للحاق بخياره دون تفكير،وهكذا اظهرت هذه الازمة هشاشة التركيب الداخلي في التنظيم واعتماده علي مفاتيح فردية وعلاقات جهوية وعشائرية وقبلية،كما اظهرت الازمة حينها ان القيادة لن تسلم مقاليد السلطة بسهولة لاي كادر مهما امتلك من تجربة اونضج،والا كيف نفسر بقاء القيادة في مناصبها منذ تأسيس فصائل اليسار وحتي الان،ولا تغادرها الا بسبب الوفاة او الموت او المرض الفتاك.وكان اليساريون العرب يتندرون سابقا علي الانظمة العربية وخاصة الجمهورية ان الرئيس بها دائم الي الابد،واذ بنا نرى ان العدوي قد انتقلت اليهم فبات الامناء العامون واعضاء المكاتب السياسية خالدون الي الابد الي ان ياخذالله امانته ويتولانا برحمته،عندئذ قد يضخ دم جديد في شرايين القيادة.و
هكذا ومن تجربة باتت تتكرر في كل الفصائل اليسارية يبتدء الامربتعارض سياسي،مايلبث ان يتحول الي خلاف سياسي،تركب له ارجل وايدي ويصبح خلافا ايديولوجيا /سياسيا،وينتهي بحرب ودم وصراع قاتل او مقتول.وينتهيا لمطاف بانشقاق جديد يحمل من اليسار اسمه ويافطته بينما هو الاخر لا علاقةله باليسار وفكره وانما هو نتاج ارث يتم تقاسمه مع التنظيم الام.ولعل تجارب انشقاقات اليسار الفلسطيني تؤكد هذا الامر،فما ان ينقسم الفصيل الي قسمين،يبادر القسم الذي احتفظ بالاسم الي ملء الشواغر من المكتب السياسي واللجنة المركزية والقيادات الفرعية بقرارات ادارية من اعلي تسبغ علي البطانة المخلصة العطايا والترفيعات.اما الطرف المغادر ،والذي انشق لان الوعاء القديم غير ديمقراطي ولا علاقة له بالتجديد والدماء الشابة،نراه يعمد سريعا الي تنصيب الجزء القيادي المنشق قيادة له سرعان ما تقوم هي الاخري بتركيب لجنتها المركزية الخاصة والقيادات الفرعية...ويمكن القول ان كلا الطرفين يقومان بملء الشواغر علي ارضية المحاصصة بين اعضاء المكتب السياسي ودون ان يكون مبدأ الكفاءة هو اساس التقييم.
وهنا يستحضرني حادثةجرت في مؤتمر تأسيسي لفصيل يساري انشق هو الاخر عن التنظيم الاكثريسارية،في المؤتمر التأسيسي لولادة الفصيل الجديد اصر المكتب السياسي علي ترشيح كادر لعضوية اللجنة المركزية وقد رفض هو ترشيح نفسه،رغم هذا فلم يسمح له بسحب ترشيحه مما اضطره لوضع ورقة بيضاء حين الانتخاب،وقد نال هذاالكادر اصوات جميع المندوبين في المؤتمر الا صوته الذي حجبه عن الجميع لملاحظاته حول الية المؤتمر ذاته،وتفوق بنتيجة التصويت هذه علي جميع اعضاءالقيادة .وحين اجتمعت اللجنة المركزية لانتخاب المكتب السياسي تكررت اللعبة ذاتها حين تم ترشيحه لعضوية المكتب السياسي رغما عن ارادته،ولانه لم يكن مقتنعا بما ال اليه المؤتمر وضع ورقة بيضاء مجددا،لكن الامر الذي لفت انتباه جميع القاعدة الحزبية فور اعلان نتائج الانتخابات انه لم ينل اي صوت من اصوات اللجنة المركزية حتي الاربعة الذين اصروا علي ترشيحه حجبوا اصواتهم عنه،الامر الذي فسر بانه تحجيم لهذا الكادر وافهام الفصيل الوليد انه ليس مؤهلا لان يكون قياديا في الصف الاول رغم نيله ثقة جميعاعضاء المؤتمر.والطريف فعلا ان المناصب وزعت بين القيادة الجديدة كانهم لم يغادروا تنظيمهم القديم،وبقيت ممارساتهم وادارتهم للتنظيم كما هي وكأنك ياابو زيد ما غزيت...او تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي...
لعل هذه الحادثة توضح لنا ان المشكلة اعقد من ملائمة النظرية للبيئة المحلية فهي تتجاوزهاالي سؤال كبير هل يمكن صنع المستقبل بادوات من الماضي اكل الدهر عليها وشرب...وهو سؤال لا بد حين التطرق اليه من تناول المجتمع الفلسطيني وتكوينه ومدي انتشار الديمقراطية داخله...لعل من المفيد التطرق لبعض النقاط التي اوردها الصديق العزيز رائد دبس حول الحلقة السادسة؛-اوردت تسمية اليساروهو توصيف سياسي وليس طبقي للعلم،حتي لا نقع في فخ تسمية القوي الوطنيةوالتقدمية،وبالتالي فان كل من هو خارج هذه القوي سيكون لاوطنيا اورجعيا،وهو تقسيم قاس ولا يمكن ان نرجم به القوي الاخري حتي لو كانت من اشدخصومنا.
-لم اقل ان الخطأ كان التحالف في حد ذاته مع البرجوازية الوطنيةالفلسطينينية ،لكن الخطأ كان ان يكون التحالف علي ارضية برنامج
لبرجوازيةالسياسي وتحت قيادتها.-اما عن مسألة التنويرين العرب و استلهام تراثهم فينشر الفكر التنويري فلسطينيا وعربيا فهنا لم يكن المجتمع العربي والفلسطيني قد بدأ يتبلور طبقيا واجتماعيا وكانت افكار هؤلاء الرواد تمثل قفزة كبري في الفكر النهضوي العربي،وهنا ليس المهم انحدارهم من شرائح اجتماعية ميسورة ومتوسطة وانما يتم تصنيفهم حسب الفكر الذي يطرحونه اهوفكر يعبر عن البرجوازية او عن الطبقات المسحوقة والفقيرة والمعدمة،ولعله من المفيد هنا القول ان الكثيرين من مفكري النهضة كانوا ينتمون الي الفكرالديني المتنور وابدعوا في نشر امهات الكتب كالشيخ محمد عبده والحصري فهل نأخذ منهم موقفا معاديا بسبب انتمائهم للمدرسة الدينية.اظن انه علينا ان نفرق ما بين الفكر وانتاجه والاصول الطبقية للفرد.ولعل هذا هو الجوهرالانفتاح علي كل الفكر الانساني بغض النظر مصدره ان كان هذا الفكر تنويرياوليس ظلاميا.

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen