Seiten

Montag, 13. September 2010

عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 4/في معسكرات اليسار :غلابة يا فتح غلابة!!!!

عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 4/في معسكرات اليسار :غلابة يا فتح غلابة!!!!

من سامر عبدالله‏ في 20 يوليو، 2010‏، الساعة 09:02 مساءً‏‏
لا اسعى هنا لتحليل ظاهرة،أو لتعرية أحد ،أو للتقليل من شأن أي كان،ولكن ااذا اردنا ان نفهم لم يصعد الفكر الديني الان ويتراجع الفكر التنويري لا بد من التوقف امام مكامن الخلل في تجاربنا خاصة انها تتكرر الان في الوطن وان باشكال اخري وتحت عناوين تبدو مختلفة.قد تبدو العناوين قد تقادم عليها الزمن ولكن اعتقد انه من المفيد التطرق لها لاستخلاص بعض العبر.....

ما ادونه اليوم قسما من تجربة مررت بها،ولانها معاشة فهي قد تدعم ما تم تناوله نظريا في الحلقتين السابقتين.

عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 4

في معسكرات اليسار :غلابة يا فتح غلابة!!!!

كانت المرة الاولي التي امر بها في الشريط الحدودي، علي الحاجز الاول اصبح قلبي بين ركبتي،فهي المرة الاولي التي اري فيها قوات سعد حداد واقترب من الخصم الي هذا الحد،كنت بعيدا بضع امتار عن ارض فلسطين مررنا بجانب الشريط الفاصل وكانت البوابة نحو الوطن مفتوحة.لم اتعرض لاي سؤال علي الحاجز ومررت بسهولة لاصل الي مدينة النبطية ليلا.هنالك اوصلني سائق التاكسي الي مكتب التنظيم،الرفيق المناوب استغرب قدوم هذا الطالب اليه في منتصف الليل،توجس مني عندما اخبرته بامر الرسالة،طلب استلامها فرفضت لان المطلوب تسليمها للامين العام او لاسم محدد ،ودونهما ابتلع الرسالة او اموت.لم يفهم اصراري علي الرفض ،ولكنه في النهاية رضخ لاصراري وافهمني ان الامين العام في بيروت اما الاسم الاخر ففي صيدا ولن يتاح لي لقائه الا في الصباح فالطريق الي صيدا ليلا محفوفا بالموت والقناصة من البحر ومناطق تواجد الكتائب.
في تلك الليلة لم انم،فقد كنت متوجسا مما تخبئه لي الايام.ما ان اتى الصباح حتى اقلتنا رانجروفر الى مدينة صيدا،هنالك سلمت الرسالة للشخص المعني ووقفت انتظر.استغرب المعني بقائي،وسأل:ماذا هناك بعد؟قلت له انني اول الطلبة المتطوعين الواصلين اليكم وقد اخبرت في دمشق ان اكون تحت تصرفكم.استغرب الامر،فلم يكن قرار استدعاء الحزبيين قد عمم على منظمات لبنان بعد.اجرى بعض الاتصالات الهاتفية ثم اشار لمن احضرني ان يعيد شحني الى النبطية فهناك سيكون اول معسكر لتجميع المتطوعين من طلبة وغيرهم.ما فهمته ان الطلبة ستكون معسكراتهم الرئيسية في البقاع لقربها من الحدود مع سوريا وسهولة الوصول اليها عبر طرق التهريب،اما الاخرين فسيتم تجميعهم في الجنوب ،وشاء القدر ان افرز الي معسكر النبطية الذي اقيم في بستان لليمون والبرتقال علي اطراف النبطية.وصلت المعسكر عصرا ،كان كما يبدو لم يفتتح بعد،فهو عباره عن بضعة خيم متناثرة وسط الاشجار وعلي كتف النهر .لم يكن طاقم المعسكر قد اكتمل، استقبلنا حارس علي المدخل،وما ان دلفنا الي طريق ترابي طويل ومتعرج ومشينا به علي الاقدام اكثر من 10 دقائق حتي طالعنا بيت صغير من الحجر من غرفتين ،شبه متهالك كان مقر ادارة المعسكر.تواجد فيه مسؤول المعسكر والمدرب فقط ،وكنا ما يقارب من اربعين متطوعا،وقال :غدا ستبد أ التدريب من الساعة 6 صباحا،سيكون التدريب لمدة اسبوع بعدها سيتم فرزك للمحور الذي ستشارك فيه في القتال.
فوجئت بكلامه،فهل من المعقول ان اسبوعا من التدريب كافية لخوض معارك حياة او موت?سلمني علبة سردين ورغيف خبز و بطانيتين ،ونادي احد المتطوعين لاقتيادي الي الخيمة.هنالك كان معي 8 كنت انا الغر اكبرهم سنا،و قد مضي علي تواجدهم هنا يومان.سألتهم عن مكان المطبخ فقالوا لي لا يوجد الا المعلبات حتي الان،اما المرحاض فلم يكن الا بين الشجر،استغربت كل الامر،من الدردشة فهمت ان جميع من في المعسكر من المتطوعين الجدد،لم يكن هنالك اي حزبي الا انا ،اما البقية فهم لا يعرفون اي شيء عن التنظيم او اليسار.ولكني من شدة التعب نمت كالقتيل ،لم استيقظ الا علي ارجل تركلني وتصيح:قوم خلص،شو مفكر حالك في حضن امك.?قمت مجزوعا لافهم من الشباب ان الساعة هي السادسة صباحا وعلينا بدء التدريب.اصطففنا في سطر واحد وخاطبنا المدرب:الان سنبدأ بالمسير لمدة ساعتين ثم نعود للفطور والتدرب علي السلاح.لم اكن قد خدمت في العسكرية ابدا وليس لي دراية بالعلوم العسكرية الا ان البرنامج التدريبي بدا لي كمن يعد دجاجة للسلخ وليس لان تدافع عن نفسها.كنت الطالب الوحيد في المعسكر والبقية كانوا كما يبدو صبية اما هربوا من منازلهم او شبابا دب فيهم الحماس لكنهم لم يكونوا جميعا قد نالوا اي حصة من العلم.سألت احد المتطوعين عن الموجه السياسي للمعسكر فلم يفهم ما اقصد.كان كل ما في المعسكر يشي بانه بني علي عجل ،وان كادره لم يستكمل.سألت المدرب ان كنا نستطيع حمل ماء معنا فضحك وقال:من وين انت?حينما قلت له انني طالب في كلية الطب واؤدي الخدمة العسكرية ،قطب حاجبه وقال:انا لا احب الطلبة الجامعيين فهم بيياعين حكي وشاطرين بس في طق الحنك...اللي بدو يتدرب هون بده يكون رجال ويتحمل كل شي والا الباب بيوسع جمل.صعقت من ردة فعله،خاصة حينما صرخ بنا :رملا سر..لم افهم معني رملا الا انني شاهدت الشباب يمشون سريعا فمشيت مثلهم.ساعة كاملة من المشي صعودا وتسلقا دون ماء او استراحة،حتي بات الواحد منا اقرب للزحف.تفضل علينا المدرب بعدها بخمس دقائق استراحة ثم عاودنا المسير،ولشحذ هممنا بدأ المدرب مع كل خطوة باطلاق صرخة علي الجميع ترديدها،الصرخة الاولي لجمت لساني وظننت اني لم اسمع جيدا ،فقد صرخ فتح...فتح ..وكان علينا جميعا ترديدها.هنا صمت..فاعاد الكرة محدقا في وجوهنا وكنا قد اصبحنا علي رأس تلة علوها 5 امتار...وانتبه انني لم اردد ورائه...اوقف المسير وصرخ بي لم لا تردد ما اقول،قلت له نحن لسنا في فتح يا رفيق نحن في ....هنا جن جنونه...وابتدأ بالسباب والشتائم..وتوجه لي مخاطبا :شو مش عاجبتك فتح والله ان ما بتغنوا "غلابة يا فتح غلابة" لما راح توصلوا المعسكر الا محملين...دب الرعب في قلوب الجميع،فقد كان هو الوحيد المسلح بكلاشينكوف بيننا اما نحن فكنا بضعة صبية نرتعد مما سيفعله..بدأ الشباب بالغناء..اما انا فقد لجم الموقف لساني...لم اعد قادرا علي الغناء فقد اعتبرت الامر مهزلة ان نغني لفتح في معسكر لليسار،ولم استطع الاحتجاج علنا خوفا من ردة فعل المدرب العصبي،لكن سكوتي لم يمنحني اي طوق للنجاة .اقترب المدرب من حافة التل ونظر للاسفل،وضحك،فقد كانت التلة تشرف علي حرش من الشوك،وصرخ بالجميع:هلق بنعرف مين ابن هالثورة ومين ابن الحرام،وطلب منا القفز الواحد تلو الاخر ونحن نصرخ "عاصفة".ولم ينس ان يسحب اقسام الكلاشن...سارع الفتية للقفز،وحينما وصل الدور لي وقفت و قبل ان اصرخ لن اقفز، كنت احلق طائرا في الهواء فقد دفعني من الاعلي لاقع علي وجهي وادمي تماما.وسط ضحكاته المجلجلة في السماء.حملني الشباب الي ضفة النهر وغسلوا الدم المتدفق من كل جسدي.وسرنا صامتين الي المعسكر.ما ان وصلنا الي بناء الادارة حتي دخلت علي قائد المعسكر مطالبا بمعاقبة المدرب ومتسائلا اين نحن ومن هذا المدرب.ازداد عجبي من موقف مسؤول المعسكر الذي برر ما جرى بالقول:عليك ان تحتمل يا رفيق،فنحن بحاجة الي مدربين كثر ولا نملك منهم الا قلة وهذا المدرب امضي عمره كله في فتح والتحق بنا قبل اسابيع قليلة فقط،علينا ان نتحمله ونستفيد من خبراته.احتديت وسالته اين نحن:في معسكر لليسار ام لفتح ?اجابني ببرود كبير:يجب ان نفهم ان عهد احزاب النخبة قد انتهي وان جبهتنا هي حزب مفتوح لكل ابناء الشعب ما داموا مؤمنين بالدفاع عن الوطن ومستعدين للاستشهاد من اجله.لم استطع الرد عليه لكني قررت ان اغادر المعسكر في اول فرصة متاحة.وحتي استطيع ذلك كان لا بد ان اتجنب ذلك المدرب ،لقد بات واضحا ان المدرب لن يسمح لي مغادرة المعسكر الا للقبر.
مدة التدريب كانت 7 ايام،اما برنامجه وكما شرحه المدرب:صباحا المشي لمده ساعتين تبدأ خفيفا وتنتهي بالمشي وانت محمل بعدة قتالية كاملة.ثم تدريب نظري علي فك وتركيب الكلاشينكوف،وبعدها رماية حية ليومين.لا ادر لم شعرت ان هذا ليس تدريبا للدفاع عن الثوره انما هو ليس اكثر من مراسيم اعداد لجنازات ستلتهم معظم المتطوعين.كان المعسكر يضغط علي اعصابي
فقد كنا نحلم بمعسكرات الثوار واليسار حيث يتحلق الجميع حول نار تعانق السماء وسط صخب النقاش والجدل،وسط تلاقح الافكار والجدل وعبق السجائر والتمرد واغاني مارسيل والشيخ امام،اما ما وجدته فليس اكثر من مقبرة يجتمع فيها الصبية ويحضرون للشهادة.غادرت المعسكر قبيل انتهاء الاسبوع فقد استدعاني الامين العام لاستيضاح بعض الامور في الرسالة،حينما غادرت المعسكر تلفت ورائي فلمحت عزرائيل يطوف حول المعسكر فاركا يديه فرحا بالوليمة الدسمة التي تنتظره بعد ايام قليلة.
لعل هذا الامر جعلني استرجع اخر اللحظات قبيل المغادرة الي لبنان ،حينها كنت لا تترك خلفك الا صورة واستمارة معلومات شخصية.كان الامر كأن الجميع بات ملصقا يحضر للطباعة واللصق في زواريب المخيمات.لقد كان الجنون في القرارات التنظيمية والعسكرية واضحا...وبدا الامر وكأن اهل اليسار واهل اليمين يتسابقون في ضخ الشهداء والتفاخر بمن قدم اكثر من الاخر من شهداء ومعطوبين وجرحي في ازقة الاسواق التجارية وبيروت القديمة وليس علي الحدود وفي الصراع مع اسرائيل.وربما يكون هذا سيكون مدخلنا للحلقة الخامسة.
· · المشاركة
  • عبير علي Abir‏ و Ishraf Shiraz‏ و Suad Issawi‏ و 16‏ آخرين‏ يعجبهم هذا.
    • Souma Husien لفتت نظري كلمة شحنوني شحنوننا وكأننا اشياء ولسنا اناسا

      تأخذ الدراسه منحا اخر عندما نكون هناك تجربه شخصيه
      مساء الابداع سااامر
      20 يوليو، الساعة 10:19 مساءً‏ · ·
    • Masharqa Mohamed الله يا سامر ، اثرت المواجع ، انها شهادة اهم من كل محاولات تفسير هزيمة اليسار ولماذا وصل الى هذا الدرك من الضحالة
      20 يوليو، الساعة 10:21 مساءً‏ · · شخص واحدجاري التحميل... ·
    • Sahab Al-raheb كيفك ؟
      21 يوليو، الساعة 12:00 صباحاً‏ · ·
    • Rasem Almadhoon سامر
      الله رحمك لأن مدربك الصنديد لم يأمرك أن تأكل لحم حمار ميت 0
      21 يوليو، الساعة 12:36 صباحاً‏ · ·
    • Rasem Almadhoon للآن لا أعرف الصلة بين أكل لحم الحمار الميت والكفاءة الكفاحية!!
      21 يوليو، الساعة 12:37 صباحاً‏ · ·
    • Ma'moud Kaawash تنكأ الجراح......نتابع معك باهتمام وشوق يا سامر حتى الحلقة الخيرة إن شاء الله...بوركت يا ابن جلدتي الرائع
      21 يوليو، الساعة 01:51 مساءً‏ · ·
    • Suad Issawi فعلا اثرت المواجع
      بانتظار القادم
      تحياتي لك سامر

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen