Seiten

Sonntag, 12. September 2010

حكاية سيدنا النملاوي/قصة قصيرة/سامر عبدالله-محمد راضي عطا

حكاية سيدنا النملاوي/قصة قصيرة/سامر عبدالله-محمد راضي عطا

‏‏
حكاية سيدنا النملاوي/قصة قصيرة/سامر عبدالله-محمد راضي عطا




يحكى ان في قديم الزمان وفي سالف العصر والاوان عندما كان للقطة جناحان، أن رئيس البلاد قرر القيام بغزوات فجائية لتفقد امور الرعية علي هدى اسلافه الصالحين والائمة المباركين.وبعد تفكير وتمحيص وجد من الصواب اعلان المهرجان قبل بداية الافعال واطلاق عادة التفقد فما كان منه الا ان اعلن الصوت العالي للقصر البعيد عن احتفال يضم كل صديق وعبد وعنيد وكان الاحتفال يضم كل صنوف ( الطبيخ) وكل الحان الغناء.
وتقرر اليوم وجاء الملك يطلب النشوة والانبساط من الحضور والجواري والقيان ويقرب المشورة من خير العقول وافضل المثقفين، وابدع الشعراء واحسن الراويات واغرب القاصين والرحالة لهذا كله قرر ان تكون البداية في بيت الثقافة و وزارة الحكمة ،فهنالك منبع الكنوز والمعرفة،ومنها يتفجر شلال الحكمة.
تلثم الملك وارتدى اسمالا بالية وهبط من قصره خلسة ماشيا علي قدميه ومن النفق السحري المخصص لهروبه- ان انقلب عليه الخلق او خانه اعضاء حزبه- .وابتعد عن القصر حتى غاب عن العين من جهة ودخل اول جمع يحمل الطبل والزمر ويقدم اللحن طربا والعزف ذهبا كما يليق بملك الزمان وابنته مرجانة القلوب صاحبة العين الساحرة والابتسامة القاتلة من جهة اخرى.

لحظتها ارتاح فؤاده و اومأ لسيارة اجرة لكنها لم تتوقف،وتكرر الامر مع كل السيارات العابرة حتى الباصات والحافلات لم تعره اهتماما.فقط شاحنة واحدة وقفت اشفاقا من سائقها عليه،ولم تكن تلك الا شاحنة القمامة.اشفق عليه السائق واصعده في الخلف بجانب تلال القمامة،
وفي القصر، طرب الجمع وانشدوا وانشدو حتى ذاب الملل واعلن الجوع وطلب الطعام لكل الحضور من وزراء وخدم واعوان وقدت الاطباق على حواف من فضة والملك كان بين اكداس القمامة، ساعة كاملة امضاها الملك وسط القمامة حتى توحدت رائحته مع تلك الرائحة المقززة وبات كانه قطعة واحدة منها.لم ينتبه الملك ان شيئا علق بملابسه حينما هبط من الشاحنة كان لا يمكن التعرف عليه..لقد اصبح متسولا بجدارة.اقترب من بوابة وزارة الثقافة،وكانت رائحته تسبقه،اعترضه الحراس ودفعوه بعيدا،حينما كرر المحاولة اشبعه الحراس ركلا وضربا وكالوا له ابشع الشتائم.علا صراخه صائحا انا رئيس البلاد يا حشرات،ومع علو صراخه هبط المثقفون من مكاتبهم،تحلقوا حوله ببذاتهم الانيقة وكروشهم المتدلية وعطورهم الفخمة،باتوا يحيطون به كالسوار حول المعصم،لم يتدخل احد لانقاذه من براثن الحراس،وكلما صرخ انا الملك البلاد كانوا يضجون بالضحك والسخرية..في تلك الاثناءلم يعلم ما تسلل من ثيابه الممزقة، هو جيش من النمل.لم يحس بهم احد،انقسموا قسمان،الاول توجه الي قصر الملك،والثاني اقترب من جمهور المثقفين في ساحة الوزارة. قربت موائد الطعام امام مرحانة القلوب وسيدة نساء البلاد وجاءت الصحون مغطاة بالفضة والمرجانة تنظر وتبتسم لترى اي الخفايا يوجد تحت اغطية مائدتها
وطال الوقت وزاد الجوع بالحاشية لغياب الملك .
وغضب الملك لطول الانتظار وقسوة الضرب والسؤال
وبكت المرجانة من الجوع والصبر، وهي تنتظر الادب بعودة ابيها سريعا وعاد الملك على غير ما خرج نتنا تأكله الاوجاع والجروح
واعلن الملك ان افتحوا الاغطية ليكشف المستور ويظهر للعيان ما اخفت الصحون. كان النمل بدأفي العمل،كل في المكان الذي وصل اليه، ، غزت كل نملة مثقفا او طبقا،وتسلقت حتى دخلت من فتحة انفه الي دماغه،وبدأت تلتهم كل ما كان في طريقها...خلال ثوان قليلة كان النمل قد التهم ادمغة كل من تجمع في القصر..اما المثقفين فقد باتوا بلهاء كلما شاهدوا متسولا يصرخ : انا رئيسكم باتوا ينحنون له حتى لامست جباههم الارض... وقتها تعددت الاسئلة وزاد الهرج وقتل المرج صوت الصمت،اما في القصر فقد بلغ الغضب مداه فكيف يبتلع النمل الحقير الصغير اطنانا من الطعام ، وغضب الملك غضبا شديدا، كيف يدخل النمل الصحون وكيف يهان جمع الملك بهذه الوقاحة وصرخ بعنفوان صوته احضروا السياف وطاقم الطهاة وجب اليوم ارهاق الدم واعلان الذبح وجاء الطهاة يبكون وعلى وجوههم صفرة الخوف وعلى السنتهم لعنة الصمت ولا تحملهم ارجل ولا تقيمهم اجوبة وسأل الملك الباقي من اعوانه هل نقتلهم وهم كالخراف ام نجعل لهم للحجة سبيل ، قالوا : بل هو عدلك يا مولانا، الحجة ليحل الذبح ويتحلل الدم ولا نكون في عصبة الاثمين، سالهم الملك:من الذي فعل بالاطباق فعلته واهان السلطان وحاشيته، اجاب كبير الطهاة النمل، ازداد غيظ الملك فوق غيظه.
من ( المفتري الي خرب الطابق وخلى وجهي مثل معجون البندورة) قال احد مقشري البصل?
النمل
غضب الملك
وغضب
وغضب، قال احضروا النمل وجب القتل للاوغاد والحرق للنمل، وقتها اختلفت الوجوه
وترددت الاسئلة
جن الملك، يقتل نملا ويحرق جيشا من الفقراء والمجانين
جن الملك
ومن يومتها صار للنمل عادات وافعال يدخل قصور بعض الملوك يسرق طعامهم حينا وعقول عقلائهم حينا اخر ويصعد الي المكاتب و يحتل الغرف
ولا يترك سبيل للسؤال ويهرب.


Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen