عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 5/قابيل وهابيل يقتتلان مجددا
من سامر عبدالله في 22 يوليو، 2010، الساعة 10:49 مساءً
لا اسعى هنا لتحليل ظاهرة،أو لتعرية أحد ،أو للتقليل من شأن أي كان،ولكن ااذا اردنا ان نفهم لم يصعد الفكر الديني الان ويتراجع الفكر التنويري لا بد من التوقف امام مكامن الخلل في تجاربنا خاصة انها تتكرر الان في الوطن وان باشكال اخري وتحت عناوين تبدو مختلفة.قد تبدو العناوين قد تقادم عليها الزمن ولكن اعتقد انه من المفيد التطرق لها لاستخلاص بعض العبر.....
هذا الامر جعلني استرجع اخر اللحظات قبيل المغادرة الي لبنان ،حينها كنت لا تترك خلفك الا صورة واستمارة معلومات شخصية.كان الامر كأن الجميع بات ملصقا يحضر للطباعة واللصق في زواريب المخيمات.لقد كان الجنون في القرارات التنظيمية والعسكرية واضحا...وبدا الامر وكأن اهل اليسار واهل اليمين يتسابقون في ضخ الشهداء والتفاخر بمن قدم اكثر من الاخر من شهداء ومعطوبين وجرحي في ازقة الاسواق التجارية وبيروت القديمة وليس علي الحدود وفي الصراع مع اسرائيل.قد يعتقد البعض ان في الامر مبالغة،لكن هذا ما لمسته من سؤال كان يتردد دوما وفي كل الكتائب العسكرية ومكاتب القادة:كم شهيدا سقط لنا وكم شهيدا سقط من كل فصيل.او من الاوامر العسكرية الغريبة والتي كانت تأتي بالاسلكي بضرورة احتلال هذا المبنى او ذاك حتي لو ابيدت دورية او مجموعات عدة،وكأن برج المر،ذلك الفندق الشاهق في الاسواق التجارية بيروت كان يطل علي القدس، والاستيلاء عليه وتحريره سيجعلنا ندك اخر فلول جيش الاحتلال فيها ونرفع رايات النصر فوق اسوارها.
لم يكن للفرد اي قيمة في حسابات القادة العسكريين لجميع فصا ئل المقاومة الفلسطينية،لكن الامر كان اكثر كارثية في فصائل اليسار.فقد كان همها الاكبر في الحرب الاهلية اللبنانية اثبات الوجود،وبالتالي المطالبة بحصة من الكعكة والغنائم علي كل الاصعدة.اي متصفح لقوائم شهداء اليسار سيصدم حينما يطالع تواريخ واماكن استشهادهم.سيجد ان عشرات الشهداء قد سقطوا في يوم واحد وفي محور واحد.ولازلت اذكر جيدا ان برج المر قد كلف فصيلا يساريا فلسطينيا في خلال يوم واحد اكثر من عشرة شهداء لاحتلاله،وكانت الاوامر القادمة باللاسلكي:عليكم تطهيره مهما كلف ذلك من ثمن.
وما يزال عالقا في ذاكرتي ان حرب البوسترات كانت مشتعلة في زواريب المخيمات وحارات بيروت،الكل يتسابق للصق صور شهدائه واكثر من اشتباك تم وسقط فيه قتلي وجرحي ،والسبب تعليق بوستر شهيد من فصيل فوق بوستر شهيد من فصيل اخر.كانت جدران المخيم باتت كانها سلسلة بشرية من الشهداء الشاخصين بالمارة والمحدقين نحو السماء بحزن ومرارة.
ما زلت اذكر مطبعة صنين حيث كانت تطبع مجلات ونشرات معظم فصائل اليسار في بيروت،وهي المطبعة الوحيدة في بيروت التي صمدت اثناء حصار اسرائيل لبيروت عام 1982 ،وبالتالي كانت كل الفصائل والاحزاب تطبع فيها فيما بعد،كان عمال المطبعة ينهمكون في صب احرف الرصاص لتدوين ملخصات سريعة عن كل شهيد،ومن كثر الشهداء وطلبات البوسترات كان عمال الطباعة يتهامسون:نخاف ان نصحو غدا ولا نجد احدا نطبع ملصقا له.
في تلك الحرب المجنونة والملعونة كان الموت في كل مكان،وكان عزرائيل يتجول مطمئنا في كل الارجاء،فمن لم يمت بقذيفة سيموت برصاص قناص او باشتباك مباشر او بسيارة ملغومة او علي حاجز طائفي بغيض.وكان الطلبة القادمون من الخارج الاقل خبرة في المعارك والذين باتوا وقودا لالة الحرب والتي يزج بهم في كل المواقع الامامية،باتت الخسارة في اوساطهم كبيرة وتزايدت حينما اصطدمت المقاومة مع الجيش السوري بعد دخوله الي لبنان.
في معارك التصدي للجيش السوري،تلك المعارك التي سيدونها اليسار واليمين فيما بعد بانها كانت ملاحم الدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ادت الي مجازر فعلية وشهداء بالمئات.لقد دفع الطرفان في هذه المعارك مئات الشهداء والمعطوبين والجرحي في اتون معارك صبت بالكامل لصالح معسكر الاعداء،في تلك المعارك كان المواجهات تدور في احيان عدة بين جيش منظم ومتطوعين من الطلبة لا خبرة لهم الا في فك وتركيب الكلاشينكوف واطلاق النار منه.ولعل الطامة الكبري التي لم يحس بها القادة السياسيون و العسكريون الفلسطينيون ان الخسائر من جراء المواجهات السورية الفلسطينية الدموية كانت فلسطينية خالصة.وهو امر لم يكن يخطر ببال من اتخذ قرار الصدام،فالجيش السوري دفع في مقدمة قواته التي دخلت الي لبنان قوات من جيش التحرير الفلسطيني المرابطة في سوريا والتي تأتمر بأمرته وتتلقى قراراتها العسكرية من رئاسة الاركان السورية. وقوات جيش التحرير الفلسطيني كان يخدم بها الفلسطينيون ممن بلغوا سن الخدمة العسكرية وتضم خيرة الشباب من متعلمين وخريجي الجامعات والكوادر التقنية والمهنية الفلسطينية اللاجئة في سوريا..في حينها اصطدم الطرفان بمعارك موت او حياة،وكان الشهداء بالمئات من كلا الطرفين واتشحت شوارع مخيمات سوريا ولبنان بالسواد فقد كان قابيل وهابيل يقتتلان دون رحمة.وكأن لم يكف المخيمات عمليات التدمير الواسعة والابادة التي لحقت بها من جراء الحرب الاهلية خاصة في شرق بيروت وبعض مناطق الجنوب،انما اكتملت الدائرة بالحرب بين الاخوة الاعداء.
حينما قررت القيادة الفلسطينية الانجرار وراء دعوات الحركة الوطنية اللبنانية (المكونة اساسا من تحالف يساري)للتدخل في الحرب الاهلية،كانت بعض من الاصوات تطالب بعدم الانجرار وراء حسابات الحركة الوطنية اللبنانية والدخول في مستنقع الحرب الاهلية.في حينها كان المعسكر اليساري اللبناني يزين للمقاومة ان تدخلها سيحسم المعركة سريعا وسيسمح بتحرير لبنان من الهيمنة اليمينية السياسية وقيام دولة لبنانية داعمة للمقاومة الفلسطينية.لم تكن الحرب وليدة شرارة مجزرة عين الرمانة،فهذه المجزرة كانت نقطة التحول في الحرب،حينها كما يتذكر الجميع كان الجو هائجًا في بيروت، ولم يكن من السهل السيطرة على الوضع، وكان البعض يشعر منذ اللحظة الاولى ان هذا اليوم ليس عاديًا في تاريخ لبنان، وحاول قدر الامكان ان يضبط رد الفعل كي لا يفتح ابواب الجحيم، لكن ذلك لم ينجح.وكان بعض القادة يرون ان الانجرار وراء القصف العشوائي على مناطق معينة جريمة لا يجب ان تتم، و لا يجوز ان يُعاقب الابرياء بجريمة الكبار، وويجب الابتعاد قدر الامكان عن الافتراق الطائفي لهذه الحرب، واذكر ان الوزير اللبناني السابق والقيادي في الحركة الوطنية اللبنانية بشارة مرهج ، ،علي سبيل المثال ،لم يكن موافقًا على عزل حزب الكتائب حينها لانه كان يعتقد ان هذه الفكرة ستؤدي الى نتائج عكسية، وكان واضحآ ان امكانية محاصرة تلك الشرارة التي انطلقت في عين الرمانة لم تكن سهلة فالرؤوس كانت حامية ،و شريعة الانتقام كانت عالية،وكانت العقول في غيبوبة ونداء الانتقام كان هو الوحيد المسيطر في العقول،ويبدو انه كانت خوفا من فقدان السيطرة علي القاعدة التي كان صوتها يطالب بالرد،والتي كانت منساقة وراء تعبئة الحركة الوطنية اللبنانية التي كان همها الاكبر توريط المقاومة في الصراع لانقاذها بعد الخلل الحاصل علي الارض لصالح اليمين اللبناني في كثير من المناطق . ومن الامور التي يمكن هنا تسجيلها بعد مجزرة شكا التي اودت بحياة عدد كبير من المواطنين، ان بعض القياديين دعوا عرفات علنا وفي مهرجانات جماهيرية الى الرد على هذه المجزرة باقتحام مدينة رئيس الجمهورية اللبناني ونقل الصراع الي مناطق لبنانية جديدة .لقد كان واضحآ انه ومنذ بداية الحرب كان هناك اتجاهان واحد يعتقد انه بالتصعيد يمكنه ان يحسم الامور لصالحه، واتجاه كان يعتقد ان التصعيد سيؤدي بالمقاومة الفلسطينية وكذلك بلبنان.ومن يتابع مسلسل الحرب ويومياته وقرارت وقف اطلاق النار سيكتشف بسهولة محاولات العديد من القوي اللبنانية والفلسطينية افشال اي اتفاق لوقف النار لا يرضي عنه هذا الطرف او ذاك.
لهذا لم تكن القيادة الفلسطينية حين اتخذت قرار الانحياز للحركة الوطنية اللبنانية قد حسبت الوضع جيدا،فهي قد راهنت علي حرب سريعة تتخلص بها من اليمين اللبناني،ولكنها لم تعرف ان تفكيرها الضيق سيودي بها الي وحل يقضي علي مخيمات باسرها وعلي زهرة شباب فلسطين.
هذا الامر جعلني استرجع اخر اللحظات قبيل المغادرة الي لبنان ،حينها كنت لا تترك خلفك الا صورة واستمارة معلومات شخصية.كان الامر كأن الجميع بات ملصقا يحضر للطباعة واللصق في زواريب المخيمات.لقد كان الجنون في القرارات التنظيمية والعسكرية واضحا...وبدا الامر وكأن اهل اليسار واهل اليمين يتسابقون في ضخ الشهداء والتفاخر بمن قدم اكثر من الاخر من شهداء ومعطوبين وجرحي في ازقة الاسواق التجارية وبيروت القديمة وليس علي الحدود وفي الصراع مع اسرائيل.قد يعتقد البعض ان في الامر مبالغة،لكن هذا ما لمسته من سؤال كان يتردد دوما وفي كل الكتائب العسكرية ومكاتب القادة:كم شهيدا سقط لنا وكم شهيدا سقط من كل فصيل.او من الاوامر العسكرية الغريبة والتي كانت تأتي بالاسلكي بضرورة احتلال هذا المبنى او ذاك حتي لو ابيدت دورية او مجموعات عدة،وكأن برج المر،ذلك الفندق الشاهق في الاسواق التجارية بيروت كان يطل علي القدس، والاستيلاء عليه وتحريره سيجعلنا ندك اخر فلول جيش الاحتلال فيها ونرفع رايات النصر فوق اسوارها.
لم يكن للفرد اي قيمة في حسابات القادة العسكريين لجميع فصا ئل المقاومة الفلسطينية،لكن الامر كان اكثر كارثية في فصائل اليسار.فقد كان همها الاكبر في الحرب الاهلية اللبنانية اثبات الوجود،وبالتالي المطالبة بحصة من الكعكة والغنائم علي كل الاصعدة.اي متصفح لقوائم شهداء اليسار سيصدم حينما يطالع تواريخ واماكن استشهادهم.سيجد ان عشرات الشهداء قد سقطوا في يوم واحد وفي محور واحد.ولازلت اذكر جيدا ان برج المر قد كلف فصيلا يساريا فلسطينيا في خلال يوم واحد اكثر من عشرة شهداء لاحتلاله،وكانت الاوامر القادمة باللاسلكي:عليكم تطهيره مهما كلف ذلك من ثمن.
وما يزال عالقا في ذاكرتي ان حرب البوسترات كانت مشتعلة في زواريب المخيمات وحارات بيروت،الكل يتسابق للصق صور شهدائه واكثر من اشتباك تم وسقط فيه قتلي وجرحي ،والسبب تعليق بوستر شهيد من فصيل فوق بوستر شهيد من فصيل اخر.كانت جدران المخيم باتت كانها سلسلة بشرية من الشهداء الشاخصين بالمارة والمحدقين نحو السماء بحزن ومرارة.
ما زلت اذكر مطبعة صنين حيث كانت تطبع مجلات ونشرات معظم فصائل اليسار في بيروت،وهي المطبعة الوحيدة في بيروت التي صمدت اثناء حصار اسرائيل لبيروت عام 1982 ،وبالتالي كانت كل الفصائل والاحزاب تطبع فيها فيما بعد،كان عمال المطبعة ينهمكون في صب احرف الرصاص لتدوين ملخصات سريعة عن كل شهيد،ومن كثر الشهداء وطلبات البوسترات كان عمال الطباعة يتهامسون:نخاف ان نصحو غدا ولا نجد احدا نطبع ملصقا له.
في تلك الحرب المجنونة والملعونة كان الموت في كل مكان،وكان عزرائيل يتجول مطمئنا في كل الارجاء،فمن لم يمت بقذيفة سيموت برصاص قناص او باشتباك مباشر او بسيارة ملغومة او علي حاجز طائفي بغيض.وكان الطلبة القادمون من الخارج الاقل خبرة في المعارك والذين باتوا وقودا لالة الحرب والتي يزج بهم في كل المواقع الامامية،باتت الخسارة في اوساطهم كبيرة وتزايدت حينما اصطدمت المقاومة مع الجيش السوري بعد دخوله الي لبنان.
في معارك التصدي للجيش السوري،تلك المعارك التي سيدونها اليسار واليمين فيما بعد بانها كانت ملاحم الدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ادت الي مجازر فعلية وشهداء بالمئات.لقد دفع الطرفان في هذه المعارك مئات الشهداء والمعطوبين والجرحي في اتون معارك صبت بالكامل لصالح معسكر الاعداء،في تلك المعارك كان المواجهات تدور في احيان عدة بين جيش منظم ومتطوعين من الطلبة لا خبرة لهم الا في فك وتركيب الكلاشينكوف واطلاق النار منه.ولعل الطامة الكبري التي لم يحس بها القادة السياسيون و العسكريون الفلسطينيون ان الخسائر من جراء المواجهات السورية الفلسطينية الدموية كانت فلسطينية خالصة.وهو امر لم يكن يخطر ببال من اتخذ قرار الصدام،فالجيش السوري دفع في مقدمة قواته التي دخلت الي لبنان قوات من جيش التحرير الفلسطيني المرابطة في سوريا والتي تأتمر بأمرته وتتلقى قراراتها العسكرية من رئاسة الاركان السورية. وقوات جيش التحرير الفلسطيني كان يخدم بها الفلسطينيون ممن بلغوا سن الخدمة العسكرية وتضم خيرة الشباب من متعلمين وخريجي الجامعات والكوادر التقنية والمهنية الفلسطينية اللاجئة في سوريا..في حينها اصطدم الطرفان بمعارك موت او حياة،وكان الشهداء بالمئات من كلا الطرفين واتشحت شوارع مخيمات سوريا ولبنان بالسواد فقد كان قابيل وهابيل يقتتلان دون رحمة.وكأن لم يكف المخيمات عمليات التدمير الواسعة والابادة التي لحقت بها من جراء الحرب الاهلية خاصة في شرق بيروت وبعض مناطق الجنوب،انما اكتملت الدائرة بالحرب بين الاخوة الاعداء.
حينما قررت القيادة الفلسطينية الانجرار وراء دعوات الحركة الوطنية اللبنانية (المكونة اساسا من تحالف يساري)للتدخل في الحرب الاهلية،كانت بعض من الاصوات تطالب بعدم الانجرار وراء حسابات الحركة الوطنية اللبنانية والدخول في مستنقع الحرب الاهلية.في حينها كان المعسكر اليساري اللبناني يزين للمقاومة ان تدخلها سيحسم المعركة سريعا وسيسمح بتحرير لبنان من الهيمنة اليمينية السياسية وقيام دولة لبنانية داعمة للمقاومة الفلسطينية.لم تكن الحرب وليدة شرارة مجزرة عين الرمانة،فهذه المجزرة كانت نقطة التحول في الحرب،حينها كما يتذكر الجميع كان الجو هائجًا في بيروت، ولم يكن من السهل السيطرة على الوضع، وكان البعض يشعر منذ اللحظة الاولى ان هذا اليوم ليس عاديًا في تاريخ لبنان، وحاول قدر الامكان ان يضبط رد الفعل كي لا يفتح ابواب الجحيم، لكن ذلك لم ينجح.وكان بعض القادة يرون ان الانجرار وراء القصف العشوائي على مناطق معينة جريمة لا يجب ان تتم، و لا يجوز ان يُعاقب الابرياء بجريمة الكبار، وويجب الابتعاد قدر الامكان عن الافتراق الطائفي لهذه الحرب، واذكر ان الوزير اللبناني السابق والقيادي في الحركة الوطنية اللبنانية بشارة مرهج ، ،علي سبيل المثال ،لم يكن موافقًا على عزل حزب الكتائب حينها لانه كان يعتقد ان هذه الفكرة ستؤدي الى نتائج عكسية، وكان واضحآ ان امكانية محاصرة تلك الشرارة التي انطلقت في عين الرمانة لم تكن سهلة فالرؤوس كانت حامية ،و شريعة الانتقام كانت عالية،وكانت العقول في غيبوبة ونداء الانتقام كان هو الوحيد المسيطر في العقول،ويبدو انه كانت خوفا من فقدان السيطرة علي القاعدة التي كان صوتها يطالب بالرد،والتي كانت منساقة وراء تعبئة الحركة الوطنية اللبنانية التي كان همها الاكبر توريط المقاومة في الصراع لانقاذها بعد الخلل الحاصل علي الارض لصالح اليمين اللبناني في كثير من المناطق . ومن الامور التي يمكن هنا تسجيلها بعد مجزرة شكا التي اودت بحياة عدد كبير من المواطنين، ان بعض القياديين دعوا عرفات علنا وفي مهرجانات جماهيرية الى الرد على هذه المجزرة باقتحام مدينة رئيس الجمهورية اللبناني ونقل الصراع الي مناطق لبنانية جديدة .لقد كان واضحآ انه ومنذ بداية الحرب كان هناك اتجاهان واحد يعتقد انه بالتصعيد يمكنه ان يحسم الامور لصالحه، واتجاه كان يعتقد ان التصعيد سيؤدي بالمقاومة الفلسطينية وكذلك بلبنان.ومن يتابع مسلسل الحرب ويومياته وقرارت وقف اطلاق النار سيكتشف بسهولة محاولات العديد من القوي اللبنانية والفلسطينية افشال اي اتفاق لوقف النار لا يرضي عنه هذا الطرف او ذاك.
لهذا لم تكن القيادة الفلسطينية حين اتخذت قرار الانحياز للحركة الوطنية اللبنانية قد حسبت الوضع جيدا،فهي قد راهنت علي حرب سريعة تتخلص بها من اليمين اللبناني،ولكنها لم تعرف ان تفكيرها الضيق سيودي بها الي وحل يقضي علي مخيمات باسرها وعلي زهرة شباب فلسطين.
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen