Seiten

Sonntag, 12. September 2010

وجوه فيسبوكيه/شيخ انترنتي

وجوه فيسبوكيه/شيخ انترنتي

من سامر عبدالله‏ في 06 يوليو، 2010‏، الساعة 07:49 مساءً‏‏


وجوه فيسبوكيه/شيخ انترنتي


اليوم اكمل الشيخ الجليل شهره الانترنتي الرابع بالتمام والكمال...
كل ليلة يأتي الي مقهى الانترنت...ينزوي في ركن قصيا...ويجلس لاربع ساعات كاملة...من بعد صلاة العشاءحتي الواحدة فجرا...في ذات المكان وامام الشاشة عينها.كان يجلس بلحيته الطويلة المحناة..يمسدها كل ثانية بأصابعه الطويلة البيضاء المرصعة بخواتم فضية،كان وجهه، الذي يعلوه زبيبة بنية اللون باتت كبيرة الحجم ومسودة من كثر السجود؛ يوحي انه تجاوز العقد السادس من العمر،ورغم انه في بلاد الفرنجه كما يقول ،الا انه كان يصر علي ارتداء ملابسه المميزه؛الملابس الافغانية،رغم انه ليس افغانيا وانما من بلاد الشام.ويمسك دوما في يده حقيبة سوداء اللون،يحرص قبل فتحها علي التلفت ذات اليمين وذات الشمال،وبعيون كالصقر وفي ثوان معدوده يكون قد اخرج ما يريد منها ويعيد اقفالها باحكام.كنت دائم التعجب من هذا الشيخ وماذا يفعل في فضاء ليس فضائه.كان الفضول يقتلني لمعرفة اي صفحات يفتح،خاصة انه كان حريصا علي اغلاق كل الصفحات التي كان يفتحها ومسح ذاكرة الكمبيوتر بطريقة تشي بأنه محترف في الهندسة الالكترونية وعلم الحاسوب وليس مجرد شيخ لا يجد ما يفعله مساءا وبعد صلاة العشاء فيحضر الى هنا.كنت اعتقد في بداية الامر انه يمضي الوقت في الاستماع الى الموشحات الدينية او تراتيل القرآن باصوات الشيوخ الكبار.الى انتبهت ان في تصرفات هذا الشيخ امرا مريبا،ففي الاونة الاخيرة بدأ يتردد عليه في مقهى الانترنت شبابا صغارا لا يتجاوز اكبرهم العشرين من العمر،وكانوا يحرصون علي الجلوس في مقعد ملاصق للشيخ الجليل،ويبادلونه التحية فور جلوسهم ثم يتصرفون كأنهم لا يعرفونه،الا ان امرا غامضا كان يحدث بينهم،فالشيخ كان يفتح حقيبته ويمرر منها قصاصات ورقية للفتية الذين سرعان ما يغادرون المكان بعد ذلك.كان يمكن ان لا يلفت هذا الشيخ اهتمامي في هذه المدينة الالمانية التي تعج بكل اصناف البشر،لدرجة انك في احيان كثيرة لا تصادف المانيا واحدا في الشارع ،فجل من تقابلهم خليط من العرب والافارقة والاوربيين الشرقيين الذين باتوا يملؤون الشوارع كالنمل،وهنود وايرانيين واتراك وسيريلانكيين...كل الاجناس تراها هنا،وكان يمكن للشيخ ان يختفي في هذا الزحام،حتى بلابسه الافغاني الغريب.لولا اطمئنان الشيخ الزائد الى ان كل من حوله لم ينتبهوا له.وترافق هذا مع بدء رواج انباء عن تخطيط مجموعات للقيام بعمليات ارهابية في بعض المدن الالمانية.هنا اصبح اي شخص بملامح شرق اوسطية محلا للشبهة خاصة ان كان ملتحيا ومرتديا لهذا اللباس الذي اقترن بحركة طالبان وانصار القاعدة. لم ينتبه الشيخ الجليل الي ان حركته المحسوبة بدقة من قبله قد لفتت اليه انظار البعض،فاصبح تحت مراقبة الاجهزه المعنية.ما جعلني انتبه لذلك ان البوليس قد داهم المقهى الانترنتي صباحا ...لم يفتش الزبائن او يطلب هوياتهم الشخصية،كل تركيزه كان منصبا علي جغرافية المقهي ومداخله وتوزيعه الداخلي،كم باب لديه،هل هنالك غرف ملحقة به?ايحتوي علي قبو?هل هنالك مكان لاختباء احد? اين تطل النوافذ...وغيرها من الاسئلة التي تركزت حول هيكلية البناء،ثم ابرز تصريحا خطيا يسمح له بموجبه الاطلاع علي كافه البرامج المحملة في كمبيوترات الزبائن واي الصفحات مسموح بتداولها...وهل هنالك صفحات محجوبة تم فك الحجب عنها...استغربت كل هذه الاجراءات لكني بلعت لساني علي غير عادتي وصمت.
ما ان انتهت فرقة البحث البوليسية من تفتيش ذاكرة الكمبيوترات وبرامجها واستطلاع الصفحات المسموح فتحها،حتي طلب مني الضابط المسؤول ان اتوجه معه الي المكتب لنقاش ثنائي.هنالك لم يتكلم الضابط باي كلمه وانما ابتسم واخرع من ملف يحمله صورا عده،سألني ان كنت اعرف احدا من اصحابها.ولم ينس ان يذكرني ان هذا هو سؤال قانوني وبوسعي الامتناع عن الاجابة ولكنه سيضطر حينذاك لطلبي لاستجوابي في مقر البوليس.عندما نظرت الي الصور استغربت ان معظمها تعود لتلك الفتية الذين كانوا يترددون علي المقهى.تعرفت الي جلهم بالشكل ولكني كنت لا اعرف عنهم اي شيء وهو ما قدره الضابط الذي طلب مني ان عرفت اي شيء ان اتصل بهم مباشرة.ثم ما لبث ان ناولني صورة اخيرة لم تكن الا للشيخ ابو زبيبة،عرفته فورا،وهنا ابتسم الضابط واردف:معظم من رايت صورهم هم الان بضيافتنا الا القليل سيتم القبض عليهم خلال سويعات،اما هذا فلم نعثر علي اثر له،كانه فصا من الملح وذاب،كل ما نعرفه انه غادر مقهي الانترنت الساعة 1 فجر اليوم ثم اختفي في ازقة المدينة القديمة.من المؤكد انه سيعود اليوم....
لم يظهر للشيخ ابو زبيبة اي اثر في المساء..وكذلك هو الحال في الايام اللاحقة،بينما اعلن البوليس القبض علي مجموعة ارهابية كانت تخطط لمهاجمة معسكرات الجيش الاميركي المتواجدة على الاراضي الالمانية منذ الحرب العالمية الثانية،وعرضت صورا لهم،لم يكن من بينها صورة الشيخ....من يومها اختفى الشيخ...اليوم صباحا...وانا افتح ابواب المقهى الساعة السادسة فجرا،توقف امامي رجلا يرتدي بذلة فاخرة وانيقة،طلب مني زجاجة من الماء.حينما حدقت في وجهه ابتسم محيا...يا الله لقد كان الشيخ ابا زبيبة لكن دون ذقن لقد بات له الان شارب اسود ...لكن الزبيبة مازالت مكانها مشيرة الي شخصية صاحبهاالحقيقي...الذي ابتلعته المارة من جديد

1 Kommentar:

  1. من اجمل الخبرات في الحياة خبرة تعيشها بنفسك,,,والاجمل هو ان تشاركها غيرك ,,,كمأحب أن أعيش مع اناس لحظات ذاكرتهم التي قد اكون تمنيت ان اعيشها انا ,,,,ولم يتحقق لي ذلك معكم اعيشها ,,,وأشكر القدر الذي يقودني اليكم ,,,لأقرء واستمتع وأعرف انني حتى لو لم اعش تلك اللحظات,,,فإن غيري قد عاشها وجربها
    جميله مدونتك وسأسكن بها ردحا من الزمن ,,أقرء وأستفيد
    شكرا لك اخي سامر,,,,,,,,عماد ,,,أخي
    خلود حسن

    AntwortenLöschen